آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
زين العابدين عثمان
عن الكاتب :
كاتب لدى مركز للدراسات

ماذا لو هاجمت امريكا واسرائيل ايران؟ هل ستهزم ايران ام ان اسرائيل و36 قاعدة امريكية بالمنطقة ستتحول الى بخار؟

 

زين العابدين عثمان

في مضمار معركة التهديدات الساخنة والتموضع العسكري والاستراتيجي الذي مايزال مستمرا بين ايران ومحور الممانعه من جهه ومعسكر” امريكا واسرائيل ” من الجهه الاخرى، تظل احتمالية نشوب الحرب المفتوحة بين المعسكرين مسألة قائمة خصوصا مع استمرار امريكا في اغراق المنطقة بقواتها من اسطول البارجات والمدمرات البحرية وحاملات الطائرات والقاذفات الاستراتيجية النووية ومنظومات الدرع الصاروخية ،لذا فالحرب محتملة وقد تحدث وقد لاتحدث ،، لكن مايهمنا انه وفي المعسكر الاخر ايران ومحور المقاومة وبالتحديد ايران الذي هي اليوم القوة الاقليمية الاولى في الشرق الاوسط من حيث مستوى القدرات والامكانات التسليحية والدفاعية هي على اتم الجاهزية والاستعداد لاي سيناريو عسكري يتضمن انفجار حربا شاملة او مفتوحة مع امريكا واسرائيل ،،فايران من موقعها الاستراتيجي الذي يحكم سيطرته على اهم المضائق بالعالم “مضيق هرمز  “وما تمتلكه من اسلحة استراتيحية  وقدرات متقدمة ومتطورة كبرنامج الصواريخ الباليستية صارت اليوم بفضل الله تعالى مقتدرة الى حد كبير على مواجهة اي عدوان استباقي من قبل اسرائيل وامريكا والرد عليه اتماتيكيا”بنفس القوة والمستوى “.
 
“”قدرات  ايران ..  !!””.
 
 
ان الحديث عن ايران وقدراتها هو حديث عن الدولة الاقوى اقليميا والاكثر تفوقا من بين دول المنطقة من حيث التكنولوجيا العسكرية والامكانات والقوة البشرية،،فايران دولة تمتلك جيش قوامه اكثر من نصف مليون مقاتل وقدرات دفاعية هائلة ومتطورة تحاكي قدرات الدول العظمى  كما ان لديها ترسانة صاروخية هي الاعظم  بالشرق الاوسط ،،فهي تملك صواريخ باليستية بمخزون استراتيجي كبير جدا يفوق اي دولة بالمنطقة ولديها طرازات متقدمة من التكنولوجيا الباليستية المتنوعه فهي تمتلك (منظومات صواريخ سطح _سطح المضادة للقواعد والمنشئات الضخمة  كمنظومة شهاب وسجيل وصواريخ مجنحة طراز كروز منها منظومة سومارSOUMAR ومنظومة هويزه)الذي تتمتع بقدرات عملانية كبيرة جمعت الدقة والقوة التدميرية العالية وايضا المدى العملياتي الذي يتراوح مدى بعض المنظومات الحديثة منها وخصوصا الاستراتيجية من  1000كم الى 5500كم ” وهذا يعني حكما وصولها الى كل نقطة في الشرق الاوسط ..
 
“مستوى ردة الفعل الايرانية ودخول اسرائيل مرحلة الزوال “
 
انه وفي حال تم الاعتداء على ايران بضربة استباقية  من  معسكر امريكا واسرائيل، فان لدى ايران الجاهزية  الكاملة على اطلاق نحو 4000 من الصواريخ الباليستية يوميا للرد والانتقام ، اي ان هناك مئات المنصات الصاروخية التي تنتظر ايعاز القيادة العليا في اي لحظة لتنفيذ اكبر المناورات الباليستية في التاريخ،، وبالنسبة لبنك الاهداف المرسومة ، فاسرائيل تحتل الرقم واحد في قائمة الاهداف اي انها ستكون مسرح العمليات الاول لهذه الصواريخ التي ستضربها ومن دون رحمة بضربات استراتيجية مركزه على  عمقها الحيوي والاقتصادي ومنشئاتها ومراكزها الصناعية والنووية وغيرها وذلك وفق استراتيجية القصف الشامل التي ستعتمدها القيادة الايرانية للرد ” .
 
لذا فالجدلية العسكرية الشهيرة التي تقول بان لدى ايران القدرة الكاملة على محو اسرائيل في ساعات والذي طالما هددت بها قيادة حرس الثورة في مؤخرا لم تعد جدلية او مزايدة  للحرب النفسية بل اصبحت”حقيقة ومسلمة” فايران اليوم وعبر برنامجها الصاروخي وتقنياتها الحربية المتطورة تستطيع ان توجه ضربات ساحقة وقاضية على اسرائيل وتسويت مدنها بالارض بالقوة والسرعة التي لاتستطيع فيها اسرائيل ان تلتفت لتدافع عن نفسها او حتى ان تتدرع بالولايات المتحدة الامريكية .
 
فسيناريو الرد الايراني معد على متن استراتيجيات واسلحة ردعية عابرة للحدود وذات تقنية متطورة للغاية لاتتوقف عند الصواريخ الباليستية او المنظومة الجوية والبحرية ،بل اسلحة  سرية فتاكة منها انظمة الحرب الالكترونية والسيبرانية التي طورتها بالتعاون مع بعض الدولةكوريا الشمالية والصين،، لذت فيبدو ان عملية اسقاط ايران في الفترة الماضية للطائرة الشبح دون طيار الامريكية “غلوبال هوك ” تعتبر صورة مصغرة عن كيفية وطبيعة الرد الايراني الذي سيكون في حال حدثت الحرب .

لذا وفي هذا الصعيد نرى بان اسرائيل بكل ثقلها العسكري والتقني التي حشدته وطورته على مدى عشرات السنين ماتزال الخصم الكرتوني امام ايران  ولا طاقة لها بالصمود او المواجهة المفتوحة ليس لانها تفتقر للاسلحة القوية والفتاكة فهي عمليا متفوقه على ايران بامتلاكها بعض من اسلحة الدمار الشامل ،لكن هذا لايعني انها خصم قوي فضيق مساحتها الجغرافية ومساحة المناورة التكتيكة والعملانية لاسلحتها ولقدراتها الدفاعية وقربها ايضا من ايران ، يجعلها ضعيفة وسهلة السحق ،خصوصا وان خصمها  ايران الدولة التي تمتلك اكبر مخزون باليستي بالمنطقة والتي تستطيع تنفيذ عمليات قصف استراتيجية بالالاف من الصواريخ الدقيقة التي تحمل رؤوسا حربية لايقل ونزنها عن نصف طن من  المواد شديدة الانفجار  . بالتالي فلو تم حساب مساحة اسرائيل الجغرافية ومدى قدرة التدمير الذي قد تحدثه مئات الصواريخ الباليستية التي ستطلقها ايران في اول دفعاتها وفي اول ساعات المناورة سيكون الامر فوق مستوى الكارثة على اسرائيل وستكون الخسائر بارقام فلكية وهذا لاشك فيه .
يرى بعض المراقبون  ان اسرائيل  تستطيع ان تواجه ايران وتغير قواعد المعادلة لصالحها باعتبارها اي اسرائيل تمتلك اسلحة نووية واسطول من الطائرات الاستراتيجية والقاذفة وايضا شبكة من منظومات الدفاع الجوي المتطورة والتي طورتها بمساعدة امريكا كمنظومةحيتس2و3 ومنظومة ثاد ،،لكن الحقيقة الفعلية تقول بان هذه الاسلحة وهذه المنظومات لايمكنها ان تحقق التفوق المطلوب في حلبة المواجهة ضد ايران وامام اكثر من 4000 من الصواريخ الباليستية التي سطلقها ايران يوميا،،، فما إن تبدأ الحرب ستشهد سماء اسرائيل اكبر عرض باليستي يضرب منشئاتها وبناها التحتية والعسكرية.
 
نحن ندرك كدقدير موقف ان عدم مهاجمة ايران من قبل اسرائيل وامريكا  الى الان رغم حجم التهديدات والتموضع ، هو ناتج عن عجز وضعف استراتيجي وتقني للامريكي وللاسرائيلي بالمقدمة وذلك في مسألة احتواء هجمات ايران الانتقامية،فالترسانة العسكرية والتكنولوجية التي لدى امريكا واسرائيل رغم مستواها المتطور جدا لكن لن يكون بمقدورها السيطرةعلى حرب مفتوحة المصراعين مع دولة قوية ومتقدمة كايران،، فاذا ما اندلعت فيدرك كبار جنرالات الحرب بانها ستلهب الشرق الاوسط باكمله وتسحق اسرائيل ومعها 36 قاعدة من القواعد العسكرية الامريكية المنتشرة بالمنطقة وتدمرها بقوة لاتتقيد بحدود.

 
 صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2019/12/07

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد