التقارير

تقرير خاص: #السعودية و"#إسرائيل".. علاقة دون ضجيج تفوح منها رائحة غاز

 

رائد الماجد..

ينطلق التطبيع عادة من مجالات خلفية وينتهي بالسياسة، وهذا ما يجري في أروقة العلاقة الإسرائيلية السعودية ، والذي تأكد بعد الإعلان عن مشاريع بين الجانبين.

أحد تلك المشاريع كان إعطاء المملكة جزء من أراضيها لـ"إسرائيل" لإنشاء قاعدة عسكرية على أن تكون في ظاهرها للقوات الأمريكية وهذا حصل فعلاً، فقد وصل 500 جندي أمريكي إلى المملكة خلال الفترة الماضية.

وخلال تموز المنصرم، جدد وزير النقل الإسرائيلي اقتراح مشروع بتأسيس شبكة سكك حديد عابرة لمنطقة الشرق الأوسط، تربط تلك الشبكة "إسرائيل" بدول الخليج مروراً بالأردن والسعودية، والمثير للاستغراب أن الوزير الإسرائيلي رجّح أن يتم التعاون في هذا المشروع مع الرياض عبر قنوات خلفية، مذكراً بأن إدارة ترمب نشطة جداً في سبيل تطبيع العلاقات بالمنطقة.

كما تطرقت عدة صحف ومواقع إسرائيلية، إلى مشاريع اقتصادية تجمع الطرفين، يتوقع أن تشهد تطورا سريعا وصولاً إلى تسيير خطوط طيران إلى الرياض. 

ويتضافر هذا المشروع مع حلم إسرائيلي مواز يقضي بإنشاء بديل عن قناة السويس، "قناة إسرائيلية تربط إيلات على البحر الأحمر مع ميناء أشدود على البحر المتوسط"، في خطوة من شأنها تعزيز علاقات تل أبيب التجارية مع الصين وأوروبا وتضرب المصالح المصرية.

مشروع للغاز 

واليوم، كشفت وكالة "بلومبرغ" الاقتصادية في تقرير نقلا عن مسؤول إسرائيلي، أن السعودية والكيان إلاسرائيلي أجريا مباحثات حول مشروع للغاز، ما يفسر بأنه مؤشر على تقارب محتمل بين الطرفين.

ونقلت الوكالة عن مسؤول مقرب من رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن السعودية تدرس شراء الغاز الطبيعي من الكيان.

كما قال العضو السابق في البرلمان الإسرائيلي أيوب كارا، خلال مقابلة استشهد خلالها بمحادثات جرت مع "كبار المسؤولين" في المنطقة، إن "إسرائيل" والسعودية ناقشتا مد خط أنابيب يربط السعودية بإيلات.

وأضاف، أنه تم اختيار إيلات المطلة على خليج العقبة لقربها من الحدود السعودية، حيث تبعد عن المملكة نحو 40 كيلومترا.

وقالت "بلومبرغ" إن السعودية ستجد "إسرائيل" شريكا متحمسا لبيعها الغاز الطبيعي، حيث أن شركات الطاقة اكتشفت كميات هائلة من الغاز في مياه المتوسط قبالة "السواحل الإسرائيلية" ، ولا يزال 80% منها غير مرتبط بأي مشترين.

ويأتي التقرير في وقت تخطط فيه السعودية لاستثمار أكثر من 150 مليار دولار في مشاريع غاز خلال العقد المقبل، لتلبّي بشكل جزئي الطلب المتزايد على الكهرباء الرخيصة.

علاقات دون ضجيج.. 

فعلياً، "إسرائيل" ودولاً خليجية قامت دون ضجيج ببناء علاقات أمنية بدافع الخوف المتبادل من إيران، وإمكانية توثيق العلاقات السعودية مع "إسرائيل" تفسر جزئيا لماذا فرضت السعودية وحلفاؤها حصارا شاملا على قطر، حيث تحاول السعودية إجبار الدوحة على وقف دعمها لحماس، وإبقاء الكيان الإسرائيلي في جو سياسي مريح.

ووفقا لوكالة "بلومبرغ" فإن مشروع طاقة بهذا الحجم سيتطلب علاقات دبلوماسية رسمية بين السعودية والكيان إلاسرائيلي، الذي لا يحظى بقبول في العالم العربي بسبب معاملته للفلسطينيين، الذين يعيشون تحت الاحتلال في الضفة الغربية وتحت الحصار في غزة.

أضيف بتاريخ :2019/08/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد