دولية

صحيفة "لوبوان" الفرنسية: “آل سعود حوَّلوا مكة إلى ديزني لاند”

 

“آل سعود حولوا مكة إلى ما يشبه مدينة ديزني لاند”. هذا ما جاء في تقرير لصحيفة "لوبوان" الفرنسية حول حادثة سقوط رافعة في الحرم المكي يوم الجمعة الماضي.

ونشرت الصحيفة، في تقريرها، انتقاداتٍ من علماء وجمعيات إسلامية لكثرة المشاريع الفاخرة والعملاقة في مدينة مكة، إذ اعتبروا أن الحادث المأساوي الذي أدى إلى وفاة أكثر من 100 شخص "ذكّر بموقف المنتقدين للأسلوب المعماري الذي تم إدخاله على المدينة، والذي دمر طابعها الحضاري الإسلامي، وجعلها تشبه مدينة لاس فيغاس الأميركية".

ونقلت الصحيفة عن الباحث البريطاني ضياء الدين ساردر، الذي قام بأبحاث حول الحج في جامعة جدة لمدة 40 سنة، قوله "آل سعود دمروا مكة خلال الـ50 سنة الماضية، فقد حولوا المدينة التي ولد فيها النبي محمد إلى ما يشبه مدينة ديزني لاند"، لافتا إلى أن النظام الحاكم في السعودية "قام تدريجا بمحو كل آثار الماضي في مكة".

وقال إنه كان شاهدا منذ السبعينيات على "التدمير الممنهج لأقدم وأقدس الأماكن الإسلامية". فـ"قد اختفى منزل السيدة خديجة، أول زوجات الرسول، بعد أن تم اكتشاف آثار هذا المنزل في سنة 1989، أثناء القيام بأشغال تهيئة المنطقة، ولكن تم طمسها لفسح المجال لبناء دورات مياه عمومية. كما اختفى أيضا منزل الخليفة الأول أبو بكر، الصحابي المقرب من الرسول، بعد أن تمت تسويته بالأرض".

وأضاف ساردر "أصحاب القرار في مدينة مكة يحبون مظاهر الثراء والفخامة، برغم أنهم متمسكون بفكرهم الديني المحافظ في تعاملهم مع المجتمع. فقد أصبحت المدينة وجهة للسياحة الفاخرة، في ظل وجود حجاج مستعدين لدفع مبالغ تصل إلى 6500 يورو، للتمتع بإقامة في غرف مكيفة من فئة خمس نجوم، والتسوق في المجمعات التجارية".

وذكَّر إن مكة المكرمة "لم يتبق فيها شيء من المميزات التاريخية والدينية سوى الكعبة والمسجد. فقد تحولت إلى مدينة مكيفة في قلب الصحراء تعاني من التلوث، وأصبحت مدينة مقدسة من دون معالم وآثار وثقافة وفن، ومن دون العمارة الأصلية للمدينة".

وتابع ساردر قائلا "مدينة مكة أصبحت تعاني من فراغ روحي وديني بعد أن غلب عليها الطابع المادي. وهو ما يعكس حالة الانفصام التي تعيشها المملكة السعودية بصفة عامة، بين القيم الدينية المعلنة والممارسات الواقعية. حيث يقول رجال الدين في المملكة إنهم يتمسكون بمنهج السلف الصالح، بينما هم يشرِّعون لمعاملة المرأة بطريقة سيئة، ويساندون السلطة القائمة، ويحافظون على الطابع القبلي للمجتمع، برغم أن القرآن جاء ليطور المجتمع ويقضي على هذه الظواهر".

بدوره، أشار "معهد الخليج العربي للدراسات"، ومقره في واشنطن، إلى أن "أكثر من 95 في المئة من المباني التي يتجاوز عمرها الألف سنة تم تدميرها". وذكرت الصحيفة أن هذا "التطهير المعماري" تم "بموافقة رجال الدين في المملكة، حيث يعتبر زعماء المذهب الوهابي الذي يسيطر على المملكة أن هذه الأماكن تصرف الناس عن العبادة وتوحيد الله، ويعتبرون أن المكان الوحيد الذي يجب المحافظة عليه هو الكعبة التي تتوسط المسجد الكبير في مكة".

وبحسب الصحيفة، فإن هؤلاء "يعتبرون أن الوقوف أمام المنزل الذي ولد فيه الرسول، والتأثر بالرمزية التاريخية والدينية لهذا المكان، هو في حد ذاته شرك وانصراف عن المقصد الأساسي للحج. وقد تم تغيير طبيعة هذا المكان على مر السنوات ليصبح سوقا للدواب ثم مكتبة لا يدخلها العامة".

وقالت "لو بوان" إن "أصواتا عديدة ارتفعت منذ عشرات السنين، لتحذير الرأي العام العالمي من خطورة الأشغال التي تشهدها مدينة مكة، وقد حذرت "جمعية أبحاث التراث الإسلامي"، التي يقع مقرها في مكة، من أن أشغال توسعة المسجد الكبير، التي تم إسنادها لشركة تابعة لعائلة ابن لادن، تهدد بتدمير الخصائص المعمارية لهذا المكان المقدس، ولكن لم يتم الاستماع إلى هذه التحذيرات".

كما تطرقت الصحيفة إلى برج ساعة مكة الملكي، الذي تم الانتهاء من بنائه في سنة 2012 ويحتوي على 76 طابقا ويضم نزلا من فئة الخمس نجوم يحتوي على قاعات للرقص ومراكز تجارية وأجنحة فاخرة، ويندرج هذا المشروع ضمن المشروع العملاق "أبراج البيت" الذي يضم أيضا ستة ناطحات سحاب ومركزا تجاريا.

أضيف بتاريخ :2015/09/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد