آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله حسن أبوهاشم
عن الكاتب :
معلم وكاتب صحفي سعودي

هل نبكي على زمن صندوق التنمية العقاري


عبدالله حسن أبوهاشم ..

صحيح أن المواطن في عهد صندوق التنمية العقاري كان ينتظر سنوات حتى يحصل على القرض السكني قد تصل فترة الانتظار إلى عشر سنوات وقد تزيد أو تنقص حسب وضع الصندوق وما يحصل عليه من دعم مالي متواصل من الدولة أعزها الله، لكن على الأقل كانت الأمور في ذلك الوقت تسير بسلاسة ووضوح ودون شروط معقدة، المهم أن يتوفر الشرط الأساسي والرئيسي وهو امتلاك المواطن للأرض السكنية، ما عدا ذلك فليس هناك أي شروط أو عوائق أو عقبات، لا عليهم ولا يعنيهم إن كانت الزوجة تمتلك أرضا أو عداد كهرباء أو حتى برجا سكنيا باسمها.

المفارقة العجيبة والمضحكة أنه أصبح الآن العكس! وجود الأرض صار سببا في حرمان المواطن من القرض ــ ذكرت ذلك في مقال سابق ــ وكان صندوق التنمية العقاري يعلن بين كل فترة وأخرى عن أسماء لدفعة جديدة للمستحقين للقرض السكني تنشر أسماؤهم في الصحف المحلية، والمواطن مهما انتظر وطال انتظاره إلا أن المهم أنه يعرف ويأمل أنه يوما ما سيصل إليه الدور ويحصل على القرض، ويعمل حسابه على ذلك، وبعضهم يصل إليه القرض وقد انتهى من تشييد المسكن أو أوشك على الانتهاء، ويستلم القرض بكامل المبلغ فيعينه في تسديد ديونه نتيجة البناء.

الآن في عهد وزارة الإسكان لا نعلم كيف تسير الأمور، أشعر بأنها تعيش فترة ارتباك، جالسة (تتلكأ) في تقديم القرض السكني، كل يوم نسمع عن نظام وآلية جديدة ستطبقها وزارة الإسكان في طريقة تقديم القرض وكيفية الحصول عليه، بينما لم نشاهد شيئا على أرض الواقع، بل أصبحت تطالعنا وتتحفنا بين وقت وآخر بأنظمة غريبة وعجيبة، فإذا (فلتّ) من عقبة تواجهك عقبة أخرى وهكذا، كما حصل معي، فقد فوجئت وللمرة الثانية وعبر حسابي في موقع إسكان رفضهم لطلبي قرضا سكنيا لأن زوجتي تمتلك عداد كهرباء باسمها، «يا حلاااااااوة» على رأي الممثل مظهر أبوالنجا، يعني عداد كهرباء زوجتي سيحرمني من حقي في الحصول على القرض الذي كفلته لي الدولة، وبذلك ليس أمامي إلا أن أوقف العمل في عمارتي التي بدأت فيها منذ أشهر وما زالت في مرحلة التأسيس، وسأحاول مع زوجتي بكل السبل والطرق والوسائل كي تستغني وتلغي عداد الكهرباء الذي باسمها في سبيل حصولي على القرض.

لكن أخشى بعد ذلك أن ترفض وزارة الإسكان طلبي لأن أحد الإخوة أو الأخوات أو الأبناء أو ربما أحد الجيران لديه عداد كهرباء باسمه! هذا لو وافقت الزوجة، طيب إذا لم توافق ما العمل يا وزارة الإسكان؟ هل يضيع علي القرض؟ وماذا بقي في جعبتك لتتحفينا به؟ بديت أبكي على زمن صندوق التنمية العقاري.

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/06/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد