آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
أمل زاهد
عن الكاتب :
كاتبة من المدينة المنورة مهتمة بالفكر والأدب والقضايا الحقوقية والحريات

مرشحة من وراء وكيل !

 

مرشحة من وراء وكيل ! ليس غريباً أن يثير تصريح نشرته صحيفة الوطن، بشأن تعيين وكلاء للمرشحات في المجالس ليتحدثوا مع الناخبين وتغريمهن عشرة آلاف ريال في حال المخالفة ، ردود أفعال ساخرة جداً وصلت للتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي ، وصولاً للتشفي في النسويات اللواتي ناضلن لينلن هذا الحق ، ليأتيهن محمولاً على أعناق الوكلاء .. وكأنك يازيد ماغزيت ! ليتحول حق المشاركة الذي يفترض أنه يضمّن الاعتراف بالأهلية والمواطنة الكاملتين إلى حق مشروط بالوكيل !،.. وتبقى المرأة محلك سر « كائن بغيره لا كائن بذاته» كما تصفها خالدة سعيد في كتابها الجميل ( في البدء كان المثنى ).

 

لا شك أن التصريح ينوء بمتناقضاتنا الخاصة جداً ويضعنا وجهاً لوجه أمام مفارقات مضحكة مبكية كلما عنّ جديد يتعلق بالمرأة ، كما يحيلنا إلى العلاقة المرتبكة بالمرأة والتي يشوبها دوماً الخوف -الذي يصل للفوبيا- إذا ماتعلق الأمر بحضور المرأة في الفضاء العام .

 

وهنا لابد من التحايل على ذلك الحضور « الملتبس بالفتنة « بتحويله إلى نوع من الشطب والتغييب ، لتتنفس شريحة من المجتمع الصعداء وقد أزيح عن كاهلها شبح المرأة وتواجدها في الفضاء العام!

من الطبيعي في حال التحديثات التي تخص المرأة أن يبرز دوماً سؤال الشكلانية ويختفي سؤال النوعية ، وذلك في ثقافة تمعن في تشييئها واستلابها من الإنسانية التي كرمها الله بها . فهي تصفها بالبيضة سريعة العطب والكسر والمحتاجة للحماية الدائمة تارة ، أو الحلوى المكشوفة التي يتكالب عليها الذباب ، أو قطعة الجبن التي تجذب الفئران مرات أخرى .. إلى آخر الصفات والمسميات التشييئية بمافيها الجواهر المصونة والدرر المكنونة ، فهي في النهاية ليست إلا أشياء! وهنا يصبح التفكيك الثقافي والفكري للأفكار النمطية المتكلسة عن المرأة ، والفصل بين الثقافي والديني ضرورة لازمة لابد من الاشتغال عليها في الخطاب الثقافي والتعليمي والإعلامي ، لتسير جنبا إلى جنب مع التحديثات حتى لا تفرغ من مضامينها.

 

ونعود لندور في ذات الدوامة التي تنهك المجتمع وتهدر طاقاته في جدليات نجترها عند كل جديد تشارك فيه المرأة ! وقد سبق أن كتبت أن الإصرار على ربط كل تحديث متعلق بالمرأة بتأكيد ( وفق الشريعة الإسلامية) سيضمّن في المسكوت عنه من الخطاب، احتمالية حضور ماهو ضد الشريعة الإسلامية، وهنا تستنفر كل الحواس الدفاعية في اللاوعي لمد الجسور الذرائعية، منعاً لما قد يحدث مما هو مخالف للشريعة.

 

بقي أن أقول أن رئيس اللجنة العليا للانتخابات المهندس( جديع القحطاني) أكد لأحد المواقع الإلكترونية أنه سيصدر بياناً توضيحيا لخبر الاختلاط بالانتخابات ، مما يشي باحتمالية الالتباس أو عدم فهم التصريح .. وهذا مانرجوه ونأمله حتى لا تكون مشاركة مغممة بالوكيل ومرتهنة بغيرها لا بذاتها !

 

الكاتبة: أمل زاهد

صحيفة المدينة.

أضيف بتاريخ :2015/10/12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد