التقارير

تقرير خاص: ممارسات نظام #البحرين توحد الشعب خلف قيادته.. والرد #قاسم

 

ما يزال النظام البحريني على مواقفه المتشددة بمواجهة الشعب والقوى السياسية والقيادات الدينية والفكرية، فلا يبدو أن خطوة سحب جنسية الشيخ عيسى قاسم هي الأخيرة في مسلسل تأزيم الوضع في البلاد، فقد استدعت السلطات البحرينية العديد من رجال الدين ممن تضامنوا مع الشيخ قاسم للتحقيق معهم، كما أنها أصدرت القرار بتعجيل موعد حل جمعية "الوفاق" ناهيك عن التضييق الأمني ومحاصرة منطقة الدراز حيث يعتصم المئات من البحرينيين تنديدا بسحب جنسية "الشيخ الرمز"، وتفيد المعلومات أن السلطة الأمنية تحاول عزل المنطقة عن العالم عبر إقامة الحواجز وقطع شبكة الاتصالات والانترنت عن المنطقة وبالأخص المعتصمين بما يوحي أن شيئا ما يحضر في الخفاء..

فلماذا تقوم السلطات البحرينية بكل هذه الممارسات وما الهدف منها ولماذا تريد الاستمرار بالتصعيد ولا تقوم بتهدئة الأوضاع في البلاد مع كل هذا الكم الهائل من المواقف المنددة بالقرارات التعسفية لا سيما قرار سحب جنسية الشيخ قاسم؟ وأي مخطط يتم الإعداد له في البحرين؟ وهل فعلا يتم الإعداد لمخطط قمعي جديد هناك؟ وهل يتم التحضير لاقتحام منطقة الدراز ومن ثم مكان الاعتصام للاعتداء على المعتصمين تمهيدا للاعتداء على منزل الشيخ قاسم أو استهدافه شخصياً أو إبعاده عن موطنه؟ ولماذا يرفض النظام كل دعوات الحوار والتلاقي في البلاد؟ هل هذا نابع من إرادته المنفردة ام بناء على قرار اتخذته عنه جهات أخرى سواء في المملكة السعودية أو الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا؟

 

قرارات غير مسؤولة.. وهروب من الحوار

فالأداء الرسمي البحريني والمواقف المؤيدة له تظهر بشكل بين أن هناك جهة واحدة تدير دفة الأمور سواء من جهة إصدار القرارات اللامدروسة وتنفيذها أو من جهة التهويل الإعلامي وتشويه صورة القيادات البحرينية في محاولة لتلميع صورة النظام وداعميه أمام الرأي العام العالمي، علما أن هذا الأداء غير المحسوب للنظام في البحرين لا سميا باستهداف شخص الشيخ قاسم وحّد صفوف المعارضة والشعب خلف هذا "القائد" المميز الذي طالما حافظ على استقرار البلاد عبر ترسيخ سلمية الحراك الشعبي وإبعاده عن أي وجه من وجوه العنف التي تعمل الأيادي الخفية لجره إليه، وبدل أن يكرم النظام هذا الرجل تم التضييق عليه والتعرض له والمسّ بحقوقه المدنية، فأمثال هذا "الشيخ القائد" يستحقون كل التقدير والتكريم وهو أولى من غيره بجائزة "نوبل للسلام" باعتبار أنه سلمي إلى أبعد حدود، فهل هكذا يتم الرد على هذه السلمية وهذا الوعي والحضور في عقول الناس؟

وهنا يطرح سؤال بسيط، لماذا يخاف النظام في البحرين التقرب من شخصيات بحجم وقامة وأفكار الشيخ عيسى قاسم ومن ثم التحاور مع الشعب البحريني وقياداته على تنوعها الفكرية والسياسية؟ في هذا الإطار قد يرد البعض سبب ابتعاد النظام البحريني عن التقرب من الشعب والحوار معه لطلب بل لقرار سعودي في هذا المجال، باعتبار أن الحوار في البحرين وما قد ينتج عنه من هدوء وديمقراطية مفترضة ومشاركة محتملة للشعب في السلطة قد يغري المواطنين في المملكة السعودية بضرورة الحصول على حقوقهم بالمواطنة والمشاركة في القرار والتعبير الحر عن الرأي ولو كان مخالفا لموقف السلطات الحاكمة.

 

صبر البحرينيين كسر هيبة النظام

ولكن حكمة الشيخ قاسم بضبط الشارع ومنعه للانجرار خلف الفتنة التي يخطط لها منذ أكثر من 5 سنوات جعلت النظام البحريني من يقف خلفه يفقدون صبرهم ويسرعون من الإجراءات التعسفية، كل ذلك جعل البحرينيين من مختلف التيارات يلتفون حول قيادة "الشيخ الحكيم" ويتماسكون رفضا لصنوف الاستسلام والتنازل عن حقوقهم مع الإصرار بالسير في حركتهم المطالبة بالحقوق ورفع الظلم عنهم، وأكبر دليل على ذلك هو "الزحف البشري الهادر" الذي غمر منزل الشيخ قاسم، وأعلنها صراحة وبصوت مزلزل "لن تصلوا لسماحة الشيخ إلا بعد مروركم على أجسادنا"، ما منع "جلاوزة السلطة" من الوصول إليه وكسر هيبة النظام الذي هدد بنفي الشيخ بالقوة وما ذلك إلا دليل على أن الشعب إذا ما توحد على كلمة وأراد حياة العز فلا بد أن يستجيب القدر.

حول كل ذلك قال القيادي في "تيار الوفاء الإسلامي" في البحرين عباس البحراني إن "هناك رسالة مهمّة لتطوّرات الأحداث وهي إنّ الحكم الخليفيّ عازم على الانتقام من الشّعب على ثورته وكل إجراءاته الحالية تأتي في هذا السياق"، ولفت إلى أن "هذا النظام ومن يحميه عازمون اليوم وبشكل أكبر من ذي قبل على الذهاب لأقصى حد في إضعاف وإفقار الشعب وإغراق البلاد في مشروع تدميري هدفه إذلال الناس"، وشدد على أنه "لا ينبغي الوقوع في وهم أن النظام في وارد تحقيق مطالب جوهريّة لشعب البحرين أو في وارد الذّهاب لحل سياسي".

الناشط "البحراني" في حديثه مع صحيفة "خبير" الالكترونية أشار إلى أن "تصعيد نظام البحرين كان متوقع ولم يفاجأنا"، لفت إلى أن "مسارات الأحداث في البحرين أثبتت طوال ٥ سنوات الماضية أن النظام ليس بحاجة لعذر ليستخدم القوة والبطش مع الشعب"، موضحا أن "التصعيد الأخير حصل بقرار أمريكي سعودي لأسباب عديدة منها تعويض الفشل وكأداة ضغط في ملفات إقليمية عدة وإدراج التحالف الذي تقوده السعودية على لائحة الأنظمة المنتهكة لحقوق الأطفال في اليمن بالإضافة إلى ان هناك محاولة أمريكية لإشعال المنطقة من بوابة اليمن وجر المحيط إلى فتنة مذهبية"، مؤكدا أن "الشعب في البحرين يفهم ذلك تمام لذلك بقي الحراك سلميا طوال ٥ سنوات الماضية"، مشيرا إلى أن "تصعيد الجرائم ضد الشعب الآن يستدعي مقاومة النظام بالوسائل كافة مع ضرورة الانتباه إلى أن الصراع هو بين شعب ثائر ونظام مجرم ومستبد وفاقد للشرعيّة وليس صراعا بين الشيعة والسنة".

 

المال السعودي والرد البحريني

من جهة ثانية، أكد "البحراني" أن "موقف الدول الإقليميّة والمنظّمات الأمميّة غائب عن المشهد وقد أثبت المال السعودي قدرته على حجب أنظار العالم عن رؤية جرائمه وجرائم حلفائه في المنطقة"، ولفت إلى أن "المواقف الأمريكية والبريطانية طالما كانت متواطئة ومخادعة وداعمة لنظام آل خليفة عبر التأييد السياسي والدعم العسكري والأمني واللوجستي من دون أي اعتبار لحقوق الإنسان التي تنتهك في البحرين من زمن طويل".

واختتم البحراني لـ "خبير" بالقول: "صحيح أن خطوة سحب جنسية الشيخ قاسم ليس بالأسلوب الجديد على ممارسات النظام إلا أنها حطمت كل أمل بحل سلمي يفضي لتحقيق مطالب الناس حيث رفع النظام الحديد والنار في وجه الشعب وأغلق باب التفاهمات السلمية ولم يبق رد لدى الشعب غير خيار المقاومة المشروعة لحفظ الحرمات والكرامات والمقدسات".

بكل الأحوال فإن طبيعة التصرف والتحرك ردا على أداء النظام يحددها علماء البحرين وقياداته باستقلالية تامة لأنهم هم أدرى وأعلم بواقع وظروف البحرين، وبالتأكيد أن الأحرار في البحرين بقيادة الشيخ عيسى قاسم سيكونون عند حسن الظن بهم للحفاظ على كرامات الشعب وإنسانيته والحفاظ على وطنهم شاء من شاء وأبى من أبى..

أضيف بتاريخ :2016/06/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد