قصة وحدث

قصة وحدث: يوم #القدس،، صرخة المسلمين ضد المستكبرين

 

كانت القدس مدينة وادعة يعيش أهلها بسلام واطمئنان دون اختلاف بين كافة مكوناتها حتى دخول المستعمر البريطاني الذي أخذ يعامل أهلها بازدراء، معاملة جافة، التنكيل والقمع لأي حركة مقاومة تواجه استعماره البغيض، وذلك في محاولة لتهيئة الأجواء لوضع الغدة السرطانية المقبلة.

 

إجراءات زرع الغدة السرطانية

أخذ المستعمر البريطاني يسهل الأمور لهجرة اليهود، ومن يحملون الفكر الصهيوني، وبأعداد كبيرة، وناشرين خلال تواجدهم الرعب والإرهاب، ومع تثبيت وجود اليهود في فلسطين وخصوصا القدس، ليباشر المستعمر تسليم البلاد إلى اليهود الكيان الصهيوني في العام 1948 كان الحكام العرب في سبات عن انتهاكات المستعمر البريطاني والكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، في ظل شعور بالألم من قبل الشعوب العربية  مما يجري في ثالث القبلتين وأشقائهم في فلسطين.

كان الصمت من قبل بعض  الحكام العرب نظرا لتبعيتهم المطلقة والعمياء للمستعمر البريطاني، والذي منحهم حكما مقابل تخليهم عن مقدرات الأمة الإسلامية، وبمافيها تخليهم عن فلسطين لتكون مقرا وموطنا لليهود، مع أحلام الوعود بالرخاء والتطور والقوة التي ستمنحهم إياها إمبراطورية بريطانيا التي غزت العالم أجمع.

 

محاولة مقاومة

من جهة أخرى، انشغلت بعض الدول العربية بمشاكلها الداخلية ومواجهتها لمستعمريها من الفرنسيين والأجانب والأوضاع السياسية السائدة في تلك البلدان، إلا إن ذلك لم يمنع البعض من مكاتبة المسؤولين البريطانيين لرفض ما انتهجته ضد فلسطين من جلب للصهاينة وتقسيمها لتكون قسمين منفصلين.

إلا أن كل المحاولات فشلت بما فيها الخيار العسكري، ليسود الصمت بعدها ويخنع الشعب والحكام العرب بألم وحسرة على تفريطهم في فلسطين الأرض المطهرة.. المجازر ترتكب، والانتهاكات المستمرة دون أي شجب أو استنكار، سوى بعض المعونات المادية التي تقدم من هنا وهناك لذلك الشعب المضطهد في محاولة التغطية على العجز الحاصل.

وسط تلك العتمة والظلامة بحق شعب، وبحق أرض ليست إسلامية بحسب بل أرضاً مقدسة، كان الإمام الخميني قدس سره رغم انشغالاته الكثيرة بالثورة الإسلامية الفتية، والدروس الدينية إلا أنه كان يتابع ما يجري على أرض فلسطين من أحداث وانتهاكات يرتكبها المحتل الإسرائيلي..  يحرص في خطاباته على ذكر فلسطين والقدس لأنه كان يرى أن القدس محور اهتمام المسلمين أجمع ونقطة لتوحدهم لمجابهة المستكبرين في العالم، وعلى رأسهم أمريكا والكيان الإسرائيلي وبريطانيا والدول الغربية الطامعة في ثروات الأرض الإسلامية ونهب أموالها ومقدراتها وأصلتها وتاريخها..

 

قلب حي باتجاه القدس

"من الواجب تخصيص جزء كاف من الحقوق الشرعية من قبيل الزكوات وسائر الصدقات لهؤلاء المجاهدين في سبيل الله ممن يقاتلون في جبهات التضحية والفداء للقضاء على الصهيونية الكافرة عدوة البشرية وممن يتطلعون إلى إحياء أمجاد الإسلام واسترجاع عزته وشرفه وإحياء التاريخ الإسلامي المجيد".. بهذه الكلمات الثائرة المتضامنة كان الإمام رضوان الله يتحدث خلال لقائه بممثل حركة فتح في سبتمبر 1968، نعم لم يترك الإمام الخميني "رض" فلسطين لوحدها، ظل يشدد على وجوب مساندة حركات المقاومة حتى أنه أفتى بإعطاء جزء كاف من الحقوق الشرعية من قبيل الزكاة وسهم الإمام عليه السلام إلى المجاهدين.

وقبل انتصار الثورة الإسلامية ومن خلال متابعته لشؤون القضية الفلسطينية مع صمت عربي مطبق وعدم نية للتوحد والتكاتف من أجل هذه القضية فقد أعلن الإمام الخميني "قده" بخطاب الذي ألقاه في 17 مايو 1978 مخاطباً الدول العربية للقضاء على الكيان الغاصب بالقول: "منذ ما يقارب العشرين عاماً وأنا أوصي البلدان العربية بالوحدة والقضاء على جرثومة الفساد هذه، فإذا ما توفرت لإسرائيل القدرة لن تكتفي ببيت المقدس ومما يؤسف له أنَّ النصيحة لا تجدي مع هؤلاء ... إنني أسال الله أن يوقظ المسلمين".

 

إعلان يوم القدس العالمي

بعد انتصار الثورة الإسلامية وإسقاطه لحكومة الشاه الذي كان عميلا لأمريكا والكيان الصهيوني الغاصب، أخذ الإمام الخميني بتصعيد وتيرة الخطاب وقال:  "لقد حذَّرت المسلمين على مدى سنوات طويلة من خطر إسرائيل الغاصبة التي صعدت هذه الأيام من حملاتها الوحشية ضد الإخوة والأخوات الفلسطينيين وخصوصاً في جنوب لبنان وهي تقوم بقصف بيوتهم ومساكنهم بشكل مستمر للقضاء على المناضلين الفلسطينيين"  ليعلن  في ذات الخطاب الذي ألقاه في السابع من يوليو 1969 آخر جمعة من شهر رمضان يوما عالميا للقدس..

" إنني أدعو مسلمي العالم عامة والحكومات الإسلامية إلى‌ التضامن والاتحاد لقطع يد هذا الغاصب وحماته. كما أدعو مسلمي العالم كافة إلى إعلان آخر جمعة من شهر رمضان المبارك التي هي من أيام القدر يوماً للقدس وأن يعبروا من خلال المراسيم عن تضامن المسلمين الدولي في الدفاع عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم".. هكذا أرسخ الإمام رضوان الله قضية فلسطين والقدس في ضمير الأمة العربية والإسلامية..في ضمائر الشعوب الحية ..ليستمر هذا اليوم عالمياً في تاريخ الحرية والكرامة في وجه الطغيان والخنوع والتطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل بعض الحكومات العربية والإسلامية المستمرة رغم الانتهاكات التي يمارسها بحق الشعب الفلسطيني المظلوم!.

أضيف بتاريخ :2016/07/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد