آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. أحمد الزين
عن الكاتب :
كاتب لبناني ومحلل سياسي

مفاعل «شيكاغو بايل» النووي في مدينة عبد العزيز للتكنولوجيا السعودية

 

د. أحمد الزين 

في العالم دول كثيرة لديها برامج نوويّة، فمن أميركا إلى روسيا إلى دول أوروبا الغربيّة إلى الصين والهند وباكستان وكوريا… وكأنّ العالم كلّه فوق مفاعل نووي لا نعرف متى أو كيف سينفجر فيريح ويستريح…!

والشّرق الأوسط كذلك بدأت حكايته مع الأسلحة النّوويّة مع «إسرائيل»، ذلك الكيان الّذي زرعه الغرب بين ظهرانينا وسلّحه أفضل تسليح ليكون القوّة المتفوّقة القادرة على هزيمة كلّ القوى الأخرى في المنطقة… وفي السبعينات أراد العراق أن يدخل نادي الدّول النّووية فقامت «إسرائيل» بضربة تأديبيّة له دمّرت من خلالها المفاعل النّوويي العراقي تدميراً كاملاً وبعدها لم نعد نسمع للعراق صوت في هذا الإطار…

وإيران اليوم تتحضّر لتكون دولة نوويّة لكنّ العالم كلّه يقف في وجهها لمنعها من ذلك، ورغم أنّها تنادي بسلميّة برنامجها. والغريب في الأمر أنّ الدّول الغربية، الّتي صمتت عن البرنامج النووي الإسرائيلي وعاشت معه حالة من المساكنة غير الشّرعيّة، هذه الدّول نفسها تستنجد العالم ليعاقب إيران على برنامجها النووي… ولكن ماذا لو…؟ ماذا لو كان لإحدى دول الخليج العربي برنامج نووي؟ ماذا لو امتلكت السعوديّة برنامجاً نوويّاً؟

الحقيقة أنّ تسريبات موثوقة تشي بتحقّق ذلك. أجل لدى السّعوديّة برنامج نووي في مدينة عبد العزيز للتكنولوجيا، وقد جرى إنشاؤه بإشراف أميركي. كذلك تقول مصادر موثوقة إنّ لزيارة بوتين المرتقبة إلى السّعوديّة علاقة بهذا الأمر.

ولكن لماذا؟ وماذا ستستفيد السّعوديّة من برنامج نووي؟

هل ستقدر على توظيفه في المجالات العلميّة وهي لا تمتلك القدرات العلميّة القادرة على مواكبة مشروع كهذا؟

لقد سبق للسعوديّة أن اشترت طائرات «أواكس» المتطوّرة من الولايات المتّحدة لكنّها لم تقدر يوماً على استعمالها بسبب التّدخّلات والقيود الأميركيّة، فهل ستمتلك السيطرة على مفاعل نووي في الوقت الّذي لم تملك السلطة على استعمال طائرات الأواكس؟

هل استغلّت أميركا الفزّاعة الإيرانيّة المصطنعة في سبيل تحقيق ابتزاز أكبر للسعوديّة؟ وهل يدخل إنشاء المفاعل النّووي السّعودي في إطار هذا الابتزاز المستمرّ؟

وفي ظلّ عالم بات فيه السلاح النووي منتشراً بين الدّول حتّى تحوّل إلى عملاق مقيّد بالسلاسل، عملاق قادر على الصراخ لكنّه غير قادر على الفعل. ما الفائدة الاستراتيجيّة الّتي يمكن أن تجنيها السّعوديّة من وراء ذلك؟

هل تريد أميركا أن تضع السّعوديّة النوويّة في وجه إيران النّوويّة، أم أنّ الأمر مجرّد صفقة تجاريّة تستفيد منها أميركا ولا تفيد السعوديّة في شيء…؟

سيكون المفاعل النّووي السعودي خطراً على منطقة الخليج، خاصّة في حال امتلكت الولايات المتّحدة مفاتيحه وألصقت بالسعوديّة تهمة استعماله. وحدها المصارحة والمصالحة بين الإخوة قادرة على لجم الأخطار.. وحدها اليد الممدودة تستطيع وصل ما انقطع ولا يزال الأمر ممكناً.

جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2019/10/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد