آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبده خال
عن الكاتب :
روائي وكاتب سعودي

الرياضة والعسكرية في خباء المرأة


عبده خال ..

كنت في غاية الاستغراب عندما واجه معالي وزير التعليم الجدل المثار حول إدخال الرياضة في مدارس البنات بأن وزارته مشغولة بأمور أهم من هذا الشأن، وأن لدى الوزارة اهتمامات آخرى.

نعم يحدث هذا الاستغراب خصوصا وأن معاليه نظر للعملية التعليمية حينما كان خارج الوزارة كوحدة واحدة تتضافر عناصرها لكي تؤدي إلى النجاح، ولأن الكتلة لا يمكن تجزئتها حينما تقدم على أنها بهذا الحجم، فأي إنقاص أو زيادة يضر بمسامها على أنها كتلة.

وعندما استغربت من معاليه موقفه استحضرت المعارضات العنيفة ضد كل ما هو قائم ضد إدخال المرأة كعنصر أساس في تنمية المجتمع، وبالتالي يصبح دور التعليم كجهاز وكمسؤولين تفتيت الآراء المتشددة حيال مناشط الحياة التي ليس فيها أي تعارض لدين أو آداب.

ثم استحضرت نداء وزارة الصحة بأن معدلات السمنة تهدد البلد، ونسبتها لدى النساء في ارتفاع مطرد، فكانت النصائح تتوالى بإدخال الرياضة كعنصر أساس لمعالجة هذه الظاهرة المستفحلة.

ثم استحضرت القاعدة الشهيرة التي تربينا عليها من خلال كتب وزارة التعليم واهتمامها (أن العقل السليم في الجسم السليم).. وعندما عرضت استغرابي متعدد الجهات إزاء المنصب الوزاري تداعت كلها وفق المفاهيم الخاصة، وليست العامة، وقلت إن معاليه ينحاز للمنصب.

ومن المعلوم أن الشخصيات القيادية تتحرك نحو تحقيق الصالح العام من غير الاكتراث بالمكاسب أو الخسائر من قبل الجمهور..

واستبشرت خيرا بالمبادرة التي أطلقها بعض أعضاء مجلس الشورى وباحثون أمنيون (إلى تمكين المرأة من الدراسة والتدريب العسكري لتحسين قدرتها على استخدام الأسلحة الخفيفة وتمتعها بالنشاط البدني، بما يضمن مساواتها مع الرجل في التأهيل الكافي للقيام بالأعمال العسكرية الموكلة إليها.)

وهذه المبادرة هي الشارة التي يمكن من خلالها فتح الباب على الواسع لأنشطة المرأة البدنية والعسكرية سواء في حياتها الخاصة أو العامة، وتلك الدعوة تتلمس أهمية جعل المجتمع كتلة واحدة من غير انتقاص أو زيادة.

وإدماج المرأة في الجوانب العسكرية سواء كانت حربية أو خدمية يجعل القوة البشرية لدينا مرتفعة فالمرأة يمكن لها أخذ موقعها في الخدمة العسكرية من غير غضاضة...

فإن كان تاريخها حاضرا -وبقوة -في المعارك القديمة (الجهاد) فمن باب أولى أن تستعيد هذا الدور سواء في الحرب أو السلم.

وتكون المبادرة قد استوعبت جيدا الاحتياج الماس لعمل المرأة (كعسكري) لأسباب متعددة فيها ما هو خدمي وفيها ما هو عسكري بحت.

وأعتقد أن وزارة التعليم لو تلقت خطابا بإدخال الرياضة للمدارس فسوف نجد أن معالي الوزير وجميع موظفي الوزارة يرون بأن هذا الامر هو أهم ما يشغل الوزارة وستأتي الأشياء المهمة خلف هذا الاهتمام. فهل نحتاج التذكير بأن تهشيم الكتلة ليس في صالح البلد وأن أي جزء فيها يكون مكونا لها؟

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/05/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد