إقليمية

#بيروت: إحياء فعالية #وما_قتلوه الدولية بمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد الشيخ النمر بمشاركة علمائية وحقوقية وإعلامية

 

تحت شعار ’’من الصالحين’’، أقامت لجنة ’’إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد الشيخ نمر باقر النمر’’ الفعالية الخطابيّة والإعلامية ’’وما قتلوه’’، يوم الأربعاء 10 يناير 2018م،  في مجمع الإمام المجتبى (ع) في العاصمة اللبنانية بيروت بحضور شخصيات علمائية وحقوقية وإعلامية من مختلف الدول، مجددة إدانة جريمة إعدامه السياسية على خلفية مطالبته بالحقوق الإنسانية والعدالة الإجتماعية.

واستهلت الفعالية التي قدمها الإعلامي والحقوقي الدكتور إبراهيم العرادي بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت القارئ عباس شري، فيما أكد العرادي خلال تقديمه الفعالية على أن روح ونهج الشيخ الشهيد باقية وستبقى في قلوب كل أحرار العالم على مر الزمن، كما تضمن البرنامج قصيدة شعرية بعنوان ’’وماقتلوه’’ ألقاها نور الدين ميرزاده

لعنة دم الشيخ الشهيد تحل على النظام السعودي..

وفي كلمة للمعارضة السعودية ألقاها الدكتور معن الجربا بدأها بتقديم أحر العزاء إلى كل أحرار العالم وإلى أحرار الجزيرة العربية وإلى عائلة الشيخ النمر خاصة بمناسبة الذكرى الثانية لشهادته.

ورأى ’’الجربا’’ أن ’’لعنة استشهاد الشيخ النمر ودمائه الطاهر تحل اليوم على جلاديه’’، لافتاً إلى ما يجري حاليا في داخل النظام السعودي من تمزق وشقاق، موضحاً بقول ’’فمنذ متى كنا نسمع أن هناك أميرا يسجن وأن هناك أمير يعلق من رجليه وأن هناك أمير تفجر به الطائرة’’.

وأعرب ’’الجربا’’ عن الاعتزاز والفخر بالشيخ الشهيد النمر وقال إن ’’الشهيد رضوان الله سجل بنضاله وبشهادته صفحة عزا في تاريخنا آبى إلا أن يخطها بدمائه الطاهرة وأن يكللها بصدقه معنا ومع نفسه فهو لم يبقي شعار كرامتنا من الله الشهادة حبيسة البلاغة وقبل راضيا مرضيا أن يقدم روحه قربانا لكرامتنا وشرفنا وعزتنا’’، مؤكدا بأن ’’الشيخ الشهيد النمر قامة وقيمة’’.

وبيّن أن الشهيد النمر قامة تليق بشعب صابر صامد مورست عليه كافة أنواع الظلم، كما أنه قيمة تعصف بالعصبيات الجاهلية.

مشددا على كلمات الشيخ الشهيد النمر ستكون دستور ومادة للأجيال القادمة وقد خطهما بصوته الحر ودمه النازف، لافتا إلى أن الشيخ الشهيد كان حريصا على الكرامة الإنسانية وقد استشهد في صونها.  

وقدم ’’الجربا’’ العهد للشيخ الشهيد الرمز في مواصلة السير على ذات الدرب وقال إنه ’’لا بديل ولا خيار إلا الحصول على كافة حقوق المواطنة والمساواة في جزيرة العربية في ظل دستور ينهي عهد الظالمين ويحررنا من رهن شريعتهم ووحشيتهم’’.

الشيخ الشهيد النمر كان يملك وعياً متقدماً نحو القضايا الكبرى ومنها القضية الفلسطينية..

وفي كلمة للمعارضة البحرينية، ألقاها إبراهيم المدهون، أكد فيها أن هذه الذكرى تمر ولا تزال الجريمة الفادحة والمروعة في إعدام شخصية دينية ووطنية وسياسية هامة هي الشهيد النمر قدس الله ثراه لا لشيء سوا أنه رفع صوته بكل شجاعة وصلابة وجرأة في الدفاع عن العدالة الاجتماعية وحق المستعطفين في نيل حقوقهم الإنسانية العادلة والمشروعة’’.

وأشار إلى أن قضية الشيخ الشهيد لم تكون قضية مختزلة في بلد أو طائفة بل أنه كان رمزا في الدفاع عن المظلومين والمقهورين بغض النظر عن انتمائتهم الدنية والعرقية والاثنية.

وتحدث ’’المدهون’’ عن ’’تصاعد المؤامرات على القضية الفلسطينية والقدس الشريف وهرولت النظام السعودي نحو التطبيع العلني مع العدو الإسرائيلي بعد أن كان في الخفاء’’، مستذكراً قول الشيخ الشهيد النمر في معرض رده لإرسال قوات در الجزيرة للبحرين وهي ’’إن هذه القوات إذا كانت تبتغي لتحقيق العدالة فيجب أن تصوب بنادقها اتجاه الصهاينة لتحرير فلسطين’’.

وقال إن ’’الوعي المتقدم لدى الشيخ الشهيد النمر يحتم علينا أن نتوقف كثيرا أمام تجربته الصادقة والشجاعة وأن نفعل دور الإسلام الذي ينظر إلى إنسانية الإنسان والتي تجسدت في الشهيد بأجلي صورها وهو يقارع الاستبداد بكل شجاعة’’ مشيراً إلى أن أعظم الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر.

وأضاف أن شخصية الشيخ الشهيد النمر لها حضورا شعبيا وشخصية سياسية أساء النظام السعودي التعامل معها من خلال الملاحقة في البداية ثم الاعتقال والمحاكمة السياسية ثم حوكم بالإعدام، وتابع أنه جريمة إعدام الشيخ الشهيد من ’’الطبيعي أن يكون له ارتدادات في داخل المجتمع السعودي والمجتمعات الأخرى من خلال توتر العلاقات بين السلطات والمواطنين’’.

وتطرق إلى لجوا النظام البحريني إلى تنفيذ أحكام الإعدام حيث نفذ بحق ثلاثة مواطنين في محاكمة غير عادلة في بداية 2017 والآن من خلال المحاكمات العسكرية بحق ستة مواطنين لم تتوفر لهم محاكمات عادلة نهاية العام نفسه.

وتابع أن ’’النظام السعودي يتجه ومن يتبعه حاليا من أنظمة الخليج كنظام البحرين إلى استخدام أحكام الإعدام لترويع المعارضين وإبعادهم في الوقت الذي يغادر العام عقوبة الإعدام لأسباب سياسة تقدم مثل هذه الأنظمة المفتقرة للشرعية على تنفيذ أحكام الإعدام لتعزيز وجودها السياسي والأمني’’.

واعتبر أن ’’هذه السياسة غير مستغربة من قبل نظام صنف ضمن القائمة السوداء للأمم المتحدة جراء قتل أطفال الشعب اليمني في حرب غير مشروعة وقد ارتكب فيها جرائم حرب’’.

وأردف قائلا: ’’إن العالم في 2018م  يتجه إلى تعزيز المشاركة الشعبية في صناعة القرار السياسي نشاهد في منطقة الخليج وتحديد في المملكة السعودية والبحرين والإمارات تعرض المشاركة الشعبية إلى القمع السياسي ونرى النشطاء والمعارضين في السجون أو ملاحقين أو ينتظرون سيف الجلاد’’.

واختتم ’’المدهون’’ كلمته بتجديد ’’التضامن مع حملة الشيخ الشهيد النمر من المطالبة المحقة في تعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق التحول الجذري نحو الديمقراطية وهي ذاتها المطالب التي ترفعها الشعوب المتطلعة للحرية كالشعب البحريني واليمني وشبه الجزيرة العربية وشعوب الخليج’’، مشددا بأن أبناء البحرين سيبقون أوفياء لذلك الصوت الجرئ والشجاع في نصرة الشعب البحريني في الوقت الذي صمت العالم عن مناصرته وهو يعرف تبعات هذا الصوت’’.
 
الشيخ الشهيد علم من أعلام الحرية..

وفي كلمة الهند، تحدث سماحة السيد علي باقر رئيس جمعية أهل البيت عليهم السلام خلال الفعالية شدد خلالها إن الشيخ الشهيد النمر هو علم من إعلام الحرية وبطل من أبطال مطالبي الحقوق البسيطة التي تنص عليه القانونين الدولية والإقليمية والمؤسسات الدينية، لافتاً إلى أنه من حق كل مواطن في بلده أن يطالب بأبسط حقوق العيش بكرامة وعزة.

واعتبر أن في مثل هذه الذكريات والمناسبات هي صرخة عالمية لا تختص ببلد دون بلد أو بقومية دون أخرى أو بشعب دون أخر ، مستذكراً لحظة استشهاد الشيخ النمر حيث قامت المؤسسات الدينية والإنسانية المحلية في البلاد بالاستنكار والشجب لهذه الجريمة، كما استحضر كلمات الشيخ الشهيد حول اعتقاله وجريمة اغتياله بأنها ستكون دافعا للحراك.

الشيخ الشهيد قضى على يد يدعي الإسلام..

وشارك الأب ’’ويليام نخلة’’ بكلمة أكد فيها إن الشيخ الشهيد قضى مظلوماً لأجل مبادئه وعقيدته، على يد من يدعي الإسلام، وشدد على العروبة الحقة والإسلام الحق قائلا: ’’نحن عرب لا عربان، نحن الإسلام الحق لا إسلامهم المزيف، نحن أتباع السيد المسيح لا أتباع أمريكا والصهاينة’’.

ووصف هذه الفعالية السنوية الدولية الخاصة بالشيخ الشهيد بأنها ’’المشهد العظيم المتعدد الجنسيات’’ وقال ’’يمكن أن نسميه بجنسية واحدة وهي جنسية الأمة الواحدة بالإيمان القويم بالله’’.

ولفت إلى أن في لبنان أصوات عميلة وهي لاتمثل إلا نفسها وقال أما ’’نحن في لبنان تمثلنا بعد الله المقاومة الشريفة البطلة’’، معتبراً أن ’’التحرير والانتصار عام 2000 هو الاستقلال الحقيقي للبنان وليس الاستقلال السابق لأن الاستقلال الحقيقي يأخذ ولا يعطى’’، وتابع أن ’’هذا الاجتماع في حق الشيخ الشهيد النمر يضم التضامن مع جغرافية القدس وتاريخ فلسطين’’.

الدم النازف في أرض الحجاز والمنتشر في كل بقاع الأحرار..

وفي كلمة المقاومة الإسلامية ’’حزب الله’’ ألقاها سماحة الشيخ خليل رزق مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب، وجه فيها التحية والإجلال والإكبار إلى روح الشيخ الشهيد النمر الطاهرة.

وقال إن ’’الشيخ الشهيد استقى من أنوار المدرسة العلوية الربانية ومن فيضها الجهادي الكبير كل معاني الآباء والتضحية فسار على الحق في الوقت الذي غرق فيه الكثيرون في الجهل والضلالة وصدح بكلمة حق في وجه سلطان جائر’’.

وخطاب ’’الشيخ رزق’’ الشهيد النمر قائلا: ’’أيها الشيخ العالم الثائر الذي رحل عن هذه الدنيا مكلل بوحي من السماء وفي قلبه العاشق يرتسم ثغر الحسين الشهيد عليه السلام.. وسماحة الدم النازف في أرض الحجاز والمنتشر في كل بقاع الأحرار على امتداد الثائرين لك منا ألف التحية من تحايا العشق المحمدي’’.

 وقال: ’’نقف اليوم في ذكراك لنشهد على وحشية وهمجية التي قام بها التخمة الفاسدة في عالمنا العربي من حكام ادعوا الإسلام فقتلوا وسفكوا الدماء وقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ لنشهد على بربرية العدوان على شعب كامل وتدمير بناه التحتية لأنهم رفضوا التبعية لأمريكا و(إسرائيل)’’.

وأضاف أن كل ذلك يجري في اليمن تحت مرأى ومسمع مايسمى بالأمم المتحدة ودعاة حقوق الإنسان الذين أصبحوا شهود زور على مايجري من سفك الدماء وقتل الأبرياء.

وتابع قائلا: ’’كما نقف في ذكراك لنشهد معا أن القدس لن تتحرر إلا بعد زوال هذه التخمة الفاسدة من الحكام التي افتضح أمرها وكشف النقاب عن حقيقتها عندما ركنت وشاركت في القرار الأمريكي بجعل القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي الغاصب’’.

وواصل بقول: ’’نقف في ذكراك لنجدد العهد والوعد أننا لن تخلى عن تحرير فلسطين كل فلسطين ولتبقى القدس عاصمة لها وأن (إسرائيل) يجب أن تزول من الوجود’’.

وفي ختام كلمته، أكد ’’الشيخ رزق’’ أن ’’كل الأنظمة الحاكمة التي انجرت لتصالح مع العدو والتفاوض معه سوف تهزم وأن دم الشيخ الشهيد النمر الذي سال ومظلوميته وشهادته هما سوف يكونا خير بشير ونذير بقرب زوال عروش الملوك والطغاة وكل أذناب أمريكا و(إسرائيل).

الفعالية الدولية تضمنت توزيع كتاب جديد بعنوان ’’الحرب على الفساد’’ للشيخ الشهيد نمر باقر النمر من إصدار دار "كيتوس" للثقافة والنشر، وكذلك توزيع نسخ من كتاب مفاتيح الجنان بغلاف المناسبة.

وعلى هامش الفعالية أٌُقيم معرض صور فوتوغرافية  بعنوان ’’علماء خلف القضبان’’ يستعرض علماء الدين المعتقلين في السجون السعودية.

أضيف بتاريخ :2018/01/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد