آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاشم عبده هاشم
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي، ورئيس تحرير صحيفة عكاظ سابقاً

من يدفع ثمن سعودة دكاكين الجوالات؟


هاشم عبده هاشم

    •• بداية.. أنا مع قرار وزارة العمل الخاص بسعودة قطاع البيع لأجهزة الاتصالات بالكامل.. لا.. بل أنا مع سعودة كافة محلات البيع التي يعمل فيها غير سعوديين بمئات الآلاف وبصورة (غير معقولة أبداً)..

•• لكن قرارات كهذه رغم أهميتها.. وضرورتها.. لا بد وان تكون مدروسة.. ولا يترتب على تنفيذها أي تبعات من أي نوع كان.. سواء على أصحاب هذه المحلات التجارية.. أو على المستهلكين بشكل عام..

•• وسوف أذكر أثراً واحداً لما سوف يترتب على هذا القرار من نتائج فورية ومباشرة وهو.. أن أكثر تلك المحلات ستكون بعد اليوم أمام خيار من خيارين.. أحدهما أن ترفع مستوى مرتبات العاملين لديها ربما بنسبة 100% لتوظيف سعوديين أو أن تغلق أبوابها فوراً لعدم قدرتها على تحمل تكلفة إضافية كهذه.. وفي أغلب الأحيان.. فأنها قد تأخذ بالخيار الأول مقابل رفع أسعار السلع والخدمات التي تقدمها للمستهلكين.

•• وفي كل الأحوال فان الثقة – مع الأسف الشديد – ما زالت ضعيفة في التزام الشباب والشابات السعوديات بأداء المهام المطلوبة منهم بالمستوى.. وبالدقة.. وبالجودة المرجوة.

•• وأنا وإن كنت لا اتفق معهم في أسلوب التعميم المطلق في الحكم على شببانا وشاباتنا.. إلا أنني اعتقد أيضاً أن المسؤول عن ذلك هو أسلوب إدارة العمل سواء أكان ذلك في شركة.. أم في دكان بيع للجوالات.. فإذا وجدت إدارة قوية وحازمة فان على الشاب أو الشابة – بعد ذلك - تحمل مسؤوليتهما كاملة فإذا قصرا بحق عملهما.. واهملاا في أداء وظائفهما على الوجه الأكمل فان العمل لن يقبل بهما وسوف يلفظهما في الشارع العام..

•• ولكن وعلى قدر متابعتي لقرار إلزام محلات بيع الجوالات وما في حكمها بإحلال السعوديين محل غيرهم خلال مدة السماح المحددة بستة أشهر.. فأنني لم أطلع على ما يطمئنني بان المستهلك سوف لن يتحمل التبعة كاملة في النهاية بصرف النظر عن وجود رقابة مباشرة على تلك المحلات للتأكد من تطبيقها القرار من عدمه..

•• وما كنت أتوقعه من وزارة العمل هو أن تطلعنا على مضامين دراستها لهذا الموضوع.. وكذلك على طبيعة الإجراءات التي ستطبقها.. آخذة في الاعتبار مصالح كل الأطراف مستهلكين.. وملاكاً.. ومواطنين مستحقين للعمل.. مع اتخاذ جميع الاحترازات تجاه ما قد يترتب أيضاً على وجود بطالة ضخمة بين المقيمين والوافدين ممن كانوا يعملون في هذه المحلات..

•• وما أرجوه هو أن تكشف الوزارة عن التفاصيل الدقيقة المتصلة بهذا القرار وسواه.. وبما يطمئننا إلى أن قراراتها قد استوفت جميع الجوانب.. ووضعت حساباً لكل الاحتمالات..

•• أما.. ما لا اتفق فيه مع الوزارة فهو.. استمرار حرمانها لأبناء السعودية المتزوجة من أجنبي من فرص التوظيف في مثل هذه المحلات.. لأن أضرار هذا الحرمان أكبر بكثير من الدوافع التي جعلت الوزارة تستبعدهم من العمل فيها.. ومساواتهم بأي وافد.. أو مقيم.. أو متعاقد..

•• إن هذا الموضوع مهم للغاية.. ويحتاج – من وجهة نظري – إلى مراجعة وتمحيص وبالذات في ظل الظروف والمستجدات التي تفرض حداً أعلى من الاندماج الأقوى للجميع في بلدنا الغالي.. وكذلك في ظل تزايد أعداد هؤلاء الأبناء.. نتيجة فشل زواج أمهاتهم.. لأسباب ليس هذا مكان ذكرها.. والله المستعان.

ضمير مستتر:
•• بعض الحلول.. قد تجرك إلى مشكلات أكثر تعقيداً.. وبعضها يدفعك إلى الأمام.. إذا بنيت على أسس صحيحة وبعيدة النظر..

صحيفة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/03/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد