التقارير

#تقرير_خاص : ثلاث جولات من العقابات #السعودية ضد #لبنان.. هل اتضحت وجهة النظر الآن؟


رائد الماجد...

كانت السعودية تتوقع أن يستقيل وزير الإعلام اللبناني "جورج قرداحي" طواعية أو يُجبر على الرحيل، حيث كان هذا هو الحال مع وزير الخارجية اللبناني السابق "شربل وهبة"، الذي استقال في مايو/أيار بعد أن قال خلال مقابلة إن دول الخليج كانت وراء صعود تنظيم "داعش".

وتعكس خطوة الرياض تطور السياسة السعودية تجاه لبنان والتي تتأرجح منذ عام 2016 بين دور سلبي وآخر تخريبي، وبدأ التحول الأهم في فبراير/شباط 2016 عندما أعلنت الرياض الجولة الأولى من الإجراءات العقابية ضد لبنان، وشمل ذلك الإعلان عن نيتها سحب ودائعها النقدية من مصرف لبنان وإلغاء منحة بقيمة 4 مليارات دولار لقوات الأمن اللبنانية.

وجاءت هذه التحركات بعد أن اختارت الحكومة اللبنانية الامتناع عن التصويت على قرار لجامعة الدول العربية يدين إيران لعدم منع اقتحام السفارة السعودية في طهران في 3 يناير/كانون الثاني 2016 ردا على إعدام رجل الدين السعودي "نمر النمر".

وفي مارس/آذار 2016، أخذت الرياض زمام المبادرة لتصنيف "حزب الله" كمنظمة إرهابية من قبل مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية وتعقدت علاقة "حزب الله" بالسعودية منذ اغتيال "رفيق الحريري" عام 2005 وشكوك قيادة "حزب الله" حول تحريض السعودية لإسرائيل على مهاجمة لبنان خلال حرب يوليو/تموز 2006..

واستهدف التصعيد السعودي الثاني رجل الرياض في بيروت رئيس الوزراء السابق "سعد الحريري" وقد تم احتجازه قسرا في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بعد استدعائه فجأة إلى السعودية، وجرى إجباره على إعلان استقالته في خطاب متلفز وجاء ذلك بالتزامن مع الحملة التي شنها ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" ضد رجال الأعمال والأمراء الذين لم يكونوا من بين مؤيديه.

وبدا احتجاز "الحريري" أيضا كرد على انتخاب "ميشال عون" رئيسا ويعود "الحريري" إلى رئاسة الوزراء.

ومع ذلك، تمكنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" لاحقا من كبح هذه الهجمة السعودية ضد لبنان، وقررت الرياض إعادة إشراك "الحريري" في مارس/آذار 2018، فيما اعتُبر حينها عودة سعودية إلى السياسة التقليدية تجاه لبنان ومع ذلك، ساهمت الانتفاضة اللبنانية عام 2019 والانهيار الاقتصادي في البلاد الآن في تغيير الحسابات السعودية.

دخلت السعودية الآن الجولة الثالثة من الإجراءات العقابية ضد لبنان، ومع ذلك، يبدو أن الإجراءات السعودية هذه المرة مدفوعة بمحاولة لفت انتباه البيت الأبيض، وقد تزامنت هذه الإجراءات مع تنامي جرأة "حزب الله" وسط توترات متزايدة في السياسة اللبنانية.

وتعد العلاقة الصعبة بين الرياض وإدارة "جو بايدن" عاملا رئيسيا في الحسابات السعودية. وقد سعت الولايات المتحدة وفرنسا إلى دمج السعودية في جهودهما الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق في لبنان، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل. وظلت القيادة السعودية صامتة منذ إتمام اتفاق تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في سبتمبر/أيلول الماضي لكنها أوضحت وجهات نظرها الآن.

أضيف بتاريخ :2021/11/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد