التقارير

#تقرير_خاص : مفاوضات جادة بين #السعودية و #إيران ومكاسب للطرفين

 

محمد الفرج...

انطلقت جولة رابعة من المفاوضات بين السعودية وإيران، برعاية عراقية، قبل أيام، تحمل أجواء تفاؤل بتهدئة التوتر بين أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية.

وتمهد الجولة الرابعة الطريق نحو تفاهمات جدية، تحلحل الأزمة بين الرياض وطهران، في ظل تغير استراتيجيات نظامي الحكم هنا وهناك، باتجاه تهدئة طويلة الأمد، وصولا ربما إلى علاقات ثنائية وتعاون وثيق.

ويبدو أن ما قاله سابقا، رئيس الوزراء البريطاني الراحل "ونستون تشرشل": "لا عداء دائم، ولا صداقة دائمة، بل مصالح دائمة"، هي التي تحكم توجهات الطرفين بعد عقود من العداء.

تساؤلات عدة تحوم حول الموقفين السعودي والإيراني، وشروط كل طرف، ومن الأكثر تجاوبا في المفاوضات، وما المكاسب المنتظرة، وهل هناك من يسعى لإنجاح أو إفشال الحوار، وهل يمكن أن نرى مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين؟

من اللافت، إعلان وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبداللهيان"، الخميس الماضي، حدوث تقدم جيد في المحادثات الجارية بين بلاده والسعودية، حيث قال خلال زيارته إلى بيروت: "قطعنا مسافة جيدة في المحادثات مع السعودية، ونعتبر أن الحوار البناء هو الطريق الأمثل لحل كل مشاكل المنطقة وطرد الغرباء عنها".

ومن آن لآخر، تتعدد إشادات المسؤولين الإيرانيين بأجواء المفاوضات مع الرياض، وجدية الأخيرة في المحادثات حول ملفات عدة، مقابل تحفظ سعودي، في انتظار جني مكاسب حقيقية على أرض الواقع.

ومن المتوقع عقد جولات أخرى من المحادثات، وسط تكتم على موعد انعقادها، لكن المؤكد أن هناك رغبة من الطرفين نحو استمرار الحوار، دون شروط مسبقة لبدء التفاوض.

اللافت أن الجولة الرابعة من المحادثات تعد الأولى منذ أن تسلم الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي"، منصبه في أغسطس/آب الماضي، ما يعني أن القيادة الإيرانية الجديدة عازمة على المضي قدما في هذا الملف.

ووفق مساعد وزير الخارجية الإيراني "علي رضا عنايتي"، فإن الحوار يتألف دائما من جزئين أولهما تجاوز سوء التفاهم وتخفيف التوترات وإزالة العوائق القائمة، والثاني توسيع التعاون وفتح أفق أوسع لتحقيق الأهداف.

يبدو إذن، من وجهة نظر الطرفين، أن الوقت قد حان للتهدئة، وربما مستقبلا التعاون، والتنسيق في ملفات إقليمية حساسة، وربما شراكة قوية.

ويتصدر ملف جماعة "أنصار الله" في اليمن، المطالب السعودية، حيث قال يقول مسؤول استخباراتي إيراني لـ"عربي بوست"، إن الرياض طالبت بتدخل إيران لوقف هجمات الجماعة على المنشآت النفطية السعودية، والتي تكررت كثيرا في الآونة الاخيرة.

في المقابل، تطالب طهران، السعودية بحلحلة الأزمة في لبنان، وفك الجمود السياسي هناك، ودعم الحكومة الجديدة، ومساعدة بيروت اقتصاديا لمنع انهيار البلاد التي تعاني وضعا اقتصاديا مأساويا بعد انفجار مرفأ بيروت أغسطس/آب 2020.

كما تبحث المملكة عن ضمانات إيرانية لتأمين الملاحة في مياه الخليج، ومضيق هرمز، وحماية السفن التجارية، وضمان حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية.

في المقابل، تبدي طهران مخاوفها من احتمالية التطبيع بين "إسرائيل" والسعودية، وتمدد النفوذ الإسرائيلي في منطقة الخليج والبحر الأحمر، وتخشى من تنسيق خليجي إسرائيلي موجه ضدها، بعد تطبيع الإمارات والبحرين مع تل أبيب.

ومن الملفات المطروحة للنقاش، مطالب السعودية بتأمين دور لها في إعادة إعمار العراق، وكذلك في سوريا، وضخ استثمارات في البلدين.

وتبدو الأولوية الآن، بالنسبة للرياض، حل الأزمات الأمنية التي تتسبب في زعزعة استقرار المنطقة، والخروج من المستنقع اليمني، بينما تتراجع أهمية الملف النووي الإيراني في أجندة المملكة على غير ما يبدو على الساحة الدولية من مناكفات بشأن هذا الملف.

أضيف بتاريخ :2021/10/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد