التقارير

تقرير خاص: بعد #أرامكو.. تصعيد أم تهدئة؟


رائد الماجد..


جاءت الهجمات التي شُنت على بقيق وخريص، وهما من المرافق النفطية الهامة التابعة لشركة أرامكو المملوكة لحكومة المملكة السعودية، مذهلة للغاية في تأثيراتها السياسية والاقتصادية.

إلى الآن لم تُحسم مسألة "المسؤول عن الهجمات"، فالرواية الأمريكية تتحدث عن إيران وتلميح آخر للعراق، وهذا يشكك في تبني "أنصار الله" المسؤولية عن الهجمات، ويبدو أن الأمر يروق للسعودية.

فإن تلك الضربة التي تلقتها المملكة السعودية في أهم منشأة نفطية تابعة لأرامكو هي أكثر من مجرد اشتباك ناتج عن الحرب اليمنية.

صحيح أنها تدشن قواعد اشتباك جديدة بين الرياض و"أنصار الله" عنوانه "دقة أكبر وخسائر أعمق"، إلا أن العامل الإقليمي يبدو أكثر أهمية وحضوراً ووضوحاً.

الانفعال الأمريكي يؤكد طبيعة الرسالة

ما يلفت الانتباه أن الانفعال الأمريكي تجاه الضربة كان سريعاً وغاضباً، فالرئيس الأمريكي دونالد ترمب سارع للاتصال بولي العهد السعودي وأعلن تضامنه مع الرياض.

أما وزير الخارجية الأمريكي فسارع إلى اتهام إيران وشكك في انطلاق الطائرات من اليمن، وهنا ظهر على جبين الوزير مقولة "الرسالة الإيرانية وصلت".

من يراقب المشهد بدقة يلاحظ أن الضربات التي أصابت العمق السعودي في أكبر عملية وأدت إلى تعطل إنتاج النفط وإرباك الأسواق العالمية، استقرت في النهاية على تراشق إيراني أمريكي وغياب للاشتباك السعودي.

فقط تصريح يتيم للتحالف السعودي الإماراتي شكك في مسؤولية "أنصار الله" وتبنى الرواية الأمريكية، وهنا يأتي الإقرار بترك المسألة لواشنطن تعالجها كيفما تريد.

كما أن فشل منظومة الدفاع السعودي الجوية باهظة الكلفة والثمن في مواجهة صواريخ إيران وطائراتها محلية الصنع في غاليتها، يساعد في إحداث خرق كبير في لعبة التوازنات العسكرية في المنطقة.

وقت حرج للسعودية ومخططاتها

على المستوى السعودي تبدو الضربات محرجة، فمن جهة اهتزت هيبة الحكم أمام الرأي العام الداخلي، ولعل سؤالاً مسكوتاً عنه داخل أروقة الجماهير السعودية عنوانه "لماذا وصلنا إلى هذا الانكشاف؟".

كما أن الضربة تأتي في وقت حساس من الناحية الاقتصادية، إذ تعلق الرياض وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان آمالاً عريضة على تسويق 5% من أسهم الشركة وقد اقتربت أزمنة طرحها للبيع من الحل.

هنا سيتأخر المشروع على الأغلب، فالضربة لا محالة ستؤثر على احتمالات البيع الرشيد للأسهم، وتبدو السعودية أكثر اقتراباً من أزمة اقتصادية يتقاطع فيها الماضي مع حاضر احتمالات تأخر إصلاح العطب الناجم عن الهجمات.

ومهما كانت الحادثة كبيرة وحاسمة، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيبقى ثابتاً على موقفه الذي يقدم الصفقات على الحروب.

جدير بالذكر أن استهداف "أنصار الله" لأرامكو ولمطارات ومواقع عسكرية في العمق السعودي، يأتي بعد آلاف الغارات الجوية التي شنتها ولا تزال تشنها السعودية التي تقود "التحالف العربي" على اليمن طوال 5 سنوات ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا وتشريد الملايين في مأساة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأكبر في العالم.

أضيف بتاريخ :2019/09/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد