آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
بخيت طالع الزهراني
عن الكاتب :
كاتب بصحيفة القبس الكويتية

الروهينغا.. وجحيم ميانمار

 

بخيت طالع الزهراني

 

بورما التي تُعرف بميانمار، ورسمياً بجمهورية اتحاد ميانمار، هي إحدى دول جنوب شرق آسيا، وعدد سكانها حوالي 55 مليون نسمة ــــ أغلبية بوذية، وبينهم أقلية مسلمة 8 ملايين مسلم تقريبًا ــــ أما أراكان فهو إقليم ساحلي غرب البلاد (اسمه الجديد راخين) معظم سكانه من المسلمين «الروهينغا»، وفي عام 1784م احتُلت أراكان من قِبَل الملك البوذي «بوداباي»، الذي قام بضم الإقليم إلى ميانمار، خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم.

 

ويتواجد المسلمون في بورما في الشمال الغربي وفي جنوب تلك البلاد، وأغلبهم من الروهينغا ــــ حوالي 5 ملايين نسمة، نصفهم تقريبًا فروا بسبب الاضطهاد ــــ وبقيت الحقيقة المؤلمة أن الأقلية المسلمة في ميانمار صارت (وفق الأمم المتحدة) أكثر الأقليات في العالم اضطهادًا وتشردًا، بفعل ما جابهته وتجابهه من الأنظمة المتعاقبة في بورما، ومن المتطرفين البوذيين الذين يواصلون باستمرار قتلهم وتدمير ممتلكاتهم.

 

الأكثر ألماً.. أن الأمم المتحدة والدول المتنفذة في العالم، ما زالت تكيل بمكيالين في مشهد مخجل؛ فهي من جانب لا تريد أن تصوغ العلاج الحقيقي لمسلمي بورما، والمتمثل في حصولهم على الاستقلال الذاتي، الذي صار هو الحل الوحيد لمأساتهم.. في وقت قامت الدول الكبرى بتمرير قرار أممي أدى إلى تحقيق الاستقلال لجنوب السودان المسيحي، وقبلها صنعوا الاستقلال لدولة تيمور الشرقية المسيحية، وفصلوها عن أندونيسيا ذات الأغلبية المسلمة.

 

اللافت أن زعيمة ميانمار السيدة «أونغ سان سوتشي» الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1991، وهي الجائزة التي يصفها المولعون بها بأنها «منارة في المصداقية والقداسة»، ومع ذلك فلم تعمل شيئًا لمواطني بلدها ــــ الأقلية المسلمة المظلومة ــــ حتى على الرغم من تاريخها الجيد في النضال من أجل الحرية كزعيمة معارضة سابقة.

 

مأساة مسلمي الروهينغا تتعقد يومًا بعد آخر، وجلادوهم ما زالوا «يتفننون» صباحَ مساءَ في تعذيبهم بشكلٍ وحشي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية الحديث، والعالم الإسلامي أكثر ما فعله هو الشجب والاستنكار الذي «لا يؤكل عيشًا».. أما الدول الكبرى فقد أدارت ظهرها لأولئك البؤساء إلا من وقفات خجولة لم ولن تثمر شيئًا..

 

والثابت أن مذابح مسلمي الروهينغا كانت وما زالت وصمة عارٍ في جبين الإنسانية.

 

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2017/09/08

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد