التقارير

تقرير خاص: #نيوم.. مشروع محاط بالفضائح سيقام على أنقاض السكان

 

محمد الفرج..

تزداد الشبهات المتعلقة بمشروع نيوم السعودي، لدرجة وصف مقال بمجلة فورين بوليسي مدينة نيوم بأنها "مدينة الأحلام الدامية" لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك تعليقا على مقتل المواطن السعودي عبد الرحيم الحويطي الذي احتج على عمليات التهجير في المنطقة.

الحويطي، هو أحد أبناء قبيلة الحويطات، مقطع فيديو على موقع يوتيوب تنبأ فيه بموته بهذه الطريقة، وأنه سيكون بمثابة عقوبة مبيتة، كما أوضح في مقطع الفيديو، للاحتجاج على جهود الحكومة لإزاحة قبيلة الحويطات بالقوة لإفساح المجال لمدينة نيوم.

وعاد وأصدرت السلطات السعودية بيانا وصفته فيه بأنه "شخص مطلوب"، ووصفته السلطات السعودية ومؤيدوها على الإنترنت بأنه "إرهابي".

ولمن لا يعرف، قبيلة الحويطات سكنت قرى وبلدات المنطقة لمئات السنين، بما في ذلك منطقة خريبة العاصمة التاريخية في محافظة تبوك التي تقع شمال غرب السعودية، والآن من المقرر إجلاء نحو 20 ألف شخص من المنطقة لإفساح المجال لنيوم.

وبدلا من التشاور مع المجتمع المحلي والسعي لدمجهم في الخطط الطموحة للمنطقة، تعاملت الحكومة السعودية مع مواطنيها كأشياء يمكن التخلص منها ليحل محلها مستوطنون عالميون مرحون.

فضيحة أخرى بعد قتل الحويطي وتهجير السكان، كشف حساب سعودي شبه رسمي، خبرا حول تولي شركة إسرائيلية مهمة في مشروع "نيوم".

ونشر حساب "العربية الآن" عبر "تويتر"، الذي يعرف نفسه بأنه ناشر لأخبار السفارة السعودية بالولايات المتحدة، خبرا قال فيه إن شركة "شيك بوينت" الإسرائيلية ستتولى مهمة حماية الأمن السيبراني في مشروع "نيوم"، والشركة التي مقرها تل أبيب مختصة في أنظمة الحماية، وتزود دولا ببرامج حماية للشبكات.

وبعد نشر الخبر عبر الحساب شبه الرسمي، ثار جدل واسع، قبل أن يُحذف الخبر، ويتم نفيه من قبل السفارة، في حين شكك ناشطون بالنفي السعودي الرسمي للخبر، قائلين إنه من المستبعد ألا يكون للخبر أصل على أرض الواقع.

هذا ما يحدث عندما يعلن "حاكم مستبد" أنه هو الذي سيقرر مستقبل بلاده مستعينا بنصائح ومساعدة مستشارين ومحامين أميركيين يتقاضون أجورا جيدة وهم على بعد آلاف الأميال، في حين أن المواطنين السعوديين الذين يعبرون عن آرائهم، وخاصة المهمة منها، يتم تجاهلهم أو إسكاتهم أو سجنهم أو إبادتهم.

ومن المشكوك فيه للغاية ما إذا كان مشروع نيوم قابلا للتطبيق عن بعد، نظرا للانهيار المالي العالمي بسبب فيروس كورونا، وارتفاع الدين السعودي وسط الانخفاض التاريخي في أسعار النفط، علماً أن النتيجة الوحيدة التي رأيناها من هذه الرؤية لمدينة مستقبلية هي التدمير الموعود لمجتمع تاريخي، وموت محتج سعودي باستخدام وسائل قديمة لا مجال فيها للمفاهيم الحديثة للحقوق والعدالة.

أضيف بتاريخ :2020/06/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد