آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد العصيمي
عن الكاتب :
كاتب في صحيفة عكاظ، مدرب ومستشار إعلامي، مهتم بالحقوق والحريات ووضع المرأة السعودية

السكن من حق المواطن

 

محمد العصيمي ..

ما كان أغناه عضو الشورى (المذكور) عن ذلك التصريح الذي استفز فيه الناس لمجرد الاستفزاز، إذ ليس هناك أحد، في قديم البشرية وحديثها، لم يعتبر السكن حقا للإنسان مثله مثل مأكله ومشربه وملبسه، بل ربما أتى السكن حتى قبل هذه كلها لأنه يستر ساكنيه إن جاعوا أو شحت كسوتهم لضيق ذات اليد. لو تصور هو نفسه أنه بلا بيت كيف سيكون شعوره وهل سيطلق هذا التصريح غير المسؤول الذي لم يُرد منه، حسب ظني، سوى الانتشار الشخصي. هو يعلم أن تصريحه بمثابة (فرقعة) ستحدث ردة فعل شعبية عارمة ومستنكرة وناقلة لكلامه وصوره. وقد حدث ما قد يكون أراده وأكثر بعد أن أصبح ملء سمع وبصر وسائل التواصل الاجتماعي وأعمدة الصحف.

موضوعي، بطبيعة الحال، ليس هو شخصه أو انتشاره أو شهرته المباغتة وإنما موضوعي هو التزيد على الدولة من عضو شورى يفترض أنه هناك يبحث عن مصلحة المواطنين وراحتهم وطمأنينتهم. الملك، حفظه الله، اعتبر إسكان المواطنين ملفه الشخصي وعبر عن ذلك بوضوح عندما استقبل وزير الإسكان وسأله عن التقدم والحلول لهذا الملف. ورؤية المملكة 2030 اعتبرت حل أزمة الإسكان أحد أهم أهدافها، أي أنها هدف إستراتيجي لا يقل عن تطوير التعليم والصحة والقضاء على البطالة، فهل كان العضو يغط في نوم عميق حين تم نشر ذلك وتحليل دلالاته.؟!

التزيد مصيبة وعدم الشعور وغياب المسؤولية من شخصية عامة تجاه حاجات المواطنين مصيبة أعظم، لأن غياب هذا الشعور وهذه المسؤولية يهدد بتعطيل المراكب السائرة على كل طريق تنموي. وكل الطرق التنموية، إذا كان سعادته لا يعلم، لا غاية لها إلا صالح الناس ورفاهيتهم. وحتى وجود مجلس الشورى ذاته ووجوده هو فيه لا غاية له إلا مصلحة المواطنين فإذا انتفت هذه الغاية انتفى أصلا وجود المجلس ووظيفته ووظائف أعضائه.

لذلك أرجو أن يراجع هذا العضو حساباته ويدقق في تصريحاته قبل أن يطلقها لأن هناك قاعدة ذهبية تقول إذا لم يكن لديك شيئا مفيدا تقوله فمن الأفضل أن تسكت، فما بالك إذا كان ما تقوله يتعارض جملة وتفصيلا مع مهام وظيفتك، ويتعارض مع حق أصيل من حقوق الإنسان في كل الدنيا وهو السكن. هذا، طبعا، إذا لم يكن لديه شرعة جديدة لا نعلم عنها تنكر هذا الحق وتدعوه في كل مرة لأن يتحفنا بهذه المواقف والتصريحات.


صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/04/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد