آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
قاسم حسين
عن الكاتب :
كاتب بحريني

الحديث عن الأمطار ممنوع!


قاسم حسين ..

من الآن فصاعداً سيصبح الحديث عن الأمطار وتوقعات الأرصاد الجوية خطيراً ويؤدي بك إلى المحاسبة والمساءلة... وربما يُلقى القبض عليك وُيحكم عليك بدفع غرامةٍ ماليةٍ أو السجن.

من هنا عليكم أن تستغلوا هذا الوقت الضائع، أو الدقائق الأخيرة من المباراة، للحديث عمّا في خاطركم عن الأمطار الأخيرة، وما خلّفته من مآسٍ ومعاناة، قبل أن يُقر هذا القانون ويُبدأ بتنفيذ هذه الأحكام!

ما فهمناه من تصريح السيد مدير الأرصاد الجوية، أن الحديث عن تنبؤات الأرصاد الجوية مسألةٌ خطيرةٌ، يمكن أن تهدّد الأمن العام، وتنذر بوقوع اضطرابات وتقلبات! ولذلك لابد من منع الناس، وإيقافهم عن حدّهم، وخصوصاً هواة ومحبي متابعة حالات الطقس، على المستويين المحلي والخليجي، ومنعهم من اقتراف هذا العمل الخطير، من أجل صيانة النسيج الاجتماعي والحفاظ على اللحمة الوطنية واستمرار الانسجام بين الجاليات الأجنبية والمحلية وشعوب الأمم المتحدة!

الحديث عن تساقط المطر ليس أمراً يمكن التسامح بشأنه أو التجاوز عنه بعد اليوم، فلابد من إيقاف كلّ من تسوّل له نفسه الحديث عن توقعات الأمطار، لأنها تدخل في مجال الرجم بالغيب، وهو أمرٌ غير علمي، حيث لا يمكن إثباته فيزيائياً ولا كيميائياً ولا عن طريق الحساب والهندسة الفراغية، وإنّما يدخل صراحةً في التنجيم والهوس وقراءة الأبراج. إنه أقرب إلى عمليات الهرطقة وقراءة الحظ والفنجان، فهل تقبلون بانتشار ادعاء الغيب وقراءة الحظوظ والفناجين؟

إن انتشار التنبؤ بالأرصاد الجوية على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر التوقعات الخاصة بمعدلات تساقط المطر وهبوب الرياح، يعتبر مؤامرةً عالميةً على أمتنا العربية، من أجل تفتيت وحدتها، وإفساد أخلاق شبابها وبناتها، وتشويش تفكيرهم والتلاعب بعواطفهم. من هنا لابد من الوقوف بحزم أمام هذه المؤامرة الإمبريالية الصهيونية، التي تشارك فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والكونغو و «إسرائيل».

ثم ما الذي يدفعكم للخوض في شئون الطقس والبرد والحر؟ ألا توجد لديكم قضايا أهم؟ من أي كوكبٍ أنتم؟ ما دخلكم بهذه القضايا؟ المطر مطر، سيسقط اليوم أو غداً أو بعد غدٍ، كما كان يفعل قبل مئات السنين، وكما سيفعل بعد مئات السنين، فهل تريدون أن تفسّروا الماء بعد الجهد بالماء؟

إذا كنتم تعانون من الفراغ، فيمكنكم الذهاب للمباريات، وترك المطر لهيئة شئون الأرصاد الجوية، وهناك يمكنكم أن تستمتعوا بمباريات الدوري لكرة القدم أو السلة أو اليد، بدل التدخل فيما لا يخصكم! وإذا لم تعجبكم هذه المباريات الجماعية فيمكنكم الذهاب للألعاب الفردية كالسباحة والملاكمة أو المصارعة الحرة أو ركوب الجبال وقيادة الدراجات الهوائية أو النارية! وإذا لم تعجبكم المباريات المحلية فيمكنكم متابعة مباريات البرشة والريال، أو ليفربول والأرسنال! المهم اتركوا ما لهيئة الأرصاد للأرصاد!

طبعاً هذا ما ينطبق على الشباب من محبّي الرياضة، أما من لا يحبونها فيمكنهم الحديث عن المسلسلات الجديدة والأفلام، فهناك عشرات الأفلام أسبوعياً، ومن لا يعجبه ما يعرضه التلفزيون من أفلام قديمة مكرّرة فيمكنه الذهاب للسينما. المهم اتركوا عنكم التكهنات والرجم بالغيب والإفتاء في شئون الطقس ومعدل تساقط الأمطار!

إنه لا يمكن التنبؤ بالطقس، لأنه من الغيبيات، ولا يمكن الاستمرار في السماح للناس بالخوض في أحاديث المطر، لأنه في الأخير سيؤدي إلى الانفلات الأخلاقي والأمني، والتفكك الاجتماعي والانهيار الاقتصادي... وهروب رؤوس الأموال.

من هنا نضم صوتنا إلى صوت مدير هيئة الأرصاد، بضرورة التسريع بإصدار قانون خليجي يمنع الحديث عن الطقس ومعدل المطر وسرعة هبوب الرياح!

صحيفة الوسط البحرينية

أضيف بتاريخ :2017/02/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد