عبد الباري عطوان

  • ما دَوْر اغتيال الخاشقجي في تَغييرِ المَوقِفَين الأمريكيّ والأُوروبيّ لإنهاءِ الحَرب في اليَمن ووَقفِ الغارات فَوْرًا؟

    إذا كانَت هُناك إيجابيّة واحِدَة لاغتيال الصِّحافيّ السعوديّ جمال الخاشقجي بَطريقةٍ دَمويّةٍ بَشِعةٍ لا يُمكِن أن يُقدِم عليها بشر، فإنّها يُمكِن أن تتمثّل في تَزايُد احتمالات إنهاء الحَرب اليمنيّة، وإعادَة الاستقرار والأمن إلى هذا البَلد الشَّقيق الذي يَنْضَح عُروبةً وكَرامَةً وكَمٍّ هائِلٍ مِن قِيَم الشَّجاعة والشَّهامَة والإبَاء.

  • أردوغان “يُراوِغ” أيضًا كَسْبًا للوَقتِ

    غَدًا الأربعاء يَمُر شَهر على اغتيالِ الصِّحافيّ السعوديّ جمال خاشقجي في قُنصليّة بِلاده في إسطنبول، والحَقيقة الوحيدة الثَّابِتَة حتّى الآن أنّه دَخَل هَذهِ القُنصليّة حَيًّا وخَرَجَ مِنها جُثَّةً هامِدةً، ولكن الأمر الذي ما زالَ لُغْزًا مُحيِّرًا هو وَضع هَذهِ الجُثّة، مُقَطَّعة أم مُتكامِلة، برأسٍ أم بُدونِه؟ ومن الذي أصدر الأوامِر بقَتلِه، وكيف ستَكون الحلقة النِّهائيّة مِن هذا المُسلسَل؟

  • لماذا جَرَى استِبعادُ سورية وإيران والعَرب عُمومًا مِن قِمّة إسطنبول الرُّباعيّة؟

    لا نَعرِف كيف ستُؤدِّي قمّة إسطنبول الرُّباعيّة التي انعَقدت يوم السَّبت الماضي بمُشارَكة زُعَماء روسيا وفرنسا وتركيا والمستشارة الألمانية ميركل بتَحقيقِ حَلٍّ سِياسيٍّ للأزَمَة السوريّة، وتَخفيفِ الاحتقان المُتزايِد، وتَهيِئَة المَناخ المُلائِم لعَودة اللاجئين، وتَشكيلِ لجنةٍ لوَضعِ الدستور قبل نِهايَة العام، دُونَ مُشارَكة طَرَفين أساسيّين، وهُما سورية الدَّولةُ المَعنيّة أوّلًا، وإيران، الشَّريكُ الرئيسيّ في منظومة آستانة التي لَعِبت دورًا كبيرًا في تَهيِئة الأرضيّة لتَحقيقِ الإنجازات العَسكريّة الحاليّة على الأرض، إلى جانِب استبعادِ عرب منظومة المَجموعة الدوليّة المُصغَّرة التي تَضُم سَبعَ دُوَلٍ مِن بَينِها ثلاثُ دُولٍ عربيّةٍ، هِي مِصر والأُردن والسعوديّة.

  • “النِّاتو العَربيّ السنيّ” يَنطَلِق سِياسيًّا مِن “حِوار المَنامة”.. والتَّمهيد تَطبيعيًّا لانضمامِ إسرائيل لعُضويّته بَدَأ عَمليًّا..

    لم يَكُن مِن قبيل الصُّدفة أن يكون جيم ماتيس، وزير الدِّفاع الأمريكيّ، نجم اجتماعات مُؤتَمر “حِوار المَنامة” الذي انعَقد في العاصِمَة البحرينيّة طِوال الأيّام الثَّلاثة الماضِية بحُضورِ عَددٍ كَبيرٍ من وزراء خارجيّة دُوَل مجلس التعاون الخليجي (باستثناءِ دولة قطر)، لأنّ الهَدف الأوّل والأبرَز لهذا المُؤتَمر هو بَلوَرة الأرضيّة السياسيّة والفِكريّة لِما يُسمَّى بـ “تحالُف الشرق الأوسط الاستراتيجيّ”، أي “الناتو العربي”، الذي سيَنطلِق عَمليًّا أوائِل العام الجديد أثناء لِقاء قمّة في واشنطن يُشارِك فيه قادَة دُوَل مجلس التعاون الخليجيّ الستّة، إلى جانِب مِصر والأُردن ويتزعّمه الرئيس دونالد ترامب.

  • لماذا هذه الهجمة التطبيعية المهينة من ثلاث دول خليجية نحو الحكومة الإسرائيلية الأكثر دموية وعنصرية؟

    ثَلاثُ ضَرباتٍ تطبيعيّةٍ مُوجِعة على رأسِ ما تبقّى مِن الكرامةِ العربيّة وقَعت في الأيّامِ الثلاثةِ الماضِية، الأُولى تمثّلت بمُشارَكة وَفدٍ إسرائيليٍّ في دَورَةِ رياضة بدولة قطر، والثانية ذِهاب وفد رياضي آخَر إلى إمارة أبوظبي بترأس وزيرة الثقافة الإسرائيليّة ميري ريغيف الأكثر عُنصريّةً واحتِقارًا للعرب، أمّا الضَّربة الأكبَر، والأكثَر إيلامًا، فتمثّلت في زيارةٍ رسميّةٍ لبنيامين نِتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال، إلى سَلطنة عُمان حَظِي خِلالها، والوَفد المُرافِق له، باستقبالٍ حافِلٍ، ولِقاءٍ مع السُّلطان قابوس.

  • السعوديّة لن تُسَلِّم المُتَّهَمين بقَتلِ خاشقجي.. والتَّحقيق الدَّوليّ هُوَ المُرجَّح في نِهايَة المَطاف..

    عندما يتحدَّث الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان عن جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي أمام البَرلمان، ويَسْرُد المَعلومات المُتعَلِّقة بِها، لا يَترُك هَذهِ المُهِمَّة للنائب العام الذي يُتابِع التَّحقيقات الجِنائيّة وِفق الإجراءات المُتَّبعة، فإنّه يُريد بذلِك أن يُقَدِّم الطَّابَع السياسيّ عَن نظيره الجِنائيّ، ويُفسِح مَجالًا لنَفسِه للمُناورة، وكَسْبِ الوَقت على أمل التَّوصُّل إلى “صَفقَةٍ” مُرضِيَةٍ.

  • ماذا يَعنِي انعقاد مُؤتَمر “دافوس الصَّحراء” الاستثماريّ ومُشاركَة الأمير بن سلمان فيه بحُضورِ وُفودٍ روسيّةٍ وصينيّةٍ ضَخمَةٍ؟

    مِن المُفارَقة أن المملكة العربيّة السعوديّة عَقَدَت مُؤتَمر الاستثمار الدوليّ، أو “دافوس الصَّحراء” في فُندق الريتز كارلتون الذي احتَجز فيه الأمير محمد بن سلمان، وليّ العَهد، حواليّ 350 مِن رِجال الأعمال السُّعوديّين بينهم حَواليّ 13 أميرًا، أبرزهم الوليد بن طلال، المِلياردير المَعروف، وتَردَّد أنّه أجبرهم على دَفعِ حواليّ 30 مليار دولار مِن أموالهم وأُصولهم اتَّهموا بَجمعِها عَبر عَمليّات تِجاريّة شابَها الفَساد.

  • ما هِيَ المُفاجأة التي سَيُفَجِّرها أردوغان في خِطابِه غَدًا؟

    يَحبِس العالم أنفاسه انتِظارًا لخِطاب الرئيس رجب طيّب أردوغان غدًا الثلاثاء لأنّه رُبّما يكون الحَلقَة الأهَم في المُسلسل التركيّ الطَّويل الذي تَدور أحداثُه حول اغتيال الصِّحافي السعوديّ جمال خاشقجي في مَقرِّ قُنصليّة بلاده في إسطنبول، فتأجيل الخطاب بضعة أيام جاء بهدف زيادة حجم الإثارة وتصعيد وتيرة التشويق، وإفساح المجال لبعض المساومات، وربما الصفقات.

  • هل تَنجُو الأُسرة السُّعوديّة الحاكِمَة مِن “أزَمَة خاشقجي” مِثلَما نَجَت مِن أزَمَة هجمات سبتمبر؟ ولماذا فَشِلَت رِوايَة الاعتراف بالجَريمة..؟

    الرِّواية الرسميّة السعوديّة التي تَعترِف بمَقتَل الصِّحافي جمال خاشقجي في قُنصليّة بِلادِه في إسطنبول مَليئةٌ بالثُّقوبِ، والثَّغَرات، وتَعكِس مُحاولةً يائِسةً لكَسبِ الوقت، ولهذا قُوبِلت بالشُّكوك، وصَعّدت المُطالبات بإجراءِ تَحقيقٍ دَوليٍّ شَفّاف.

  • الأُردنيّون يتَدفَّقون إلى دِمَشق بالآلاف.. لماذا يَتساءَلون: مَن كانَ تَحتَ الحِصار دِمَشق أم عمّان؟

    كُنّا دائِمًا نُطالِب في هَذهِ الصَّحيفة بفَكِّ الحِصار العَربيّ عَن سورية، وفَتحِ الحُدود على مِصرَاعيها مَعها، لأنّ الشَّعب السوريّ قدَّم للأُمَّةِ العربيّةِ الكَثير الكَثير، وخاضَ جيشه العَربيّ كُلَّ حُروبِها، ورحَّب بكُل اللاجئين العَرب إليه دُونَ تَمَنُّن، وعامَلهم مُعامَلة المُواطِن السوريّ في التَّعليمِ والطِّبابة والوَظائِف، وما زالَ.

  • ثَلاثُ جَبَهاتٍ رئيسيّةٍ تتوحَّد لإبقاءِ جريمَة اغتيال الخاشقجي حيّةً تَستَعصِي على المَوت..

    هُناك ثلاثُ جِهاتٍ رئيسيّةٍ تَقِف حاليًّا في وَجهِ مُخَطَّطات الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب “لِفْلَفَة” جريمَة مَقتَل الكاتب جمال خاشقجي داخِل قُنصليّة بِلادِه في إسطنبول، ومُحاوَلة تَبْرِئَة وليّ العَهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكِم الفِعليّ في المملكة العربيّة السعوديّة، مِن أيِّ لَومٍ، ونَمَيل إلى الاعتقاد بأنّ الكَلِمَة النِّهائيّة قد تَكون لها.

  • صَفَقَة إغلاق مَلف جريمة اغتيال خاشقجي اكتَمَلَت والبَحث بَدَأ عَن كَبشِ فِداءٍ على غِرار “لوكربي”..

    عِندما يُعلِن الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب “أنّ عَناصِر غير مُنضَبِطة” قد تَكون وراء قتل الصِّحافي خاشقجي في القُنصلية السعوديّة في إسطنبول، وأنّ العاهل السعوديّ الملك سلمان بن عبد العزيز أكَّد له، وبشَكلٍ حازِمٍ، أن يكون على عِلمٍ بأيِّ شَيء، فهذا يَعنِي أنّ البَحث عَن كَبشِ فِداءٍ لإلصاقِ الجَريمةِ بِه، قد بَدأ، وأنّ صفقة ثُلاثيّة أمريكيّة تركيّة سعوديّة قد جَرى التَّوصُّل إليها لإغلاقِ هذا المَلف ورُبّما إلى الأبَد.