قصة وحدث

قصة وحدث - قصة الرصاصات التي أنهت حياة الملك فيصل

 

لم تمنع تلك الوفود القادمة من البلد المجاور من إيقاف رصاصة واحدة مصوبة نحو الملك، فضلاً عن عدة رصاصات وُجهت إليه مباشرة. على بعد خطوات معدودة فقط، وبحضور شخصيات كبيرة من العائلة الحاكمة، وإعلاميين حضروا لتغطية لقاء الملك بوزير نفط دولة مجاورة أطلقت الرصاصات الأخيرة.

القاتل الذي اطمئن بأن أحداً لن يمنعه من الحضور والتواجد، ولن يشك أحد بأن ثمة شخص قريب من الملك ينوي به الأذى، تقدم كما  الشخصيات المنتظرة والمترقبة في مكتب التشريفات.

بدا  صباح يوم الثلاثاء "25 مارس عام 1975"، طبيعياً كأي يوم حافل باللقاءات. كان ديوان الملك السعودي، يتهيأ لبدء نشاطاته اليومية، فثمة لقاءات ومقابلات ينتظرها الملك، أسماء عديدة لشخصيات سعودية وخليجية، تتحضر للقاء.

وفي مكتب التشريفات، كان ينتظر وزير النفط الكويتي "عبد المطلب الكاظمي"، ووزير النفط السعودي "أحمد زكي يماني"، بالإضافة إلى عدد من أمراء العائلة المالكة، كان من بينهم، الأمير الشاب "فيصل بن مساعد".

وما إن فُتحت الأبواب، وأذن للوزيرين بالدخول إلى مجلس الملك، مع مصوّري الصحف ووكالات الأنباء، سارع الأمير الشاب "فيصل بن مساعد" إلى دخول القاعة، توجه من فور نحو الملك "فيصل بن عبدالعزيز"، ظن الجميع بأن اندفاعه كان لرغبته في السلام على الملك، وبحركة مباغتة، أخرج الأمير فيصل بن مساعد مسدسه، وأطلق النار على الملك فيصل، فأرداه قتيلاً على الفور!

 

ماهي الأسباب التي دفعت بالأمير الشاب لقتل الملك العجوز؟!

ثمة روايات عدة نقلتها الوسائل الإعلامية آنذاك، وبعضها تشاع بين عامة الناس فيما بينهم، لم يتم تأكيد أي منها حتى الآن. تروّج الرواية الرسمية إلى أن الدافع الأساسي وراء الاغتيال هو التحريض الإسرائيلي على قتل الملك الذي التزم بعدم تصدير البترول العربي إلى "إسرائيل". فدفعت بالأمير الشاب لقتل عمه الملك العجوز، عبر صديقته الشقراء "كريستين سورما".


 
رواية 2: أمريكا وراء الاغتيال

وبين "إسرائيل" وأمريكا، ذكرت وسائل إعلامية عالمية، رواية أخرى تفيد بأن عملية الاغتيال جاءت على خلفية تحريض أمريكي بحت بسبب سياسات الملك فيصل البترولية بعد أن منع النفط عن الغرب إبان حرب أكتوبر،  وكانت له كلمة تاريخية: "عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن وسنعود لهما".

ويلمح أحد أبناء فيصل و هو ابنه خالد الفيصل إلى دور أمريكي في إغتيال والده في إحدى قصائده النبطية.

 

رواية 3: الثأر والمنافسة

سبب ثالث سيق لتفسير عملية القتل، قيل إن القاتل أقدم على اغتيال عمه فيصل بسبب شقيقه الأكبر "خالد بن مساعد"، والذي سبق له أن قاد مظاهرات وإضرابات في أواسط الستينيات الميلادية وحاول إقتحام مقر التلفزيون السعودي بالسلاح، قبل أن تنتهي العملية بقتله على يد قوات وزارة الداخلية التي كانت تابعة لـ "فهد بن عبدالعزيز" في "8 سبتمبر 1965"، ما رجح لدى البعض أن يكون مقتل الملك فيصل عملية انتقام وثأر.

 

رواية 4: آل الرشيد
ثمة صلة قرابة تجمع بين الأمير الشاب فيصل بأسرة آل رشيد من جهة والدته، و هي أسرة كانت تنافس أسرة آل سعود سياسياً في إقليم نجد في وسط شبه الجزيرة العربية. قيل أيضاً إن قتل الملك أتى إنتقاماً و ثأراً من إسقاط حكم آل رشيد، ورُبط ذلك بوجود أفراد من آل رشيد في خارج المملكة يمارسون العمل السياسي كمعارضة في الخارج.

 

رواية 5: تحريض أبناء سعود
أما الرواية الآخيرة في فصول حكاية قتل الملك، فتقول أنها أتت بتحريض من أبناء الملك سعود رداً على خلع والدهم من السلطة.

 

رحل الملك العجوز وأُعدم الأمير الشاب
الأمير الذي صوّب رصاص مسدسه بإتقان نحو الملك، قٌبض عليه فور إطلاقه النار نحو عمه، و أودع السجن، وبعد التحقيق معه حُكم عليه بالإعدام، و نُفذ فيه حكم القصاص قتلاً بالسيف في مدينة الرياض، بعد اثنين وثمانين يوماً من إغتياله الملك فيصل.

 نُفذ الحكم في يوم الاربعاء ـ الموافق "18 يونيو 1975"، بعد ما وصفته الحكومة السعودية بأنه مختل عقلياً، و قد نفت صديقته الأمريكية "كريستين سورما" التي عاشت معه لمدة 5 سنوات إتهام صديقها بأنه كان مختل عقلياً.

ثمة دائرة من الشكوك مازالت تحوم حول مقتل الملك العجوز.. إذ أن اتهام الأمير الشاب بالمختل عقلياً، تترك استفهامات عدة، فكيف يُعاقب بالقتل من كان مجنوناً وقد رُفع عنه القلم ؟؟

لا بد أن هناك أسباب تتوافق مع إحدى هذه الروايات أو مجموعة منها، إلا أن الثابت أن ثمة ملك عجوز قد قُتل في ذاك التاريخ على يد أمير شاب من العائلة نفسها... لتنهي رصاصات الأمير  حياة الملك فيصل.

أضيف بتاريخ :2016/03/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد