آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
طلال القشقري
عن الكاتب :
كاتب سعودي في صحيفة المدينة

لماذا تعسير الانضمام للبعثات؟!


طلال القشقري ..

لماذا تعسير الانضمام للبعثات؟! ما زال تعسيرُ الانضمام للبعثات الحكوميَّة لطلابنا وطالباتنا الدَّارسين على حسابهم الشخصيِّ في الخارج، هو الإجراء الطَّاغي والسائد!.

ويُذكِّرني هذا التعسير بشعر الوزير والأديب الراحل غازي القصيبي -يرحمه الله- عندما وصف منطقة عسير لمَن يُفكِّر في غزوها خلال أزمة الخليج بقوله:
عسيرٌ مطلبُها عسيرُ..
دونها جبالٌ وبرقٌ ورعدٌ..!

وحقًّا، لقد أصبح دون انضمام هؤلاء لبعثات وطنهم الحكوميَّة جبالٌ وبرقٌ ورعدٌ، رغم توجيهات القيادة لوزارة التعليم بتيسير الانضمام، خصوصًا للمتميِّزين منهم، ويتبيَّن ذلك في زيارات المسؤولين لبعض بلاد الابتعاث بين الفينة والأخرى!.

والأمثلة لذلك كثيرة، لكنِّي سأضربُ مثالاً واحدًا لابنة مواطن حصلت مُسبقًا على موافقة من وزارة التعليم لدراسة العلاج الطبيعي في تشيكيا، ودرست هناك سنة واحدة على حسابها الشخصيّ، وتميَّزت في نتائجها الدراسيَّة متفوِّقةً بذلك حتَّى على الدَّارسين الأوروبيين معها، ثمَّ تقدَّمت للانضمام للبعثة الحكوميَّة في أقرب ملحقيَّة ثقافيَّة، فأُفيدت باستحقاقها للانضمام، غير أنَّ عليها الانتظار حتَّى منتصف شهر رمضان، فعادت للمملكة لتقضي إجازة الصيف، وعندما أعادت التقديم هنا في الموعد المحدَّد قِيل لها إنَّ التقديم يكون في بلد الابتعاث، وهكذا فعليها قطع إجازتها، والعودة إلى هناك لملاحقة سراب انضمام غير مضمون، أو دفع رسوم سنة دراسيَّة جديدة على حسابها الشخصيّ، وفي كليهما تكلفة ومشقَّة!.

فلماذا التعسير من قِبل وزارة التعليم؟ أيرضاه مسؤولو الوزارة لأبنائهم وبناتهم؟ بالطبع لا، إذن فليُيَسِّرُوا للناس، ألا يحبُّون أنْ يُيَسِّر اللهُ لهم؟ أنا أعرفُ أناسًا باعوا ما فوقهم، وما تحتهم بعد رفض جامعاتنا المحليَّة لدراسة فلذات أكبادهم فيها، ليُبتعثوا على حسابهم الشخصيّ بأمل انضمامهم للبعثات الحكوميَّة، وهم يستحقُّون الالتفات لهم، وتيسير انضمامهم العسير للآن بامتياز!.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2016/06/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد