صلاح السقلدي

  • الحرب في اليمن… شيء من الكوميديا السوداء

    برغم حجم المأساة التي ما تزال تُــكبر ككرة ثلج فوق رؤوس اليمنيين جرّاء الحرب الدائرة بأرضهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام والتي أطلقتها المملكة العربية السعودية نهاية آذار مارس 2015م ” لأهداف مُــعلنة وغير معلنة” إلا أن في هذه الحرب الكثير من الغرابة والطرافة والخفة كنموذج جليّ لكوميديا سوداء تبعث عن الفكاهة إلى حد البكاء, يميزها كثيراً عن باقي الحروب:

  • الأزمة الخليجية… هل نقول: اللهم أدِمِها أزمة؟

    خلال عقود من الزمن لم تنل الشعوب العربية -في اليمن وخارج الجزيرة العربية- من الثروات الخليجية الهائلة فائدة تذكر إلا بالحدود الضيقة جداً,حين كان حكام الخليج على وفاق سياسي تام وعلى قلب حاكم خليجي واحد إلى قبل عشرين عاما على الأقل… فالعراق تم غزوه وتدميره بتوافق سياسي وبأموال خليجية…وكذلك في سورية منذ سبع سنوات اُرسلِتْ الأموال الخليجية إليها على شكل أسلحة وجماعات متطرفة وإعلام محرّض وشراء مواقف دول عظمى لتدمير دولة عربية بتوافق وتنسيق خليجي تام لإسقاط سورية الدولة كلها وليس فقط لإسقاط النظام الحاكم وتركها” سورية” فريسة لتلك الجماعات المستذئبة كما حدث في ليبيا,ومرتعا للشركات الاستعمارية النفطية والفكر الطائفي المدمر كما حدث للدولة والثروات العراقية , قبل أن يفترق هؤلاء (الخليجيون) على إثر أزمتهم السياسية المحتدمة وتخف بالتالي سطوتهم في سورية وقبل ذلك في العراق حيث قال حمد بن جاسم ، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق عن اجتماع عقده قبل سنوات مع الملك السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز (تباحثنا حول سوريا حيث تمّ تكليف الدوحة بالإمساك بالملف السوري بتفويض سعودي)، مشبها سورية بـ “الفريسة والصيدة” التي “تهاوش” عليها كل من السعودية وقطر خلال بداية الأزمة، مبيناُ أن لديه أدلة حول كل ما ذكره , قائلاً: (.. تهاوشنا على الفريسة (سورية) التي ضاعت منا أثناء تهاوشنا عليها).

  • الدول الفقيرة الإرهابية في قائمة ترامب

    ينُظرُ الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى دول العالم والمنظمات الدولية بعين رجل الأعمال وبعقلية الـــ( Real Estate Tycoon) ويلوّح للجميع بآلته الحاسبة دوماً,وليس فقط بعين سياسية لدولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية. حيث يمثّــل المال بالنسبة له المعيار الأساسي بتعاطيه مع من حوله سواءً كدول أو ككيانات اعتبارية أو أشخاص ورجال أعمال ومستثمرين وشركات, فالمال عند ترمب وإدارته هو من يحيل الإرهابي الرجيم إلى ملاكٍ رحيم, وهو من يجعل الفقير والخصم السياسي إرهابيا غصبا عنه.!

  • علاقة السعودية بإخوان اليمن… مصالح وتناقض

    تشّـنُ وسائل الإعلام السعودية بين الحين والآخر هجوماً إعلاميا ضارياً على حزب الإصلاح اليمني” إخوان اليمن” برغم الشراكة التي تربطهما بالحرب الدائرة باليمن منذ أكثر من ثلاثة أعوام والتي تقوم بها السعودية والإمارات,في تناقض صارخ للمواقف السعودية حيال هذا الحزب.. ففي الوقت الذي تصنِّف الرياض حركة الإخوان المسلمين الدولية الذي ينتمي لها حزب الإصلاح اليمني انتماءً فكريا بحركة إرهابية دولية فأنها أي الرياض تتعامل مع هذا الحزب على أرفع المستويات وأبعدها بما فيها التعامل والتحالف السياسي والعسكري وتقديمها له السلاح بمختلف أنوعه بما فيه السلاح الثقيل ناهيك عن الأموال الطائلة واحتضان كبار قادته بفنادقها الوثيرة واستقبالهم بالقصور الملَــكية وإغداق عليهم بكل أنواع الدعم فأنها لا تنفك أن تنهال عليه بأخطر التهم وتنعته بأشنع عبارات الذم والإزداء.

  • التحالف العربي بين ورطة اليوم ومعضلة الغد باليمن.. ومعركة سوقطرة البداية

    لم تعد مُعضلِة ”ورطة” التحالف الذي يخوض حرباً باليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة مقتصرة على تعثّــره بحسم هذه الحرب عسكرياً وإخفاقه بإسقاط صنعاء بعد ثلاث سنوات من القتال الدامي, بل في صعوبة وتعقيد المشهد اليمني بوجه هذا التحالف والذي يزداد تعقيداً وتشابُكاً يوما إثر يوم, شمالاً وجنوباً, كلما طال أمد الحرب وازدادت الورطة الخليجية فيها انغماسا, وعلى كل الصّعُــد العسكرية والسياسية والاجتماعية والفكرية والإنسانية, وهذه الأخيرة وبسبب كثرة ضحايا هجمات الطيران قد حشرت التحالف بزاوية الحَـرَج الأخلاقي الضيقة في الوقت الراهن وفي المستقبل, سواءً استطاع هذا التحالف في نهاية الأمر من هزيمة الحركة الحوثية “أنصار الله” أو دخَلَ معها ومع باقي القوى بتسوية سياسية, فالمشهد بالحالتين معقدا أشد التعقيد أمام التحالف وأمام كل اليمن بالطبع.

  • اليمن والسعودية.. بين زخّات الصواريخ ومشاعر الضغائن

    زخّات الصواريخ السبعة البالستية التي أطلقتها الحركة الحوثية صباح الإثنين 26مارس آذار الجاري على أراضي المملكة العربية السعودية غداة ذكرى مرور ثلاثة أعوام على الحرب الدائرة باليمن التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية باسم “عاصفة الحزم” شكّــلت مفاجأة كبيرة للرياض ولحلفائها ومنهم الولايات المتحدة الأمريكية.