التقارير

#تقرير_خاص : غسيل رياضي للسمعة #السعودية

 

محمد الفرج...

على مدار العقد الماضي، ركزت دول مجلس التعاون الخليجي على الاستثمار في الأحداث الرياضية كجزء من استراتيجية التنويع الاقتصادي بعيدا عن الوقود الأحفوري، 

وفي وقت يؤكد فيه المسؤولون السعوديون أن الاستثمارات في الجولف والرياضات الأخرى، خاصة كرة القدم، مدفوعة بشغف حقيقي للرياضة متجذر في الثقافة الرياضية المحلية، تظل الحقيقة تكشف أن المنافسة بين السعودية وقطر والإمارات تعيد تشكيل عالم الرياضة الدولية، وتسمم البيئة التي يتنافس فيها اللاعبون المحترفون ضد بعضهم البعض.

غسيل رياضي للسمعة؟

يتم تمويل العديد من الاستثمارات الرياضية السعودية، بما في ذلك بطولة "Liv Golf"، من خلال صندوق الاستثمارات العامة الذي تم إنشاؤه في عام 1971، وأصبح يدير أصولا تصل قيمتها إلى 480 مليار دولار.

وتشمل بعض استثماراته المهمة البنك الوطني السعودي وشركة الاتصالات السعودية، كما إنه مسؤول عن "رؤية 2030" التي تضم مبادرة نيوم.

ويبلغ مجموع الاستثمارات السعودية في "LIV Golf" ملياري دولار، وهي جزء من حملة "رؤية 2030"، وفي حين أن الشروع في هذه المبادرات مدفوع جزئيًا برغبة في الحصول على مكانة رفيعة، فإن هذه المشاريع لها قيمة اقتصادية بالفعل،على سبيل المثال، تستطيع بطولة "LIV Golf" توليد إيرادات إعلانية مهمة باعتبارها حدثا رياضيا رئيسيا يضم لاعبين معترف بهم دوليا.

وليس هناك من ينكر أن القتل الشنيع للصحفي السعودي "جمال خاشقجي" شوه صورة ولي العهد السعودي، وأنه الآن يخوض حملة لإعادة تأهيل صورته العامة.

لكن من غير الصحيح الادعاء -كما يفعل البعض في وسائل الإعلام الغربية- أن الاستثمار في "LIV Golf" هو مجرد غسيل رياضي للسمعة.

هناك سطحية في الانتقادات التي تم توجيهها إلى "LIV Golf"، خاصة تلك المتعلقة بأن السعودية تحاول بذلك أن تشتت الأنظار عن سجلها الحقوقي المروع.

وينبع الجدل حول "LIV Golf" في الغالب من حقيقة أن السعودية لديها موارد مالية وفيرة تمكنها من التغلب على منافسيها في جذب أفضل اللاعبين في العالم.

وتصل قيمة الجائزة المالية إلى 25 مليون دولار، منها 20 مليون دولار للألقاب الفردية (الفائزين الثلاثة الأوائل)، في حين تُقسم الـ5 ملايين دولار الباقية على الفرق الثلاثة الاولى، ويبدو هذا هو السبب في تهافت نجوم اللعبة على المشاركة في "LIV Golf" حتى لو كلفهم ذلك الانسحاب من عضوية أعرق هيئة تنظيمية لمحترفي الجولف في العالم، وعلى عكس كرة القدم، تعتبر لعبة الجولف نشاطا مرتبطا بالأثرياء خاصة في الدول المتقدمة.

ويكمن التهديد الحقيقي في قدرة "LIV Golf" على إرباك الوضع الراهن في صناعة راسخة؛ فمن خلال جذب أفضل اللاعبين في عالم الجولف وكذلك معجبيهم ومجتمعاتهم، تهدد "Liv Golf" باحتكار هذه الرياضة.

وبعيدا عن ذلك، فإن "رؤية 2030" لا تقدم أي خطط جديدة أو مبتكرة لتحويل المملكة إلى اقتصاد منتج، وتعد الأهداف الرئيسية الثلاثة للرؤية -مجتمع نابض بالحياة واقتصاد مزدهر وأمة طموحة- غير منطقية في بلد تتزايد فيه الانقسامات القبلية، ويعتمد فيه الاقتصاد على المغتربين بشكل رئيسي.

وتركز المملكة على الأنشطة المتعلقة بالسياحة والترفيه (بما في ذلك الرياضة) التي لا تتطلب مشاركة السعوديين أنفسهم، لذلك قد تهيمن السعودية على صناعة الجولف، ولكنها لن تجلب الحداثة إلى البلاد نفسها.

أضيف بتاريخ :2022/07/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد