التقارير

#تقرير_خاص : جدة.. هل تتكرر مأساة 2009.. ومتى يحاسب المسؤولون عن الكارثة؟

محمد الفرج...

"لم نشهد تحسنا في الخدمات المحلية".. هكذا علق سعوديون في محافظة جدة ومدن أخرى بالمملكة على الفيضانات التي ضربت البلاد الخميس، وأعادت إلى الأذهان المأساة التي حلت بالمنطقة عام 2009، وأودت آنذاك بحياة عشرات الأشخاص.

وتحت عنوان "الفيضانات تقتل شخصين في السعودية وتثيرا غضبا عاما نادرا"، كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن جدة شهدت أكثر من 7 بوصات من الأمطار خلال 6 ساعات، الخميس الماضي.

وقارنت الصحيفة بين هذه الفيضانات، وبين ما شهدته المدينة في عام 2009، التي ألقي فيها باللوم على الفساد في البلديات.

وأدت الأمطار الغزيرة في جدة، الخميس، إلى وفاة شخصين، وتعليق الدراسة، وتأخير رحلات جوية، وإغلاق الطريق المؤدية إلى مكة لساعات.

وبالعودة لمزاعم مكافحة الفساد، أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 2017 حملة لمكافحة الفساد، تم فيها إلقاء القبض على أشخاص بسبب سوء تخصيص الأموال العامة، وهو ما كان السبب وراء فشل نظام الصرف الصحي في جدة.

لكن السكان يقولون إنهم "لم يشهدوا تحسنا في الخدمات المحلية" بل على العكس، بينما أعلن ولي العهد عن مشروع لتطوير جدة بقيمة 20 مليار دولار، بدأت السلطات هناك بهدم أحياء، أغلب سكانها من المهاجرين، زعمت الحكومة إنها "بُنيت بشكل غير قانوني وتشجع الأنشطة الإجرامية".

فيما تساءلت صحيفة "سبق" السعودية عن السبب في استمرار العجز عن التعامل مع مثل هذه الأزمات رغم مشروعات التطوير.

الأمر ذاته أثارته صحيفة "قبس" الكويتية، تحت عنوان: "بعد 11 سنة.. كارثة سيول جدة تتكرر من جديد.. أين الوعود؟، ومتى نتعلم الدروس؟، ومن المسؤول الحقيقي؟".

بعد صمت استمر لمدة 11 عاما، اليوم ومع بدء انهمار (هطول) الأمطار الغزيرة على جدة، وضع الكثير أيديهم على قلوبهم خوفا من حدوث مصيبة سيول جديدة، وبالفعل وقع ما خشاه الجميع، وانكشفت الأمور، وبانت الحقائق المؤسفة، وانهارت مشاريع التصريف، وجرفت المنازل والسيارات، وسدت الطرق، وامتلأت الأنفاق، وفاحت رائحة الفساد، وأطلت الكارثة من جديد بشكل أكثر مأساوية، فمن هو المسؤول عن تكرار هذه الكوارث على عروس البحر الأحمر؟"

الوضع الحالي وكوارث جدة التاريخية مع السيول لا تحتمل مزيدا من التصريحات الإعلامية الفارغة، والوعود المستهلكة التي تنتهي بانتهاء آخر قطرة مطر، بل لابد من محاسبة المسؤولين، وإعادة التحقيق لكشف الأسباب خلف هذه المأساة التي تتوالى على حدة وسكانها.

أضيف بتاريخ :2022/11/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد