قصة وحدث

قصة وحدث: 12 نوفمبر.. #خان_يونس: صفحة دموية من صفحات " #إسرائيل"

 

* بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين:

تمتاز فلسطين بطبيعتها الساحرة وبأرضها الخصبة، وبأنها ملتقى الديانات السماوية والحضارات على اختلافها وتعددها، وقد استقطبت بحكم موقعها الجغرافي وأهميتها الدينية كل الفئات والجنسيات، لذا كانت مطمع الكثير من الشعوب والقبائل على  مرّ التاريخ.

كان اليهود يتوافدون إلى فلسطين بأعداد قليلة إلى حين الانتداب البريطاني عليها أي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، وسعيًا للتخفيف من توافد اليهود إلى أوروبا وبريطانيا خاصة، ولأنه في تلك الفترة عمل هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية على نشر أفكاره الصهيونية من خلال كتاب: "الدولة الصهيونية" والذي أثار إعجاب وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر بلفور، قرر منح اليهود دولة خاصة بهم، ففكر في إحدى الدول الأفريقية إلا أنها لم تتوافق حسب رأيه مع معتقدات الصهاينة أو لا تتطابق مع ما ورد في العهد القديم. لذا وقع الاختيار على فلسطين فمنحهم إياها كدولة قومية لليهود وذلك عبر الوعد المشؤوم "وعد بلفور" في 2-11-1917.

وفي عام 1948 انسحبت القوات البريطانية من فلسطين لصالح الصهاينة حيث ساعدتهم بالذخائر والأسلحة ليسيطروا على أكبر مساحة منها وهكذا حصل... ليعلنوا بعدها في 15 أيار 1948 قيام "دولة إسرائيل" على الأراضي الفلسطينية. ولم يتوان اليهود في ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين وتهجيرهم من بيوتهم، حيث تمت إبادة العديد من القرى الفلسطينية، لذا سُمي عام 1948 بعام النكبة.

 

* مذبحة خان يونس:

تحول الفلسطينيون في بلادهم إلى لاجئين خاصة بعد أن أقدم الصهاينة بالسيطرة على ممتلكاتهم من بيوت وأراض ومحال، وبالطبع مستخدمين لتحقيق هذه السيطرة كل أساليب الإجرام من ارتكاب المجازر والمذابح الواحدة تلو الأخرى مثال:

- مذبحة قرية سعسع 14-15 فبراير 1948: حينما شنت كتيبة "البالماخ" الثالثة هجومًا على قرية سعسع حيث دمرت 20 منزلًا على رؤوس ساكنيها، وأسفر ذلك عن استشهاد 60 فلسطينيًا من النساء والأطفال.

- مذبحة دير ياسين في 9 أبريل 1948: والتي ارتكبتها المنظمتين العسكريتين "الإرخوان" و"شتيرن لحي" بالتنسيق مع منظمة "الهاغاناه" حيث ذهب ضحيتها 260 فلسطينيًا من أهالي القرية العزل.

- مذبحة بيت لحم 26 يناير 1952: وفي ذكرى ولادة النبي عيسى بن مريم (ع) قامت دوريات إسرائيلية بنسف العديد من المنازل على ساكنيها.

- مذبحة قلقيلية في 10 أكتوبر 1953: حيث حوصرت البلدة وبدأت المدفعية بالقصف مع مشاركة الطيران ورغم المقاومة إلا أن العدو نفذ مذبحة ذهب ضحيتها العشرات.

ولا يزال التاريخ يذكر همجية العدو فتزدحم الذاكرة بأسماء المدن والبلدات والقرى التي هوجمت ونكل بها من قبل جيش العدو، لنصل إلى مجزرة خان يونس في 12 نوفمبر 1956، ولكن  قبل الدخول بالحديث عن هذه الجريمة النكراء، سنعرّج قليلًا وبلمحة سريعة على جغرافية وتاريخ خان يونس.

خان يونس ثاني أكبر مدينة من حيث المساحة والعدد بعد غزة، تقع في الجزء الجنوبي من قطاع غزة وتبعد عن القدس مساحة كيلومتر إلى الجنوب، وهي تطل على البحر الأبيض المتوسط، يحدها من الجنوب رفح، ومن الشمال دير البلح، تأسست في القرن الرابع عشر على يد المماليك.

ما فعله جيش العدو في مدينة خان يونس لا يوصف حيث بدأ الهجوم على المدينة بتاريخ 3-11-1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر، فقد أعدم الاحتلال المئات في حملة شرسة استمرت لأيام عدة مستخدمة القتل الفردي والجماعي والقصف من البر والجو إلى جانب القنص..استمر الأمر على هذا الحال لغاية تاريخ 12 نوفمبر 1956 وفي وضح النهار وعبر مكبرات الصوت دعت قوات الاحتلال أهالي المدينة من شباب ورجال ممن هم في سن 16 عامًا وصولًا إلى سن الخمسين للخروج من منازلهم واقتادتهم إلى الجدران وقامت برميهم بالرصاص بدم بارد، وبقيت جثثهم في الشوارع على الأرض لمدة أربعة أيام، وكانت النتيجة سقوط ما بين 500 إلى 700 شهيد والبعض قال ألف شهيد. أما حجة الهجوم وحسب إدعاءات العدو فهو: "استئصال الفدائيين من غزة" وبالطبع هذا الكلام لا يمت إلى الحقيقة بصلة، أنما هو أسلوب تستخدمه "إسرائيل" بشكل دائم للتغطية على جرائمها، وقد اعتمدت هذه الطريقة الوحشية واللاإنسانية من أجل السيطرة على الأوضاع في فلسطين، وهذا جزء من نمط صهيوني لتفريغ فلسطين من سكانها عن طريق الإبادة والطرد.

 

* تهويد فلسطين؟!

منذ أن احتلت "إسرائيل" الأراضي الفلسطينية لم تهدأ جرائمها ومذابحها وعدوانها بحق الشعب الفلسطيني. مئات لا بل الآلاف من الأعمال الإجرامية ارتكبت في ظل إدانات دولية خجولة، إلى جانب كل هذا عمل الكيان الغاصب ولا يزال يعمل ويسعى لتهويد فلسطين عبر زيادة الاستيطان وضرب الذاكرة الفلسطينية والسعي لإلغاء التراث، فمنذ أن احتل العدو الإسرائيلي مدينة القدس عام 1967 بدأ بشكل جدي تنفيذ مخططه الاستيطاني وذلك من خلال توسيع حدود القدس شرقًا وشمالًا لضم مستوطنة  "معاليه أدوميم" التي يقطنها حوالي 35 ألف مستوطن، إلى جانب سعيه الدائم على مصادرة الأراضي المملوكة للفلسطينيين من أجل توسيع مستوطناته... وعمل الكيان الغاصب على فرض برنامجه التعليمي الإسرائيلي في المدارس كما فرض عليها وعلى الجهاز التعليمي فيها الحصول على تراخيص إسرائيلية تسمح لها بالاستمرار بالتعليم، وكذلك فرضت عليهم الإشراف على برامج التعليم ومراقبة مصادر تمويلها... وتتجلى الخطورة في هذه النقطة بأن الإسرائيليين غيبوا عن المناهج دراسة الشعر العربي في القسم الذي يتحدث عن البطولات العربية، واعتمدت مواد خاصة "بالأدب الإسرائيلي" التي تركز على المحرقة. كذلك الأمر في مادة التاريخ فإن نصف التاريخ العربي وضعه المؤرخون الصهاينة أما النصف الآخر فقد خصص للتاريخ العبري واليهودي...

إلى جانب هذا كله هناك "تهويد" لأسماء المواقع الفلسطينية والشوارع والأحياء، وحتى الآن تم "عبرنة" أكثر من 7500 موقع فلسطيني، إضافة إلى استبدال أسماء المناطق العربية بأسماء إسرائيلية، فحرفت أسماء المدن الفلسطينية الرئيسية من العربية إلى العبرية مثال:
- نابلس: شخيم وتعني في العربية النجد.
- الخليل: هبرون وتعني الصعبة.
- بيت لحم: بيت لخم وتعني الخبز.
- القدس: أورشليم.

وغير ذلك من إجراءات تصب كلها في خانة قيام الدولة الصهيونية، إلا أنه رغم كل هذه السنوات لم يتوان الفلسطينيون عن مقاومة العدو بمختلف الوسائل والطرق والأسلحة المتاحة بين أيديهم، لعل مقاومتهم تصل إلى النتيجة المطلوبة في ظل تغطية دولية للانتهاكات التي ترتكبها "إسرائيل" بحق الفلسطينيين.

أضيف بتاريخ :2017/11/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد