التقارير

تقرير خاص: هل تستبدل #أمريكا #السعودية بـ #الإمارات؟

 

محمد الفرج

خلال العقدين الأخيرين، ومنذ أن تغلغل المحافظون الجدد إلى قيادة الإدارة الأمريكية مع وصول جورج بوش الابن إلى الرئاسة، سعى البنتاغون إلى تنفيذ مخطط إعادة تقسيم الشرق الأوسط الكبير، بهدف تحقيق السيطرة الأخيرة، تكريساً لزعامة القطب الأمريكي الواحد على العالم، لتشتعل حرائق الشرق الأوسط الكبير فيما بعد مع بداية الولادة لما سمّي بـ "الربيع العربي"، الذي لم يأتِ من قبيل المصادفة أبداً.

كان الشرق الأوسط بسبب موقعه الاستراتيجي المتوسط لقارات العالم، ساحة للصراع، عانت شعوبه من ويلات الحروب والاستعمار عبر التاريخ، ومع اكتشاف النفط اشتدت الأزمات والصراعات للسيطرة على منابعه، فاحتياطي النفط فيه يقدّر بـ 66% من الاحتياطي العالمي، وبعد انتصار الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية، استغلت ضعف السوفييت لتقوم بإنشاء قواعدها العسكرية على امتداد خارطة الشرق الأوسط.

وعندما بات ترامب رئيساً للولايات المتحدة ظهرت التخبطات والخلافات الفعلية للإدارة الأمريكية، حيث إن باراك أوباما الذي نشأت "داعش" في كنفه، وأطلقها لتغزوا الأراضي العراقية والسورية بتمويل أمريكي – خليجي، تخلّى ترامب عنها لتواجه مصيرها أمام تقدم الجيشين العراقي والسوري بمساعدة حلفائهما، إلاّ أن الدولة العميقة في أمريكا لم تسمح بالقضاء على التنظيم نهائياً، لأن الغاية الأمريكية في المنطقة هي استمرار الفوضى.

لذا أطلقت أمريكا مؤخراً يد الإمارات في المنطقة كحليف وبديل عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك لأسباب متعددة، لكن في الوقت نفسه إن ما يجمع القطبان الخليجيان أكبر مما يفرقهما، وهو العداء لتركيا.

لقد خسر محمد بن سلمان السياسة والمال والحرب معاً، فأسعار النفط انخفضت، ولم يستطع تحقيق أي إنجاز له في اليمن سوى الخسارة، وهو في ورطة بعد قتل الخاشقجي في أنقرة، وتلاحقه لعنة الأوروبيين بسبب اعتقاله وتعذيبه لمعارضيه، على عكس الإمارات التي نجحت باحتلال عدن والسيطرة على منفذ البحر الأحمر الجنوبي، بالإضافة إلى جزيرة سقطرى بمساعدة البريطانيين، وهي ترفع شعار التطبيع مع "إسرائيل" إلى أبعد مستوى، وفي المحصلة بات اليمن منقسماً إلى شمالي وجنوبي بفعل الرغبة الأمريكية.

من المؤكد أن أمريكا لا تتخلى عن أهدافها أبداً وإنما التخلي يكون عن الحليف الذي لا يحقق لها تلك الأهداف والمصالح، والسعودية اليوم تقف على حافة التبديل لتكون الإمارات مكانها إن صح القول في أهم المفاصل الأمريكية في الشرق الأوسط.

أضيف بتاريخ :2020/07/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد