آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
وفاء العم
عن الكاتب :
إعلامية بحرينية عملت مذيعة في تلفزيون الميادين، كتبت مقالات عدة في الشؤون الخليجية.

​لماذا تحاول الإمارات السيطرة على موانئ المنطقة؟

 

وفاء العم

فعلياً تُسيطر الإمارات على كل الموانئ المُحيطة بالمنطقة، ما يعتبره العُمانيون محاولةً لمُحاصَرة رأس مسندم والسيطرة عليها.

تضع الإمارات عينها على منطقة رأس مسندم العُمانية من جديد. يفتح ذلك باب الخلاف بين البلدين، وإن كان خلافاً خفيّاً غير مُعلَن. استياء لا تخفيه الأوساط العُمانية، بل تعمد إلى تسريب المعلومات وإيصال الرسائل إلى أبو ظبي بأن رأس مسندم خط أحمر لن يُسمَح بتجاوزه. هذه الأوساط تعبِّر عن استيائها أيضاً من مُحاولاتٍ إماراتيةٍ مُتكرِّرةٍ لمدِّ ذراع نفوذٍ لها في عُمان منذ رحيلِ السُلطان قابوس. 
يقول مصدر عُماني: "الأطماع الإماراتية في رأس مسندم قديمة، وهذا الخلاف ليس بجديدٍ، ولكنّ عُمان لن تسمح بذلك".
فعلياً تُسيطر الإمارات على كل الموانئ المُحيطة بالمنطقة، ما يعتبره العُمانيون محاولةً لمُحاصَرة رأس مسندم والسيطرة عليها. 
بالنسبة إلى أبو ظبي الأمر ليس محصوراً في رأس مسندم، فالأخيرة جزء من استراتيجيّتها للسيطرة على موانئ المنطقة، ما يؤهّلها لتكون "بوابة طريق الحرير في الشرق الأوسط وإفريقيا"، كما يصف الإماراتيون طموحاتهم، ما يطرح التساؤلات عن حقيقة انخراطها في الصِراعات الإقليمية في المنطقة.
وللإنصاف، تعدّ الإمارات الدولة الخليجية الوحيدة حتى الآن التي تمتلك رؤيةً اقتصاديةً واضِحةً ومشروعاً استراتيجياً بديلاً في حال أقدمت الولايات المتحدة الأميركية على الانسحاب من الخليج، وهي تسعى إلى تحقيقه بقوَّةٍ وإرادة.
يُريد الإماراتيون أن يحجزوا مقعدهم كبوابة للصين في مُبادرة الحزام والطريق، وذلك عبر شركة موانئ دبي العالمية. هم يبحثون عن بدائل اقتصادية غير نفطية تمنع تكرار أزمة 2008 الاقتصادية، وعن شراكة استراتيجية مع بكين، خصوصاً في ظلّ سيطرة الشعور بعدم الثقة بالولايات المتحدة الأميركية وقُدرتها على حماية أمنهم.
وهذا ما يُرجعنا إلى الحديث عن أسباب مُحاولة الإمارات السيطرة على منطقة رأس مسندم؛ فالأخيرة تطلّ على مضيق هرمز بكل ما يمثّله من أهميّةٍ استراتيجيةٍ كواحدٍ من أهمّ الممرَّات المائية في مجالي التجارة والنفط العالميين.
كذلك تضع الإمارات يدها على جزيرة سُقطرى اليمنية التي تقع في نهاية خليج عدن، وتُشرِف على طريق الملاحة نحو إفريقيا، وبالسيطرة على ميناء عدن تكون الإمارات عملياً قد أحْكَمَت الطَوْق على الممرَّات المائية في منطقة الخليج. هذا طبعاً ما يُفسِّر سبب دخول الإمارات بقوَّةٍ على خط الحرب في اليمن، وانسحابها من اليمن لا يعني قَطْعاً أن الإمارات ليست موجودة بنفوذها على الأرض.
لا يتوقَّف الطموح الإماراتي هنا، إذ تضع أبو ظبي عينها على موانئ ليبيا وتُسيطر على ميناء برقة في شرق البلاد، حيث توجد قوات خليفة حفتر، الذي لم يعد خافياً تمويل الإمارات له بالمال والسلاح. في الجزائر كانت شركة موانئ دبي تحتكر ميناء "جنجن" وتحصل على 70% من موارده، ورغم أن الجزائر أنهت عَقْد الاحتكار، إلا أن ما يجري تداوله هو أن الإمارات تسعى إلى إيجاد صيغةٍ جديدةٍ للعمل في الميناء.
وأخيراً تتَّجه الإمارات نحو تحويل السنغال إلى مركزٍ لوجستيّ إفريقيّ عبر بناء ميناء ومنطقة اقتصادية في داكار، ما يجعل من شركة موانئ دبي العالمية أخطبوطاً لا يُمكن للصين أن تتجاوزه في مشروعها، ويجعل الإمارات صاحبة نفوذ سياسيّ واقتصاديّ في الدول الرَخْوَة سياسياً واقتصادياً.

لصالح موقع الميادين نت

أضيف بتاريخ :2020/02/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد