ناصر قنديل

  • الأسد وبوتين: افتتاح مرحلة جديدة

    – منذ بداية الحرب على سورية وحولها وفيها واللقاءات التي تجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد تشكّل محطّات للكشف عن مراحل جديدة في مسار هذه الحرب. وفي كلّ مرة تبدو الحسابات الدقيقة حاكمة هذه المراحل التي لا تلبث أن تتكلّل بالنجاح. وهذا واضح من مراجعة مسارات متعرّجة للحرب كانت بعض لحظاتها شديدة الخطورة، كيوم حشد الأساطيل الأميركية قبالة سورية، أو شديدة التعقيد كقرارات الحسم العسكري في حلب ودير الزور والبوكمال والغوطة الشرقية، أو شديدة الحساسية كمثل التعامل مع إشكاليتي العلاقة بالموقفين الكردي والتركي.

  • كوريا الشمالية والقمة مع ترامب

    – كان لافتاً ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل يومين عن المفاوضات الجارية بين الإدارة الأمريكية والقيادة الكورية الشمالية التي ستتوّج بقمة تجمع الرئيس دونالد ترامب بالزعيم الكوري كيم جونغ أون، ووصفه للسياسة الأمريكية تجاه كوريا بعد الخروج من التفاهم النووي الإيراني بالخداع والنفاق، كما كان لافتاً بعد يوم واحد على كلام السيد نصرالله أن يتخذ الزعيم الكوري كيم جونغ أون من المناورات المعلن عنها مسبقاً بين الأمريكيين وكوريا الجنوبية، مناسبة للإعلان عن تعليق لقاء وزاري مع كوريا الجنوبية والتلويح بإلغاء القمة مع الرئيس ترامب.

  • السياق الفلسطيني سيحكم المنطقة فانتظروا

    – الذين يتوقعون أنّ المواجهة التي افتتحها الشعب الفلسطيني بلا أفق وأنّ التضحيات السخية التي يقدّمها مجانية لا ينتبه إلى الحقيقة التي تقولها روحية اليومين الماضيين بقوة، وهي أنّ الأميركي والإسرائيلي يصلان منهكين عابسين قلقين بلا أفق مفتوح أمامهما، رغم الحشد العربي الذليل المصطفّ خلفهما والملفات المعقدة تسدّ طريقهما على كلّ مساحة المنطقة، بينما يحشد الشعب الفلسطيني كلّ حيويته كأنه في اليوم الأول للمواجهة وليس في عامها السبعين.

  • فلسطين ونصرالله

    – تبدو التوأمة بين فلسطين والسيد حسن نصرالله قضية وجودية لكليهما، فليس في حياة هذا السيّد من قضية تحتلّ وجدانه وتشكّل بوصلة يوميّاته كمثل فلسطين، تلازم وضوؤه وصلاته والدعاء، يتشكل حولها محور التحالفات والخلافات، ولها مكانة البوصلة في كل ما يُعرَف بمصطلحات اليوم بالسياسة، ولولاها لترك هذه السياسة لسواه وليس فيها ما يستهويه، وهو لأجلها فقط يتحمّل الكثير مما يراه ويعرفه ويسمعه، وممن يلتقيهم ويبذل جهوداً لتحشيدهم وإقناعهم، وتثبيت مواقفهم في مواقع يراها ولو لم يصارحْهم بذلك، سنداً لمعركته من أجلها، ولولا هذا السيّد ما كانت فلسطين التي يئست من حكومات العرب، تحضَر عرس شهادتها اليوم، وقد سبق أن أخذها بعض قادتها باسم اليأس إلى سوق النخاسة في أوسلو، وتحمّلت المهانة ضناً بدماء أبنائها كي لا يسقطوا وتذهب دماؤهم هدراً. فكل تجاربها خيبات، تثق وتختزن الآمال وتسقط ضحية خيبة جديدة، إما لأن التآمر خطف منها فرصة ذهبية كجمال عبد الناصر، أو لأن الخيانة أخذت منها مصر مع أنور السادات، وها هي تعود تبذل أبناءَها وبناتها قرابين على مذبح حريّتها، وعيونها لا تشخص إلى سواه، تُعلن جاهزيّتها للمزيد وهي تثق أنه يقبض على اللحظة وسيكون حيث يجب أن يكون.

  • فلسطين إلى الواجهة رغم أنوفهم

    – قضية أمريكا مع إيران تُختصر بفلسطين ومثلها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. فالحرب الأمريكية الهادفة لتحقيق الأرباح سقطت منذ زمن في سورية، وتستمرّ حرب منع الخسائر، والخسارة التي تخشاها أمريكا هي تعاظم محور المقاومة بنصر سورية والخطر الذي يمثله على أمن «إسرائيل»، وكل التحريض على التفاهم النووي تمهيداً لطرحه في التداول يبدأ وينتهي باتهام إيران بتوظيف عائداتها المعنوية والمادية من التفاهم لتقديم مزيد من الدعم لقوى المقاومة، والقضية هي فلسطين، والانتقال لخطوة من نوع الاعتراف بالقدس عاصمة لـ «إسرائيل» يرتبط مباشرة بالدعم المعنوي للإسرائيليين القلقين والمذعورين من المتغيرات من حولهم، ولتظهير الخيانات العربية لفلسطين علناً بلا مراعاة، للقول للإسرائيليين، رغم الخسائر لستم وحدكم. فها هم حلفاؤكم الجدد حكام الخليج يجاهرون بحلفكم فلا تخافوا.

  • ماذا ستفعل أمريكا وقد فشلت «إسرائيل»؟

    – ليس من حاجة لمناقشة مَن يدمنون الترويج لقوة أمريكا و«إسرائيل» والتغافل عن رؤية التحوّلات الكبرى التي تحملها التطوّرات، فهؤلاء لا جدوى من إضاعة الجهد لإقناعهم، لأنّ أمريكا و«إسرائيل» قد تتحدّثان عن الفشل والهزيمة، كما حدث في حرب العراق وعدوان تموز 2006، ويبقون على إصرارهم أنّ أمريكا و«إسرائيل» قدر لا يُرَدّ وقوة لا تُقهر، لذلك فإنّ تجاهل هؤلاء يسهّل مواكبة الأحداث ومعرفة مساراتها، التي كانت تنتظر أوّل اختبارات القوة الإسرائيلية مع سورية وحلفائها بعد الانسحاب الأمريكي من التفاهم النووي مع إيران.

  • هل «إسرائيل» جاهزة للحرب وقادرة على النصر؟

    – يحاول بعض الإعلام المرتبط بـ«إسرائيل» من حبل الصرة السعودي، ومَن يستجلبهم من أسماء يمنحها ألقاباً طنانة من عيار، المتخصّص بالشؤون الاستراتيجية، ورئيس قسم البحوث الاستراتيجية العسكرية في مركز ملكي بريطاني، أن يبعد النقاش الناتج عن المواجهات التي شهدها الجولان السوري المحتلّ، والسماء والأرض السورية، عن القضية الرئيسية بافتعال قضايا مختلقة للنقاش، من نوع تحديد نسب الصواريخ التي تساقطت على المواقع العسكرية الإسرائيلية في الجولان، فيما يصرّ المعنيون على الغموض، فتتغاضى سورية عن المصدر، وتنفي إيران قيامها بالردّ، وتعد بأنه لا يزال على جدول الأعمال، أو نوع حجم الضرر الذي ألحقته «إسرائيل» بالحضور الإيراني في سورية، وافتعال النقاش حول مواضيع مثل أنواع السلاح الإسرائيلي والإيراني والمقارنات الفارغة بينهما.

  • الرهان «الإسرائيلي» على روسيا

    – ليست المرة الأولى التي يتوجه فيها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى موسكو، مستفيداً من مناسبة احتفالية تتصل بالحرب العالمية الثانية، لتنظيم لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، محاولاً استثمار حضوره والمناسبة وصِلتها بذكريات يهودية حول المحرقة، ليحصل على مواقف روسية يريدها متفهّمة، لما يصفه بالهواجس الإسرائيلية، وخطط المواجهة التي تقرّرها حكومته وتضع لها شعارات وسقوفاً.

  • هل تقف المنطقة على شفا حرب؟

    – القرار الأمريكي بالخروج من التفاهم النووي مع إيران والعودة إلى العقوبات التي كان معمولاً بها قبل التفاهم يعني عملياً موت التفاهم النووي، لأنّ العقوبات المصرفية الأمريكية على كلّ الشركات التي تتعامل مع الدولة الإيرانية وكلّ المصارف التي تتعامل مع المصارف الإيرانية، تعني فرض حصار اقتصادي على إيران، أدّى في مراحله السابقة إلى امتناع الشركات والمصارف الأوروبية، بل والكثير من الشركات والمصارف الصينية عن التعامل مع إيران، سواء بشراء النفط والغاز منها أو ببيع المنتجات الأوروبية والصينية والروسية إلى إيران. وهذا يعني خروج إيران من كلّ الالتزامات التي تلتزمها منذ التفاهم النووي، خصوصاً قبول التفتيش الدولي والامتناع عن التخصيب المرتفع النسبة لليورانيوم. وهذا يعني تصاعداً متسارعاً كلما اقتربت إيران من إنتاج كمية من اليورانيوم المخصّب من حافة الكمية التي تكفي لإنتاج قنبلة نووية. وهذا بحدّ ذاته يعني دخول المنطقة الصعبة والخطرة من المواجهة التي تصير الحرب فيها أمراً لا يمكن التحكم بمنع حدوثه.

  • الكلّ راضٍ عن النتائج... وانتصر

    – من البديهي أن تنظر القوى السياسية التي خاضت الانتخابات النيابية في لبنان إلى النصف المليء من كوب نتائجها الانتخابية، وأن تبحث عن أعذار لنقاط الضعف خارج منطق المسارعة للإقرار بخلل تتحمّل مسؤوليته في خطابها وأدائها. فمثل هذا الإقرار غير منتظر من أحد لتناقضه مع معادلة الاستمرار في القيادة والانطلاق من التفويض الشعبي الآتي من صناديق الاقتراع يرتبطان بمنح الروح المعنوية العالية التي تعلن تحقيق المزيد من الإنجازات.

  • دروس 6 أيار

    – العبرة الأولى التي قالتها الانتخابات النيابية اللبنانية في السادس من أيار وسيتوقف أمامها العالم كله ملياً، أن المقاومة التي كانت مستهدفة بتحجيم حضورها ومحاصرتها عبر هذا الاستحقاق الانتخابي، خرجت أقوى مما كانت بعد كل العمليات الانتخابية التي شاركت فيها منذ اتفاق الطائف، سواء بنسبة المشاركة العالية والمذهلة التي صبّت خلالها أصوات البيئة الحاضنة للمقاومة والتي استهدفت بالمال والإعلام والعصبيات والتحالفات والعقوبات الدولية والإقليمية وخطط الإبعاد ومشاريع التجريم والتشويه والشيطنة، كما خرجت بحصاد نيابي فاق كل التوقعات، ليس على مستوى الخصوم وحسب، بل على مستوى الحلفاء والأصدقاء، وربما ماكينات قوى المقاومة الانتخابية نفسها.

  • في 7 أيار

    _عندما تمّ السير بقانون يعتمد النسبية كانت التوقعات والتقديرات لنتائج القانون الجديد مختلفة كثيراً عما تبدو عليه اتجاهات الانتخابات اليوم، فالانطباع الأول كان قائماً على معادلة أنّ انتخابات 2009 جاءت بنتيجة تقول إنّ الأغلبية الشعبية للمصوّتين في كلّ لبنان تمنح أصواتها لتحالف داعمي المقاومة المكوّن من مرشحي الثامن من آذار والتيار الوطني الحر الذين كانوا يومها حلفاً متماسكاً، بينما جاءت الأغلبية النيابية في مكان آخر، حيث تحالف قوى الرابع عشر من آذار والنائب وليد جنبلاط، وأنّ ما ستفعله النسبية هو إعادة تصحيح مكان الأغلبية النيابية إلى حيث الأغلبية الشعبية.