آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

على نفقة الشعب

 

البحرين تعيش أزمة مالية حقيقية، ولذلك وجّه عاهل البلاد الخميس (17 سبتمبر/ أيلول 2015) إلى تشكيل «حكومة مُصغَّرة تُعنى بحلِّ المشكلات المالية وبالسرعة الممكنة»، وذلك بعد أن استمع إلى تقرير قدمه سمو ولي العهد «عن تأثر الأوضاع المالية الحالية في مملكة البحرين بسبب تدنّي أسعار النفط والالتزامات الأخرى».

أزمة مالية كبرى تعيشها البحرين، تكشف عن حجم تأثر البحرين بالأوضاع المالية الحالية التي خلفها انخفاض سعر برميل النفط إلى ما دون الـ50 دولارا حالياً.

ومع ذلك الحديث، وذلك التوجه، لازالت أطراف حكومية، تسير عكس التيار، وعكس ما هو معلن عن حالة التقشف الحكومية وتقليص النفقات على المهرجانات والفعاليات والوفود «عابرة القارات» التي لا نفع منها، ولا تفعل شيئا سوى «هدر المال العام».

من حق الشعب البحريني أن يسأل، على نفقة من تصرف الأموال على 200 «مندوب» يشاركون في فعاليات وفد البحرين في فعالية «هذه هي البحرين» العابرة للمحيط الأطلسي والقارات والذي يزور عواصم غربية آخرها مدينتي واشنطن ونيويورك لرفع رسالة «الحب والتسامح» للشعب البحريني!

من حق شعب البحرين الذي رفعت عليه أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء قبل أيام، والذي فرض عليه شد الحزام وقبول «التقشف»، أن يسأل عن تلك الفعاليات التي تهدر المال العام على شخصيات بعضها «متمصلحة» هدفها الاستجمام وزيارة العواصم الغربية والسكن في أفخم الفنادق على نفقته، وعلى حسابه، وعلى رزقه ورزق أبنائه، وحتى قوته.

من هو المسئول عن موازنة تلك الفعالية؟ من يسأله؟ ومن سيحاسبه؟ ومن سيعيد ذلك المال العام المهدر بغير وجه حق، بينما المواطن البحريني يفرض عليه «الضغط على بطنه» والصفع على رأسه، وقوبل بـ5 دنانير «دعم» عن تعويض اللحوم، بينما الآلاف من الدنانير تهدر على سفرات مجانية وعبثية.

المواطن البحريني، يقع ضحية التلاعب في المال العام، بعض هذا المال مهدور في ما لا يستفيد منه، وما هو أكبر من ذلك أن يتحمّل المواطن العادي الذي تفرض عليه إجراءات «تقشفية»، وتحمل تبعات السياسات المالية طوال السنوات الماضية لم تستطع حمايته أو وقف ذلك الهدر.

فهل المطلوب من المواطن البحريني أن يشد الحزام على نفسه، فيما تصرف الدولة على 200 «مندوب» في سفرات سياحية مجانية، كاملة وجبات الرفاهية؟

أيعقل أن يكون الحديث الحالي عن أزمة مالية، وحكومة وتشكيلة وزارية جديدة لمواجهة تلك الأزمة، ودعوة الناس لتحمل الأوضاع الصعبة المقبلين عليها، فيما تهدر الأموال العامة على رحلات الاستجمام المجانية، وتوقيع مذكرات «تفاهم للسلام والمحبة بين جميع الأديان»!

هل من المقبول أن يقبل المواطن بتحمل تبعات الأزمة المالية الحالية، فيما ترسل وفود رسمية وأهلية للاستجمام والسياحة في العواصم الغربية بحجج وذرائع «واهية» تحت مسمى الدفاع عن سمعة البحرين، أو نشر التسامح بين الأديان!

تلك الوفود، وتلك الزيارات السياحية المجانية، هي على نفقة الشعب، ومن تعبه، وخيره، ورزقه، فأوقفوها رأفة بالناس وأوضاعهم، واحتراماً لمشاعرهم في ظل ما يعيشونه من أوضاع صعبة.

 

الكاتب: هاني الفردان

صحيفة الوسط البحرينية.

أضيف بتاريخ :2015/10/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد