التقارير

تقرير_خاص : هل خرج #لبنان من الحضن السعودي؟

 

رائد الماجد...

سرعان ما تحول الحديث عن تهريب شحنة من حبوب الكبتاغون داخل ثمار الرمان من لبنان إلى السعودية، إلى مادة للتندر والتجاذب عبر مواقع التواصل.

حيث منعت السعودية استيراد الخضراوات والفواكه من لبنان أو المرور عبر أراضيها وذلك بعد "تزايد استهداف المملكـة من قبـل مهربي المخدرات التي مصدرها الجمهورية اللبنانية أو التي تمر عبر الأراضي اللبنانية، وعدم اتخاذ إجراءات عملية لوقف تلك الممارسات تجاه المملكة، وبعد إحباط محاولة تهريب 2.466.563 قرص إمفيتامين مخدر، حيث تمت متابعتها وضبطها، بالتنسيق مع الهيئة العامة للجمارك، بميناء الملك عبد العزيز بالدمام، مخفية داخل شحنة فاكهة الرمان قادمة من لبنان.

بين السعودية ولبنان علاقات ومحطات تاريخية، لم تصل إلى السوء الذي وصلت إليه هذه الأيام، وهناك أسئلة كثيرة تطرح حول ما إذا كانت السعودية ماتزال تدعم لبنان، ولا أحد يحصل على جواب، معلوم أنّ السياسة فنّ إطلاق الإشارات، لكن في لبنان هناك من لا يلتقط الإشارة، أو إذا ما التقطها يقاتل في سبيل تغييرها، والقرار السعودي الأخير ليس إلا إشارة جديدة.

لكن الجواب السعودي كان واضحاً بأن لا اهتمام بالملف اللبناني، وبأنهم لا يريدون البحث في التطوّرات اللبنانية، لا الموقف السعودي سيتغيّر، ولا الموقف الأميركي حتى بعد مجيء جو بايدن، على حدّ قول السفيرة الأميركية في بيروت بمجلس خاص، معتبرة أنّ السياسة والإجراءات مسار لا يمكن الحياد عنه إلا بعد وقت طويل.

لطالما كان للمملكة العربية السعودية علاقة خاصة بلبنان منذ عهد الملك عبد العزيز، لجملة أسباب، أولها أنه مع بداية تأسيس الدولة السعودية، كانت سوريا مسرحاً للصراعات السوفياتية الأميركية، وكان لبنان مدخلاً أساسياً لحسم الصراع على سوريا.

ثم جاءت موجة مايسمى "الربيع العربي" التي هدّدت دولة أهم بكثير بالنسبة إلى السعودية، وهي مصر. ومن الطبيعي أن يتراجع لبنان في سلّم الأولويات السعودي لأن هناك مناطق أخرى تمثّل خطورة على الأمن القومي السعودي، وهي مصر وسوريا واليمن.

وعندما بدت النظرية السعودية أقرب إلى الانتظار، حصل التدخل الروسي الذي قلب الموازين، فكانت المشكلة الأساسية في تضعضع القواعد السعودية في لبنان، وبالتزامن، اشتعل حريق في حديقة السعودية الخلفية، وهو حريق اليمن، الذي استحوذ على كلّ الاهتمام.

والخلاصة أن ما حصل، هو مزيج من انفجار "رمّانةِ" ملف الحدود والمرافئ البرية والبحرية بين يديْ ما بات أقرب إلى "دولة زومبي"، ومن "القلوب الملآنة" خارجياً بإزاء سلطة وكأنها ترفع العشرة تباعاً على مختلف مستويات مسؤولياتها ونفذت الفرص التي لطالما أُعطيت لها لمعاودة رسم الخط الفاصل عن تموضعات إقليمية لأفرقاء داخليين اقتيدت البلاد برمتها إلى.. فوهتها.

أضيف بتاريخ :2021/04/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد