محلية

باحثة سعودية تحذر من تداعيات الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية..وتطالب باستحداث نظام إنتاج لحوم آمن


حذرت باحثة دكتوراه سعودية متخصصة في الفيروسات المسببة للأورام السرطانية من تداعيات طبية خطيرة جراء الاستخدام غير المقنن للمضادات الحيويّة في تربية الدواجن والمواشي، مطالبةً في الوقت ذاته باستحداث نظام إنتاج آمن يضمن سلامة تلك اللحوم قبل استهلاكها.

ووسط سريان المخاوف التي ما زالت تسود العالم بسبب استهلاك اللحوم المحتوية على المضادات الحيوية نتيجة استخدامها غير المقنن في تغذية الحيوانات والدواجن، كشفت الباحثة عن ستة إجراءات احترازية من شأنها مجابهة تلك المخاطر الطبية.

وقالت باحثة الدكتوراه بكلية الطب في جامعة مانشستر "شيهانة بنت عبدالرحمن المتروك" إننا بحاجة إلى نظام إنتاج لحوم دواجن ومواشي بدون استخدام المضادات الحيوية، مضيفة "هذا النظام الصحي يتطلب إدارة دقيقة ومراقبة مكثفة ومقننة من قبل أصحاب المزارع كون هذا النظام يحتاج إلى ضبط بيئة المزرعة من حيث الإضاءة والحرارة والمساحة والتهوية وبرامج التحصين لمنع ظهور الأمراض".

وأكدت المتروك أن معدل استخدام المضادات الحيوية في تربية الدواجن وحدها يفوق بكثير معدل استخدامها في أي نوع آخر من حظائر الحيوانات، مرجعة ذلك إلى عدة مسببات من أهمها؛ استخدام المضادات الحيوية في العلاج الجماعي للدواجن وليس المصاب منها، كثرة ظهور الأمراض في المزرعة والرغبة في السيطرة السريعة عليها وقد تكون قلة التهوية في المزرعة وصغر المساحة هما السبب وراء ظهور كثرة الأمراض، عدم وجود مختبرات لتشخيص الدقيق في بعض مشاريع الدواجن، جهل المربين والمشرفين بآلية عمل المضادات الحيوية ووجود التفكير السائد والخاطئ بأن المضادات الحيوية تعالج عددا كبيرا من الأمراض وكلما زادت الجرعة زادت الفاعلية.

واستعرضت الباحثة الآثار والتداعيات الطبية جراء الاستخدام المفرط لتلك المضادات المستخدمة في تربية الدواجن والمواشي على صحة الإنسان المستهلك للحوم والتي من أبرزها؛ ظهور سلالات جديدة من البكتيريا المعروفة سابقا طبيا مما يربك من ظروف تشخيص الأمراض من حيث الأعراض والعلاج وبتالي تطور الحالات المرضية وتأخر علاجها، ظهور سلالات مقاومة للمضادات الحيوية الموجودة حاليا (البكتيريا الخارقة) والتي قد تفتك بالأرواح نتيجة التشابه في المادة الفعالة بين المضادات الحيوية المستخدمة في تغذية الحيوانات والإنسان فينتج عن ذلك اكتساب البكتيريا التي تصيب الإنسان مقاومة ضد تلك المضادات الحيوية وبتالي تقل أو تنعدم فعاليتها لعلاج بعض الأمراض التي قد يتعرض لها الإنسان، تواجد المضادات في اللحوم واستهلاكها لفترات طويلة قد يؤدي إلى تكوين بعض الأورام بجسم الإنسان وكذلك يمكن أن تؤدي إلى ظهور بعض الطفرات في الجينات وتشويه للأجنة، تتحول المضادات الحيوية داخل جسم الحيوان إلى مواد أكثر خطورة وسمية ويحدث ذلك عند استخدام عدة أنواع من المضادات الحيوية وبجرعات مختلفة في وقت واحد مما يؤدي إلى تفاعلها وإنتاج مواد سامة تخزن في جسم الحيوان وتؤثر لاحقا على صحة الإنسان، قد تؤدي إلى بعض أمراض الجهاز الهضمي وذلك بسبب تأثيرها على التوازن البكتيري الموجود طبيعيا في المعدة والأمعاء (فلورا).

وأبرزت الباحثة مجموعة من الإحتياطات التي يجب مراعاتها لتفادي ضرر المضادات الحيوية في اللحوم على الإنسان من أهمها؛ التأكد من إعطاء الجرعات المناسبة المقننة والوقت المناسب حسب الغرض من استخدام المضاد الحيوي كوقاية أو علاج، تربية الحيوانات في مزارع توفر بيئة صحية آمنة من حيث المساحة والتهوية والتغذية مما يقلل من الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية، ضرورة الكشف الدوري في المزارع عن وجود المضادات الحيوية قبل الذبح واخذ عينات وفحصها بدقة.

أضيف بتاريخ :2016/04/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد