عبد الباري عطوان

  • المَرحلة التالية هي الأخطر.. سِتّة سيناريوهات مُتوقّعة للحَرب المُقبلة

    مِنطقتنا تَقف على حافّة الحَرب، ويَجب علينا أن لا نَنشغل بالتفاصيل الصغيرة، مثل استقالة الحريري، أو اعتقال الأُمراء والوزراء السّابقين، عن التطوّرات الحقيقيّة التي تجري بالخَفاء، والمرحلة التالية التي سَتتبع عمليّة “التطهير”، التي يقَوم بها الأمير محمد بن سلمان في الجبهة الداخليّة السعوديّة، وهي الأخطر، لأن عمليّات “التطهير” هذهِ مُقدّمة لسيناريوهاتِ حربٍ إقليميّةٍ قد تكون الأخطر في تاريخ المِنطقة، ونَعني ما نقول.

  • ما هي الخَيارات التي وَضعتها السعوديّة أمام الحريري ولَمْ يَستطعْ رَفضَها؟

    الأسئلة التي تتردّد على لِسان اللّبنانيين، كل اللّبنانيين، هذهِ الأيّام، وبعد الاستقالة المُفاجئة للسيد سعد الحريري، هو عمّا إذا كانت الحَرب على بلدِهم وَشيكةً؟ ومن الذي سيُشعل فَتيلها؟ وما هي النّتائج التي يُمكن أن تترتّب عليها؟ وكم من الأبرياء سيَستشهد فيها؟هذهِ الأسئلة، التي تَعكس حالةً من القَلق والخَوف ممّا هو قادم كانت السّبب الرّئيسي الذي دَفع السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبناني، إلى المُسارعة بإلقاء خِطاب مساء اليوم (الأحد) لطمأنة اللّبنانيين وتَهدئة مَخاوِفهم، مع تَجنّب في الوقت نَفسه أيَّ مُحاولةٍ لتهييجِهم وتَعبئتهم سياسيًّا ونفسيًّا، مِثلما جَرت العادة في مُعظم خِطاباته الأخيرة.

  • الحريري يُشعِل فَتيل الحَرب الثالثة في لبنان من الرّياض.. واستقالته جاءت في إطارِ خُطّةٍ سعوديّةٍ أمريكيّةٍ

    لا نَعتقد أن السيد سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان المُستقيل، أقدم على خُطوةِ استقالته هذه لأن حياته كانت مُعرّضة للخَطر، فالرّجل كان يتجوّل في بيروت بشكلٍ طبيعي، ووقّع قبل أيّامٍ معدودةٍ عدّة مراسيم، أبرزها تعيين سفير لبنان جديد في سورية، مُضافًا إلى ذلك أن الجهة المُحتملة للإقدام على تنفيذ عمليّة اغتياله، أي حزب الله، كانت تُوفّر له الحِماية، ووَصل إلى رئاسة الوزراء عبر صَفقةٍ سياسيّةٍ مَعها.

  • أردوغان يُعلن الحَرب رسميًّا على “الإرهاب” الكُردي في سورية والعِراق.. هل عُدنا إلى أيّام عِراق صدام حسين؟

    باستعادة القوّات العراقيّة لمدينة القائم، واستكمال القوّات السوريّة سًيطرتها الكاملة على مدينة دير الزّور، يَنتهي زَمن دولة “الخِلافة الإسلاميّة” جُغرافيًّا، وتَبدأ مَرحلة جديدة تتغيّر فيها المَفاهيم والمَوازين معًا، وتَنتهي تَحالفات “طارئة” لمَصلحة إحياء تحالفاتٍ عَسكريّةٍ وسِياسيّةٍ قديمة، لمُواجهة “إرهاب” قديم مُتجدّد، حسب أدبيات الدّول الإقليميّة.

  • هل أوشكَ زمنُ الغاراتِ الجَويّة الإسرائيليّة المُهينة لسورية على الانتهاء؟

    كُنّا.. ونَقول كُنّا.. كإعلاميين وكُتّاب نُصَاب بحالةٍ من الصّدمة والإحباط في كُلِّ مرّةٍ تتجرأ فيها الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة على شَنّ غاراتٍ، وضَرب أهدافٍ في العُمق السوري، دون أن تجد من يتصدّى لها، رغم إدراكنا بأنّ المَنظومة الدفاعيّة السوريّة كانت تعيش حالةً من الشّلل بسبب تطوّرات الأزمة، وانشغال الجيش السوري في القِتال على أكثر من خمسين جبهةٍ في الوَقت نفسه، علاوةً على كَونِها غير مُتطوّرة بالشّكل الكافي الذي يُؤهّلها لإسقاط طائراتٍ هي الأحدث في الصّناعة العَسكريّة الأمريكيّة.

  • بريطانيا يَجب أن تَملُك الشّجاعة وتَعتذر وتَعترف بالمَسؤوليّة.. وتُقدّم التّعويضات ماليًّا وسياسيًّا

    أن تُصر السيدة تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، على الاحتفال بالذّكرى المِئويّة الأُولى لوَعد بلفور، وأن تُوجّه الدّعوة رسميًّا إلى بنيامين نتنياهو، نَظيرها الإسرائيلي، لكي يَكون نجم هذا الاحتفال، فإنّ هذا يُشكّل قمّة الاستفزاز، ويَتنافى مع كُل ادعاءات بريطانيا والغَرب في احترام حُقوق الإنسان وقِيَم العَدالة.

  • مُؤتمر بوتين “الشّعبي” لسورية هل يَعني أن الحَسْم العَسكري اكتمل وأن الأسد رَبِح الحَرب استراتيجيًّا؟

    يُفاجِئنا فلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحاديّة، بين الحِين والآخر، بإنجازاتٍ سياسيّةٍ ودُبلوماسيّةٍ وعسكريّةٍ، تُؤكّد قُدراته القياديّة، ووجود أجنداتٍ واضحةٍ لديه، في مُعظم ملفّات مِنطقة الشّرق الأوسط، السّاخنة مِنها والباردة على حَدٍّ سواء، والمَلف السّوري الشائك على رأسها.

  • البارزاني لم يَستقلْ وإنّما أُجبر على الاستقالة أمام بَرلمانٍ دِيمقراطيٍّ حُر.. لماذا لم تتدخّل أمريكا لحمايَته؟

    السيد مسعود البارزاني، رئيس إقليم كُردستان العِراق لم يَستقلْ طَوعًا، وإنّما جَرى إجباره على الاستقالة من قِبل برلمانٍ مُنتخب في اقتراعٍ نَزيه، وبَعد أن أدرك استحالة استمراره بعد الخطايا والأخطاء الكَبيرة التي ارتكبها في حق شَعبه، نتيجةَ قراراتهِ ومَواقِفه العنيدة التي قدّمت الشّخصي على العام، واجتهاداته السياسيّة غير المَدروسة.

  • الفريسة السوريّة التي “تَهاوشت” على صَيْدِها السعوديّة وقطر ونَجت بجِلْدِها..

    مُقابلات الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء، وزير خارجيّة قطر السابق، تُثير الاهتمام، وتَجذب الكَثير من المُشاهدين والقُرّاء، سواء كانوا من المُواطنين العاديين، أو من كِبار المَسؤولين، لأن الرّجل يتحدّث ببساطةٍ وجراءةٍ وعفويّة، ويَكشف في كُل مرّة عن العَديد من المَعلومات والوَقائع، على غير عادة المَسؤولين العَرب.

  • محمد بن سلمان يُؤكّد أن حَرب اليَمن ستَطول لأنّه لا يُريد “حزب الله” آخر في جَنوب المملكة.. ماذا يَعني هذا الكلام؟

    الفَقرة الأهم في مُقابلة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، لم تَكن تِلك المُتعلّقة بإقامة مدينة استثماريّة كُبرى بمَبلغ يَصل إلى نِصف تريليون دولار على الحُدود مع مِصر والأردن إلى جانب سورية، ولا عَن الأزمة القطريّة وتَطوّراتها، فقد كان مُصيبًا عندما قال أن هذهِ الأزمة صغيرةٌ جدًّا جدًّا جدًّا، لأنّها ليست من أولويّات المملكة حاليًّا، والإستراتيجيّة الجديدة تَقوم على إطالة أمد هذهِ الأزمة لأطولِ فترةٍ مُمكنة، لأن السعوديّة وحُلفاءها في دُول التّحالف ليسوا الخاسرين فيها على الإطلاق، وإنّما دولة قطر التي كُلّما طالت الأزمة، زادت خسائرها.

  • الأردن يَنتقل مِن مَرحلة التّغييب والتّهميش إلى مَرحلة الاستهداف الأخطر..

    أكّد لي مَسؤولٌ أُردنيٌّ كبير التقيته في لندن الصيف الماضي، أن أكثر ما يُقلق الأردن هو انقلابُ إسرائيل ضِدّه وانتهاء دَوره كـ”وسيطٍ” بين إسرائيل والدّول الخليجيّة، لأن هذا يَعني تجاوزه سياسيًّا واقتصاديًّا، وتَهميش نُفوذه وإضعافه.

  • هل تَنجح مُهمّة تيرلسون في الرّياض والدّوحة في تَحقيقِ ما عَجزت عَنه زيارة أمير الكويت الخاطفة؟

    عادت الأزمة الخليجيّة تَحتل مكانةً بارزةً في الحِراك السّياسي العَربي والدّولي بعد فترةٍ من الهُدوء يَعتبرها البَعض تَسبق العاصفة، فها هو ريكس تيلرسون، وزير الخارجيّة الأمريكي، يُجرّب حظّه للمرّة الثانية لإيجاد مخارج وحُلول لها بزيارته الرياض اليوم (الجمعة) وبَعدها الدّوحة، مُقتفيًا أثر الشيخ صباح الأحمد، أمير دولة الكويت، الذي زارَ العاصمة السعوديّة للغَرض نفسه الإثنين الماضي.