قصة وحدث

الشيخ #أحمد_ياسين صوت الثورة #الفلسطينية

 

لم يعرف قادة الكيان الصهيوني ما يصنعون والشعب الفلسطيني يثور عليهم في انتفاضتهم الأولى وقد مضى على بدايتها سنتان، لم يتعجب الصهاينة من استخدام الفلسطينيين السكاكين في هجماتهم ضد المستوطنين والجنود أكثر من تعجبهم من خطابات شيخ مقعد يقود تلك الانتفاضة بقدرات خطابية وتنظيمية هائلة.

الشيخ أحمد ياسين شارك في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر في العام 1956 وهو في العشرين من عمره حيث ظهرت حينها تلك القدرات الخطابية بشكل ملموس. وبعد هزيمة 1967م التي احتلت فيها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر الشيخ ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، ويجمع التبرعات والمعونات لأسر الشهداء والمعتقلين.

ثم عمل رئيساً للمجمع الإسلامي بغزة. واعتقل الشيخ ياسين في العام 1983 بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكري والتحريض على إزالة الدولة اليهودية من الوجود، وأصدرت عليه إحدى المحاكم الإسرائيلية حكماً بالسجن 13 عاماً. أفرج عنه في العام عام 1985 في عملية تبادل ٍللأسرى بين سلطات إسرائيل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ومع مجموعةٍ من رفاقه أسس الشيخ ياسين حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد خروجه من السجن ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية  عام 1987 ضد إسرائيل ومع تصاعد الانتفاضة بدأ السلطات الإسرائيلية التفكير في وسيلةٍ لإيقاف نشاطه.

كان الشيخ أحمد ياسين هو الذي يقود حركة حماس ويوجهها بعد خروجه من المعتقل الأول يخطب في الشعب الفلسطيني بخطابات تهز قلوب الصهاينة، وتجعلهم في رعب شديد نتيجة ما يولد من حماس في نفوس الشباب ليقاوموا المحتل الذي اغتصب أرضهم دون وجه حق ولم يكتفي بل عاث فيها الفساد والقتل والتهجير لأصحاب الأرض وهتك المقدسات.

إلا أن الشعب الفلسطيني لم يهدأ يوما فأخذ يمارس حقه المشروع من خلال انتفاضته فناس بالحجارة وناس بالسكاكين والمحتل الصهيوني في رعب مما تلقيه خطب الشيخ الجليل من وعيد وكأنها أشبه ما تكون بسلاح آلي. وعلى وقع الخطب يقوم المجاهدون من الفصائل الفلسطينية والشعب بعمليات ضد المحتل لا سيما حركة حماس التي كانت تتبع الشيخ أحمد في كل توجيهاته وكلماته.

 

السجن أحب إليه من الابتعاد عن مقاومة الاحتلال..

عجز الصهاينة في كل مرة إقناعه بإيقاف الانتفاضة، فهو داعية يعرف الطريق فنادى "رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه" ولقد شعرت سلطات الاحتلال بخطورته، هناك لم يجد الصهاينة غير الجريمة ليسكتوا ذلك الصوت ويخفوه عن الشعب الفلسطيني ليطفوا لهيب تلك الانتفاضة لكن دون الاكتفاء به وحده، وفورا أصدروا القرار بتحريك الدوريات واعتقال الشيخ أحمد ياسين ومئة من أعضاء حركة حماس ليغيب صوته الثائر في الثامن عشر من مايو 1989 ويحكم بعد 29 شهراً  في 16 أكتوبر عام 1991 بالسجن مدى الحياة إضافة إلى 15 عاماً أخرى بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنود الاحتلال وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

فعندما يكتم الصوت الذي كان يبعث الحماسة للمجاهدين ويبعث في أرواحهم العزيمة والإصرار على المواجهة، هنا فقط ارتسمت على أسارير الصهيوني الغاصب بسمة النصر، فبعد الرعب الذي أحدثه الشيخ لهم أخذ يصفي حساباته مع الفصائل الفلسطينية ومنها حركة حماس فعمل على اعتقال القادة والقيام بعمليات الاغتيال ولو كانت خارج فلسطين.

 

الفشل الصهيوني ..

وعلى أثر اغتيال فاشل لخالد مشعل في الأردن نفذه الاحتلال الصهيوني بيده وجهازه الاستخباراتي الموساد، عقد الأردن صفقة تبادل أسرى خرج الشيخ أحمد ياسين من المعتقل.

ولم يتوقف الشيخ عن خطاباته وتأثيره على الشعب الفلسطيني فحسب، بل أعاد تنظيم حركة حماس إلى عهدها بعد أن كانت مشتتة، وعادت معها العمليات الجهادية في وجه المحتل الغاصب للأرض, والعمليات تزداد قوة وأكثر عدد من القتلى في صفوف الاحتلال.

 

الشيخ يختم جهاده مستشهداً ..

هنا طفح كيل المحتل الصهيوني فجهز صواريخه وطائرته، فصارت الطائرة تتحرك في الأفق مع ظهور الخيط الأبيض من الليل.. على ذاك الكرسي المتحرك الذي لم يكن يشكل عائقاً له في نضاله ضد الاحتلال، بل زاده قوة وعنفواناً..خرج الشيخ أحمد ياسين إلى أداء صلاة الفجر في مسجد المجمع الإسلامي القريب من منزله بغزة ،إثناء عودته كانت طائرات العدو متربصة بالشر له، وبثلاثة صواريخ فأردته صريعا مخضباً بدمه الطاهر مستشهداً ، أرادت تغييبه عن حركات مقاومة الذي استطاع بصلابته إزالة النوم من أعين الصهاينة ..وسبيقى صوته يزلزل حصون الاحتلال ومعاقله وإن كان عبر سكاكين فتية وفتيات فلسطين..

أضيف بتاريخ :2016/05/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد