التقارير

تقرير خاص - ’إبن الذيب’... شاعر الحرية

 

صدح "ابن الذيب" بشعره إبان ثورات الربيع االعربي متغنياً بالثورة التونسية، ومطالباً بتعميم التجربة في الدول العربية الأخرى... فكان السجن مصيره بعد كلماته التي ألقاها، ليأتي العفو عنه بعد خمس سنوات قضاها بين القضبان.

عرف عن الشاعر "محمد ابن الذيب العجمي" أشعاره التي تتخذ طابع الشعر النبطي في مجملها، كما كانت له ردود على الشعراء متميزاً بالفصاحة الشعرية وقوة كلماته وإبداعه في القافية والنظم حتى لقبه جمهوره "مارد الشعر".

"محمد ابن الذيب" ينتهي نسبه إلى قبيلة يام والتي تسكن مناطق شمال اليمن وجنوب السعودية، وهو متزوج وله ثلاثة أطفال هم: حمدان وهند وفزاع.

شارك في العديد من المحافل الشعرية في  دول الخليج وألقى العديد من القصائد أبرزها إبتساماتي، اوص ولا اسمع نفس، الطحال، غليص وأخيراً الياسمين.

وألقى في العام 2006 عدة أبيات امتدح فيها حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله، مشدداً على أن الحزب وإن كان يتلقى الدعم من إيران وسوريا، إلا أن ما يقابله دول خليجية تُدعم من الكيان الصهيوني وفق قوله، وجاء في قصيدته:
والله مابيها واحد واثنين يا اما حياة العز  والا يا بلاها
إن كان ما نسمع تكبيرة بوسط الميادين يوصل بوش صداها
لكن نصر الله حسن يامساكين أروى الكبودة الذي ذبحها ظماها"
 
عام 2011، وفي قصيدة بعنوان "كلنا تونس - ثورة الياسمين" توقف "ابن الذيب" عند أحداث ما عُرف بـ "الربيع العربي"، قائلاً:
"آه عقبال البلاد اللي جهـل حاكمهـا
يحسب ان العزّ بالقـوات الامريكيـه
وآه عقبال البلاد اللي شعَبْهـا جايـع
والحكومه تفتخر في طفـرة الماليـه
وآه عقبال البلاد اللي تنـام مواطـن
معك جنسيه وتصبح مامعـك جنسيـه
وآه عقبال النظام القمعـي المتـوارث
لا متى وانتم عبيـد النزعـه الذاتيـه
... رددوا والصوت واحد للمصير الواحـد
كلنا تونس بوجـه النخبـه القمعيـه
الحكومات العربيـه ومـن يحكمهـا
كلهـم بـلا بـلا استثنـاء حراميـه
السؤال اللي يؤرّق فكـرة المتسائـل
لن يجد اجابته من كم جهـه رسميـه
دامها تستورد من الغرب كل أشيـاءه
ليه ماتستورد القانـون والحريـه..؟"

وقد أثارت هذه القصيدة إستياء السلطة الحاكمة في قطر في عام 2011، بعدما قرأت فيه تحريضاً للشعب. الإعلام القطري صوّر الشاعر "ابن الذيب" كمحرض للإنقلاب على النظام، وسرعان ما أتى التفاعل الرسمي مع القصيدة، ليغدو الشاعر القطري سجيناً منذ "نوفمبر 2011".

وقد أيّدت محكمة التمييز القطرية قد أيدت في "أكتوبر" الماضي حكما بالسجن 15 عاما على "ابن الذيب" بتهمة التحريض على نظام الحكم، إلا أن توقيفه تم في "نوفمبر 2011"، وتأجلت جلسة الحكم عليه في المحكمة الابتدائية عدة مرات، قبل أن تصدر قرارها بفرض عقوبة السجن المؤبد عليه بنهاية "نوفمبر 2012."

 

ورغم التكتم عن القضية، فقد عمدت منظمات حقوقية، ومن ضمنها "هيومان رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية"، إلى إثارة قضية "إبن الذيب". وأكدت تقارير حقوقية تعرض "محمد ابن الذيب" إلى انتهاكات قانونية منها السجن في الحبس الإنفرادي رغم أن قضيته لا تحتمل السجن. كما أنه لم يُسمح له بتغيير القاضي أثناء المحاكمة.

وقد أصدرت منظمة العفو الدولية بياناً انتقدت فيه الحكم واصفة إياه ب"الحكم الفاضح". كما أكدت، في بيان أصدرته بعد ساعات على صدور قرار المحكمة، أن الحكم يُعتبر "اعتداءً صارخاً على حرية التعبير." وقال "فيليب لوثر"، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إنه "من المؤسف أن قطر، التي تسعى للظهور على الصعيد الدولي بمظهر الدولة التي تعزز الحق في حرية التعبير، تمارس فعلياً ما يبدو أنه انتهاك صارخ لهذا الحق."

كما انتقد وزير العدل القطري السابق "نجيب النعيمي" الحكم ووصفه بأنه "إخفاق للعدالة". كما تهافتت شخصية ثقافية وإعلامية وسياسة  ومنظمات شعرية وأدبية وحقوقية في سبيل إصدار عفو عن الشاعر ابن الذيب  لكنها جوبهت بالرفض.

ومن داخل سجنه أرسل "أبو ذيب" رسالة صوتية عبر فيها عن السبب الحقيقي لسجنه والذي يقف وراءه متنفذين في الدولة، معتبرا أن من حقه التعبير عن رأيه الذ يخاف منه هؤلاء المتنفذين والذي وصفهم ب"مدعي المشيخة" وأن السلطة الحاكمة ليست الأساس في سجنه وأن قصيدة الياسمين ليست هي القصيدة الي اثارت استياء المتنفذين إنما هي قصيدة رد هجا فيها أحد الشعراء مما حدا بهم لتلفيق تهمة " التحريض على الإنقلاب".

في الخامس عشر من شهر مارس الجاري تم إصدار حكم العفو عن محمد ابن الذيب ليطلق سراحه في اليوم التالي وذلك بوساطة لشيخ عجمان سلطان العجمي، وفق ما نقلت مصادر صحفية قطرية.

أضيف بتاريخ :2016/03/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد