آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
زين العابدين عثمان
عن الكاتب :
كاتب لدى مركز للدراسات

ماذا لو رفض معسكر واشنطن الرياض وابوظبي مبادرة الرئيس المشاط؟ وكيف سيكون الرد اليمني؟

 

زين العابدين عثمان

في خضم تداعيات العملية الاستراتيجية التي نفذها سلاح الجو المسير اليمني على اكبر حقول النفط بالسعودية (بقيق وخريص)، رئيس المجلس السياسي الاعلى مهدي المشاط اطلق مبادرة سلام احادية الجانب تضمنت التزام القيادة في صنعاء بايقاف كافة العمليات الهجومية نحو السعودية بمافيها الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وذلك للدفع بعجلة السلام وحقن الدماء واعطاء السعودية والامارات فرصة جديدة للخروج من جحيم الحرب في اليمن بماء الوجه.

لقد قدم الرئيس المشاط المبادرة وكان الامل ان يتعاطى معها كلا النظامين السعودي والاماراتي بايجابية وتكون ردة الفعل هي تخفيف التصعيد والرفع النسبي للحصار المفروض على اليمن ،، لكن وكما هو حاصل  معسكر الرياض وابوظبي ومن ورائهم واشنطن الى الان لم تلقي باي تجاوب لهذه المبادرة بالشكل المطلوب انما زادت من وتيرة هجماتها الجوية مرتكبة مجازر وحشية بحق المدنيين اليمنيين في اكثر من محافظة ،وكذلك تسعى لاثارة المزيد من التصعيد والتي كان اخرها استقدام لامارات بالامس تعزيزات جديدة من المرتزقة قادمة من قاعدة عصب الارتيرية قوامها اكثر من 1000 مقاتل مع تجهيزات عسكرية ضخمة من المدرعات والاليات الحربية وذلك بنية التموضع  والاستعداد للتصعيد في المخاء بتعز والساحل الغربي .
لهذا فعدم جدية معسكر الرياض وابوظبي للسلام  وللمبادرة فهذا لن يكون له ردة فعل سوى ما حذر به  المشاط وكذلك قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي قال في بيانه الاخير : انه مع  استمرار التصعيد والحصار  فإن الضربات الأكثرَ إيلامًا والأشدَّ فتكًا ستصلُ إلى عمق السعودية والامارات وان لا خطوط حمراء في العمليات الهجومية القادمة”. اما المشاط فقد حذر للمرة الثانية عشية الاحتفال بذكرى 26 سيتمبر :اذا لم يلتزم طرف العدوان بالمبادرة  فستبدأ مرحلة الوجع الكبير وامامنا ايام محدودة فقط للتقييم ..

لذا فالمعادلة واضحة  وهي “عدم التزام طرف السعودية والامارات بالمبادرة سيحتم استئناف اليمن للعمليات العسكرية  عمليات اوسع واضخم من السابق وستنفذ بعد انقضاء المهلة المحددة التي لاتتعدى اسبوع ..”كيف سيكون  الرد اليمني القادم؟”
لربما ان  الجزئية الاهم الذي نريد  طرحها في هذا السياق هو عن كيفية و طبعية ردوة الفعل العسكرية اليمنية القادمة وما بعدها على المستوى العسكري والاستراتيجي حيث يمكننا ان نطرحها في امرين مهمين وهما :-
الاول: ان المؤسسة العسكرية اليمينة عبر اياديها الضاربة (القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير) على اتم الجاهزية العملياتية والتسليحية  لاي عمليات هجومية تكلف بها في اي لحظة.
الثاني وما يجب اخذه بالاعتبار ان “الخيارات الاستراتيجية للرد القادم مرسومة على اعلى مستويات من القوة والتخطيطوالتجهيز التسليحي الكبير والمثالي الذي سيتضمن اسراب من الطائرات دون طيار التكتيكية ومنظومات باليستية بعيدة مدى قد تكون من طراز” بركان 3 وصواريخ الكروز المجنحة”، اما في مسألة انتقاء الاهداف فحجم التحضير سيحتم انتقاء اهدافا ذات بعد استراتيجي وحيوي ربما يفوق في اهميته حقول نفط بقيق وخريص السعودية، اذ ان العمليات ستكون كبرى وغير مسبوقة ونتائجها كاسرة للتوازنات وستتعدى حدود الحسابات العسكرية والجغرافية والاستراتيجية المفترضة كما اشار اليها قائد الثورة.
لهذا فجميع الاحتمالات واردة والامارات والسعودية امام “مرحلة الحريق الكبير” وقد يعلن ايعاز قصفها في اي لحظة سيما اذا لم يكن هناك تجاوب نحو السلام خلال الايام او الساعات القادمة.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/09/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد