آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سالم بن أحمد سحاب
عن الكاتب :
أستاذ الرياضيات، جامعة الملك عبدالعزيز بجدة

كم أتمنى!

 

سالم بن أحمد سحاب ..


كم أتمنى أن يمر عليَّ أسبوع كامل دون مفاجآت يومية! كم أتمنى أن يمر عليَّ أسبوع كامل دون أن ينبّهني السائق أن الماء قد أوشك على النفاد من الخزَّان الأرضي! وعلى فكرة هذه الخزانات (ماركة) مسجلة باسمنا لأن العالم يضخ الماء مباشرة إلى الوحدات السكنية في كل العالم المتقدم وغير المتقدم. نحن فقط الذين نملك خزانات للماء العذب بجوار خزانات للصرف الصحي، الأول يُنهل منه، والآخر يُنهل إليه.

كم أتمنى أن يمر أسبوع دون أن يعبث أحدهم بإضاءة الشارع الذي يستضيف داري لأبدأ الركض بالاتصال هاتفياً بجاري الذي يوعز إلى ابنه الاتصال بفلان وعلان لإصلاح الخلل وإعادة (الضوء) بعد ساعة أو اثنتين أو ربما يوما أو اثنين!

كم أتمنى أن أمضي أسبوعاً كاملاً دون أن أطأ مطباً تتضرر منه سيارتي أو يقشعر منه جلدي أو ينزف له جيبي!

كم أتمنى أن يمر عليَّ أسبوع دون أن ألحظ أن مشروع الجسر القريب من داري في السليمانية يعاني من سكتة عمالية فلا حراك ولا بناء إلا ما ندر، في حين يُفترض أن يستمر العمل فيه ليل نهار، وبطاقةٍ كاملة كي تعود إلى حيّنا لمحات الهدوء والسكينة التي قضت عليها جحافل السيارات التي غزت الحي بانتظار اكتمال الجسر الذي مرت عليه سنوات، وهو لا يزال تحت التشييد!

كم أتمنى أن أستيقظ فجر كل يوم على مدار أسبوع واحد فقط لأستمتع برؤية الحي الذي أقطن فيه نظيفاً خالياً من العلب والفضلات وأكياس الزبالة ومناديل الورق وغيرها من المبعثرات!

كم أتمنى أن يمر عليَّ أسبوع دون أن يرتفع ضغطي مرة ومرتين بسبب شاب يقود مركبة بجنون وتهور!

كم أتمنى أن يمر عليَّ أسبوع دون أن أعاني الأمرّين حتى أقطع المسافة الممتدة من بنك سامبا على شارع الأندلس إلى ما بعد تقاطع شارع فلسطين لنصف كيلومتر على الأقل! والفضل طبعاً يعود إلى الشركة (الخايبة) الموكل إليها تنفيذ نفق التقاطع منذ عدد سنين.

تمنيات كثيرة تُراودني لا أحسبها مستحيلة، لكنها ما زالت عسيرة!

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2016/04/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد