التقارير

تقرير خاص: بين المخازن والخزنات .. رؤوس تُحز وصفقات تبرم وترامب "مضاد للردع"!

رائد الماجد..

 
يغامر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعلاقته مع الكونغرس من جهة، لتحسين علاقته مع المملكة السعودية، مستفيداً من تجربة سلفه أوباما الذي غادر البيت الأبيض بعد انتهاء فترة حكمه، وهو مكروه من السعوديين.

ورغم أن الاختلاف والمسافة شاسعة بين الفكرين السعودي والأمريكي، إلا أن ترامب جعل منها حليفته وباتت تربطهما مصالح مشتركة، تأسست على عدم تشاطر القيم أو التقاليد السياسية، فالسعودية ملكية مطلقة حزت رؤوس الكثيرين، وخنقت الصحافي جمال خاشقجي وقطعت أوصاله" داخل قنصليتها بإسطنبول، بينما تُعد الولايات المتحدة "أقدم ديمقراطية بالعالم"، والسبب واضح لاختيار ترامب لمحمد بن سلمان ليكون حليفه في الشرق الأوسط.

تلك العلاقة تلاقي رفض عربي وأمريكي، ففي بلاد البيت الأبيض، تستمر محاولات مجلس الشيوخ لتقييد قدرة الرئيس ترامب على الموافقة على بيع الأسلحة للسعودية، من خلال جعل مبيعات الطوارئ من الأسلحة دون فترة مراجعة للكونغرس.

ورغم موافقة لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي على تشريع اُطلق عليه قانون الطوارئ الكاذبة الخاصة بالسعودية، كرد فعل على قرار الرئيس ترامب باستخدام البند الطارئ من قانون مراقبة تصدير الأسلحة في محاولة للاعتراض على 22 صفقة أسلحة مع السعودية ودول خليجية دون فترة مراجعة الكونغرس، فإن هذا القانون لا يؤثر على صفقات الأسلحة القديمة، ولكنه يمنع استخدامات مستقبلية من هذا القبيل، بغض النظر عما إذا كان الرئيس القادم من الجمهوريين أو الديمقراطيين.

وعلى الرغم من رعاية لجنة العلاقات الخارجية للمشروع، يواجه القانون مصاعب قاسية للحصول على تصويت دون دعم من رئيس اللجنة الجمهوري، السيناتور جيم ريش والقيادة الجمهورية.

ورغم الكشف وتثبيت تورط السعودية بجرائم حرب في اليمن ، وتسببها بمقتل الكثير من المدنيين والأطفال، كان لا بد من اتخاذ موقف إنساني تجاه هؤلاء، لكن بدلا من تخفيف طابع التعامل التجاري للعلاقة مع السعودية وخاصة الأسلحة، فإن ترامب ظل يحتفي بها، وما كان إبن سلمان ليأمر بقتل خاشقجي لولا هذا الاحتفاء بالعلاقة من جانب الرئيس.

ولعل من السوء بمكان أن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية باتت الآن أسيرة السياسة الأمريكية، ولربما لن تصمد لو أنها أضحت رهينة للسياسة السعودية كذلك.

والرأي القائل بأن الطريق إلى سلام الشرق الأوسط يمر عبر الرياض ما هو إلا "أضغاث أحلام"، فلا أمل من الانتظار لرؤية بوادر خير من المملكة ولا من حليفها الأمريكي، ومحاولات الكونغرس قد تحد من السلطة المطلقة لترامب فقط، لكن لن تحد من أيدي ابن سلمان الظاهرة والخفية والأساليب تكثر في سبيل تحقيق أهدافه وبدل الثغرة سيبحث عن ثغرات ينفذ من خلالها لمخزن حليفه الأمريكي الذي سيبحث عن ثغرات أيضاً لينفذ من خلالها لخزنة حليفه السعودي.

أضيف بتاريخ :2019/06/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد