آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
أسامة يماني
عن الكاتب :
محام ومستشار سعودي

شركة المياه.. وضياع الهدف


أسامة يماني ..

فكرة تحويل قطاع المياه والصرف الصحي لشركة تدير هذا المرفق العام الذي كان جزءا من اختصاصات وزارة المياه والكهرباء، هَذِه فكرة تبنتها الدولة لأنها تتماشى مع روح العصر تهدف إلى تنشيط الديناميكية وإعادة الشباب لِهَذَا المرفق الهام والحيوي الذي يمس كل إنسان في هذا الوطن، بل ويمس البيئة والأمن البيئي والمائي، ومن هنا يتضح أهمية وخطورة الدور الذي يجب أن تقوم به شركة المياه، حيث إن المهام الموكلة بها تتعدى المفاهيم التي وضعتها شركة المياه لنفسها كما هو واضح من موقع الشركة.

(الرؤية أن نكون شركة مياه رائدة تقدم خدماتها بمعايير عالمية). هذا ما جاء في موقع الشركة وكأن الأمن المائي والصحي والتنافسية في أسعار المنتج آخر اهتمامات شركة المياه والتدوير وكذلك التوعية والترشيد كلها لا تدخل في نطاق رؤية الشركة، ورسالة الشركة المعلن عنها في موقع الشركة يظهر أيضا مدى القصور في الرؤية والرسالة، حيث ورد بالنص تحت عنوان الرسالة ما يلي: (خدمات متميزة وموثوق بها في مجال المياه والصرف الصحي بأسلوب اقتصادي، مع التركيز على كسب ثقة عملائنا وموظفينا ومجتمعنا، من خلال أداء فعال لمنشأة تجارية قادرة على التطور والنمو. ) لقد ضاع عن شركة المياه ضرورة العمل على استدامة الموارد المائية من خلال برامج الترشيد المستدام، واختيار أحدث التقنيات الخضراء الموفرة للطاقة والتكلفة في تَحِلية مياه الشرب وإعادة تدوير مخلفات المياه والتوعية.

لقد كانت شركة المياه صريحة في موقعها في الشبكة العنكبوتية، حيث أظهرت أن اهتمامها ينصب جله على زيادة التسعيرة، وليس على زيادة الموارد المالية والمائية، وهي أهم الأهداف التي يحب أن تسعى لها الشركة، فضلا عن الأهداف البيئية، فزيادة الدخل والموارد لا يكون بفرض زيادات غير واقعية، وإنما من خلال توفير الطاقة والتقنيات الخضراء الموفرة، وفي إعادة التدوير وتنويع المصادر والترشيد والتوعية ووقف الهدر وغير ذلك من حلول وإجراءات إدارية، ووقف البذخ الذي نراه في المناسبات التي تقيمها الشركة على حساب المواطن والخدمة.

شركة المياه فشلت في المهمة الحقيقية ونجحت في تحديث موقعها على الشبكة العنكبوتية وفي إقامة الاحتفالات الباذخة وتركت المواطن يعاني بالرغم من الإمكانات الضخمة التي وفرتها الدولة، لأن شركة المياه اهتمت بالشكل على حساب الموضوع، وضاعت بذلك الشفافية، ونجد أن إخفاقات شركة المياه تظهر في الفواتير التي تصدرها وحوادث الموت التي تحدث نتيجة البيارات المفتوحة وفقدان الرقابة ومعايير السلامة .

الرئيس التنفيذي أصبح يحمل درجة الدكتوراه، ولكن ذلك لم ينعكس على أداء الشركة من الناحية الإدارية والتنفيذية. شركة المياه تحتاج لإعادة الهيكلة وإعادة الأولويات، والمواطن يحتاج لإنصافه من اللامبالاة والمعاناة التي يعيشها يوميا، والخوف من الفاتورة الذي أضيف للخوف من انقطاع المياه.

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/04/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد