عبد الباري عطوان

  • لِماذا تَختَلِف الاحتِجاجات التي يُواجهها الرئيس البشير وسُلطَته حاليًّا عَن كُل نَظيراتِها السَّابِقَة؟

    تَشهَد العَديد مِن المُدُن السودانيّة “انتِفاضات” شعبيّة كانَ “المُفَجِّر” الرئيسيّ لها تَدهور الظُّروف المَعيشيّة، والغَلاء الفاحِش، وارتِفاع أسعار الخُبز والسِّلَع الأساسيّة، ولكن لا يُمكِن عزلها في الوقت نفسه عَن سُوءِ الإدارة والفَساد الذي يَعُم البِلاد والسِّياسات والتَّحالُفات الخارجيّة التي تتْبَعها السُّلُطات بقِيادَة الرئيس عمر البشير، وكِبار وزرائِه ومُساعِديه.

  • أربَعةُ أسبابٍ خَلف قرار ترامب المُفاجِئ سَحب قُوّاتِه مِن سورية.. ما هِي؟

    هُناك قاعِدة عَسكريّة تقول “إذا أردت أن تُقلِّص مِن حجم الهَزيمة ووقف الخَسائِر، فما عَليك إلا أن تُعلِن النَّصر، وتَبْدأ في الانسِحاب فَوْرًا دَونَ تَرَدُّد باعتِبار ذلِك أقصَر الطُّرُق لإنهاءِ الحَرب”.

  • العُنصريّة نيكي هايلي تنْصَح الفِلسطينيّين بقُبولِ “صَفقة القَرن” وتُحَذِّرُهُم مِن مَخاطِر رَفْضِها...

    آخِر شَيء ينتظره العَرب والفِلسطينيّون أن تتقدَّم إليهِم السيدة نيكي هايلي، مَندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، بنَصائِح لقُبولِ “صفقة القرن” التي مِن المُفتَرض كشْف مَضمونِها في الأشهُر الأُولى مِن العام الجَديد، هذا إذا بَقِيَ الرئيس ترامب وصهره جاريد كوشنر في البيت الأبيض، لأنّ رفْضَها سيَرتَد عليهِم بمَخاطرٍ كَبيرةٍ.

  • إنّهُ مَوسِمُ الحَجيج إلى الشَّام.. مَن هو الزَّعيم العَربيّ الثَّاني الذي سيَطرُق أبواب دِمشق بعد البشير..

    الزِّيارة الخاطِفَة والمُفاجِئة التي قامَ بِها الرئيس السودانيّ عمر البشير إلى دِمشق يوم أمس الأحد، والاستِقبال “الحارّ جدًّا” الذي حَظِي بِه من قِبَل الرئيس السوري بشار الأسد على أرضِ المَطار، يُشَكِّل نِهايَة مرحلة وبِدايَة أُخرَى في العمل العربيّ المُشتَرك، عُنوانها الرئيسيّ التَّسليم والاعتِراف بانتِصار سورية، وفشل المُؤامرة التي كانَت تقودها أمريكا وحُلفاؤها لتَفتيت وِحدَتيها الترابيّة والديمغرافيّة، وتَغْيير النِّظام فيها.

  • وزير الخارجيّة التركيّ يُفَجِّر مُفاجأةً مِن الدَّوحة: مُستَعِدُّون للتَّعاون مَع الأسد إذا فازَ في انتِخاباتٍ دِيمقراطيّةٍ..

    فاجَأ السيد مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجيّة التركيّ، الحُضور في “مُنتَدى الدَّوحة” الذي كانَ أحَد أبْرَز المُشارِكين فيه، ويَخْتَتِم أعماله اليوم الأحد، وأثَار العَديد مِن علامات الاستِفهام في المِنطَقة بأسْرِها عِندما قالَ “إذا فازَ الرئيس السوريّ بشار الأسد في انتِخابات ديمقراطيّة تحت إشرافٍ أُمَمِيٍّ، وذات مِصداقيّة، فإنّنا قَد نَتعامَل معه”، وأضاف “لا بُد أن تَكون هُناك عمليّة ديمقراطيّة شفّافة، وفي النِّهاية الشَّعب السوريّ هو مَن سيُقَرِّر مَن يَحكُم بِلاده بَعد الانتِخابات”.

  • دَعوةٌ غَريبةٌ ومُفاجِئةٌ مِن “البَرلمان العربيّ” لإعادَة سورية إلى الجامِعة والعَمل العربيّ المُشتَرك.. مَن يقِف خَلفَها؟

    قَليلون سَمَعوا بـ”البَرلمان العربيّ”، أو بِدورِه، أو مَقرّه، أو وظيفته، لأنّه تجميعٌ “غَيرُ مُتجانسٍ”، لأعضاءٍ مِن “برلمانات” عربيّة أغلبيّتها السَّاحِقة غير مُنتَخَبة، وتُمَثِّل حُكوماتها الأوتوقراطيّة، وحتمًا ليس شُعوبها، فهذا البرلمان لا يَخرُج عَن كَونِه مكانًا مُريحًا للتَّقاعُد، وبِرواتِب وامتِيازات مُجزِيَة، لبَعضِ المَحظوظين المُقرَّبين مِن حُكوماتِهم، وحالُه حال الجامِعة العربيّة ومُؤسَّساتِها ومُوظَّفيها كِبارًا وصِغارًا.

  • المُقاوَمة تُوحِّد الضِّفَّة والقِطاع وتَنجَح حيثُ فَشِلَت كُل الوِساطات الأُخرَى..

    النَّتيجة الأهَم التي يُمكِن استِخلاصُها مِن عمليّات المُقاومة المُسلَّحة المُتصاعِدة في الضِّفَّة الغربيّة المُحتلَّة هَذهِ الأيّام التي أسفَرت عَن مقتلِ ثلاثة مُستوطنين إسرائيلّيين وإصابَة عَشرة على الأقَل، أنّ بنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيليّ، الذي يُقَدِّم نفسه لبَعضِ الحُكومات العربيّة في مِنطَقة الخليج وأفريقيا بأنّه القادِر على حِمايَتهم وتقديم الخُبرات الأمنيّة لهُم، لحِمايَة عُروشِهم، وقمْع أيّ انتفاضات شعبيّة ضِدّهم، باتَ غير قادِر على حِمايَة مُستَوطنيه، وتحقيق الأمن والاستقرار لهُم.

  • البيتُ الأبيَض يعيشُ حالةً مِن الهِيستيريا بَعد وُصولِ قاذِفَتين روسيّتين نَوويّتَين إلى كاراكاس.. لِماذا؟ وما هِي الأخطار؟

    الفَصْل الأحدَث في الحَربِ البارِدَة التي تَشتعَل أوزارَها هَذهِ الأيّام بين روسيا والوِلايات المتحدة في أكثَر مِن بُقعةٍ في العالم انْعَكَس في إرسالِ روسيا قاذِفَتين استراتيّجيتين مِن طِراز “تو 160” قادِرَتين على حَمْلِ صواريخ برُؤوسٍ نوويّةٍ قَصيرةِ المَدى إلى كراكاس، عاصِمَة فنزويلا، في رسالةِ تَحذيرٍ واضِحةٍ إلى الوِلايات المتحدة مِن إقدامِها على غَزوِ هذا البَلد.

  • نِتنياهو يَهرُب مِن صَواريخ المُقاوَمة وأنفاقِها إلى التَّطبيع مَع أصدقائِه العَرب الجُدد..

    القاعِدة الذهبيّة التي بِتنا نَحفَظها عَن ظَهر قَلب ومِن خلال تَطبيقاتِها طِوال السَّنوات الماضِية أنّه كُلّما واجَه بنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيليّ أزمةً تُهدِّد حُكومته ودَولته، يَلجأ إلى سِلاحِ العِلاقات العامّة الذي يُجيده، ويَجِد طَوق النَّجاة في الحُكومات العربيّة، و”إنجازات” التَّطبيع المَجّاني والمُعيب مَعها.

  • هل اقتَرَبَت صِيغَة مَجلِس التَّعاون الأصليّة مِن نِهايَتها المَحتَومة؟ وهَل ستَنسَحِب قطر مِنه قبل انْعِقاد القِمّة الأربَعين في الإمارات..؟

    بعد تَجميدِ دور الجامعة العربيّة، وتَحويلِها إلى أطلالٍ تُعيد التَّذكير بماضٍ عَربيٍّ سَحيق، ها هِي الانقِسامات والخِلافات الخليجيّة تُوجِّه ضَربةً قاتِلةً إلى مجلس التّعاون الخليجيّ ورُبّما تَدفَعه إلى المَصيرِ نفسَه، إنْ لم يَكُن أكثَر سُوءًا.

  • لِماذا قَرَّرَت السعوديّة تَحَدِّي الرئيس ترامب وتَخفيض إنتاج مُنظَّمَة “أوبِك” وتَكريس التَّحالُف مع روسيا؟

    تَوصُّل الدول المُنتِجة للنفط داخِل منظمة “أوبِك” وخارِجها إلى اتِّفاقٍ يوم الجُمعة الماضِي في اللَّحظةِ الأخيرة، لتَخفيضِ الإنتاج بحَواليّ 1.2 مِليون بِرميل يَوميًّا لوَقفِ انهِيار الأسعار، وعَودَتِها إلى الارتِفاع مُجَدَّدًا، خُطوة على دَرجةٍ كَبيرةٍ مِن الأهميّة مِن النّاحية الاقتصاديّة، لكن الأهَم في نظرِنا أنّ تَحالُفًا سُعودِيًّا روسيًّا برَز بقُوّة، يُشَكِّل تَحَدِّيًا للرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب الذي طالَب قبل يومين مِن هذا الاجتِماع بعَدم تخفيض الإنتاج.

  • السُّؤال المَطروح الآن: ما هِيَ الخُطوة التَّالية بعد عَمليّة نِتنياهو الاستِعراضيّة سيّئة الإخراج على الجَبهةِ الشِّماليّة؟

    بعْدَ عمليّة “دِرع الشِّمال” التي تُنَفِّذها جرّافات جيش الاحتِلال الإسرائيليّ لتَدميرِ أنفاقٍ مَزعومَةٍ حَفَرها مُقاتلِو “حِزب الله” تَحت الحُدود