آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد النوباني
عن الكاتب :
كاتب سعودي

لماذا تنعكس انجازات وانتصارات اليمنيين قلقا ورعبا في إسرائيل؟!

 

محمد النوباني

 
في تطور لافت سيترك بصماته الواضحة على خريطة القوى التي ستكون في دائرة المواجهة مع اسرائيل في أي حرب كبرى قادمة كشف مصدر عسكري يمني النقاب عن أن الصناعات العسكرية اليمنية التابعة للجيش واللجان الشعبية تمكنت من تطوير صاروخ باليستي يحمل اسم “قدس واحد” بإمكانه إصابة أهدافه بدقة عالية على بعد٢٥٠٠ كم من الأراضي اليمنية..

وبدخول هذا الصاروخ الى الخدمة العسكرية يحق لحكام إسرائيل أن يقلقوا لأنه بامتلاك الجناح اليمني من محور المقاومة لمثل هذا الصاروخ وربما قريبا غيره تصبح فلسطين التاريخية تحت مرمى الصواريخ البليستية اليمنية بعد أن باتت كل أراضي السعودية والإمارات وكل القواعد والبوارج الحربية الأمريكية في الخليج في مرمى الصواريخ البليستية والمجنحة والطائرات المسيرة اليمنية. .

لقد كان حلم أحرار اليمن تاريخيا أن ينفروا خفافا وثقالا إلى فلسطين للدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة التي بعتبرونها قضيتهم المركزية ولكن بعد المسافات والتعقيدات الجيو- سياسية الناجمة عن تقسيمات سايكس بيكو كانت تحول دون ذلك إلا في أضيق نطاق حيث تمكن يمنيون يحملون جوازات سفر أجنبية من الوصول إلى لبنان والقتال في صفوف الثورة الفلسطينية إلى أن أجبرت على الخروج من بيروت في صيف العام ١٩٨٢ من القرن الماضي .

وبإمكاننا القول أن حكومات إسرائيل المتعاقبة كانت تعتبر الشعب اليمني خطرا محتملا على إسرائيل ليس لأن اليمنيين يعتدون مبدئيا المشروع الصهيوني ويرفعون شعار الموت لإسرائيل وإنما أيضا بسبب موقع اليمن في منطقة باب المندب الاستراتيجية على البحر الأحمر، ولذلك فإن حكومة نتنياهو لم تكتف بتأييد الحرب التي شنتها السعودية والإمارات قبل أكثر من أربع سنوات على اليمن بل وشاركت مع الولايات المتحدة ولو بشكل سري في تحالف العدوان من خلال إرسال خبراء عسكريين وطيارين شاركوا فعلا في العمليات الحربية كما أكد الحوثيون 
ولذلك فقد كان قلب إسرائيل يخفق مع كل طلعة لسلاح الجو اليمني المسير ومع كل رشقة صواريخ يمنية باليستية ومؤخرا مجنحة تطلق على المطارات والمواقع الاستراتيجية السعودية والإماراتية ليس لأن دخول هذه الاسلحة مكن الحوثيين من تغيير مسار الحرب لصالحهم بل وأيضا لأن الإسرائيليين يعرفون بأن مثل هذه الأسلحة وربما أكثر تطورا ودقة منها موجودة لدى حزب الله اللبناني وسوريا و المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، فكيف سيكون حالهم فيما لو اندلعت الحرب في الشمال والجنوب وعلى كل الجبهات في أن واحد؟.

وباختصار فإن إعلان الإمارات عن سحب قواتها من اليمن ولو بشكل خجول وغير رسمي حتى اللحظة جاء بسبب صمود وبسالت الشعب اليمني أولا وسبب تكاليف الحرب الباهظة على الخزينة الإماراتية ثانيا وليس للتفرغ لتقديم مساعدات إنسانية كما زعم البعض 
فالإمارات ومعها السعودية شنتا الحرب على اليمن من أجل نهب خيرات هذا البلد والسيطرة على موانئه الطويلة على البحر الأحمر وكان الأمن الإسرائيلي في منطقة مضيق باب المندب الاستراتيجي وبالتالي فان هزيمتهما هناك هو هزيمة لمشروع أمريكا وإسرائيل ومقدمة لتفككهما
بقي القول أن ما دفعني لكتابة هذه المقالة هو أنني قرأت قبل عدة أيام تقريرا كان موقع “ديبكا”الاستخباراتي الاسرائيلي قد نشره في الثاني من تشرين الثاني عام ٢٠١٧ تعقيبا على تهديد كان أطلقه مساعد الناطق بلسان الجيش واللجان الشعبية اليمنية اللواءعزيز راشد بضرب قواعد إسرائيلية في أرتيريا واذا لزم الأمر في إسرائيل نفسها ردا على العدوان السعودي الإماراتي على اليمن .

ففد شكك التقرير بوجود صواريخ حوثية تستطيع بلوغ تلك الأهداف سيما أن أرتيريا تبعد عن اليمن ٩٧٣ كم وعن إسرائيل ٢٢١١ كم.،ولكن تمكن الصواريخ اليمنية من إصابة أهداف في الرياض التي تبعد عن اليمن ١١٢٥ كم وفي ابو ظبي التي تبعد عن اليمن ١١٦٣ كم وبالامس العالم اليمني عن تطوير صاروخ “قدس واحد” الذي يبلغ مداه ٢٥٠٠ كم بالإضافة إلى الطائرات المسيرة بعيدة المدى يدحض ذلك التقرير جملة وتفصيلا.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/07/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد