آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي سعد الموسى
عن الكاتب :
- دكتوراه في الأسلوبية والنقد الاجتماعي للغة من جامعة أسكس. - بكالوريوس في الآداب من جامعة الملك سعود بأبها. - ماجستير في اللغويات النظرية من جامعة كلورادو.

لماذا لكن يا صاحب الفضيلة


علي سعد الموسى ..

 لفضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي، نصف مليون إضافي فوق الملايين العشرة المتابعين لشيخنا الفاضل على "تويتر"، وبالتالي فأنا أتوسم أنه يدرك حجم الكلمة والجملة وتأثيرها الطاغي الواسع، فالحرف الواحد من أزراره الإلكترونية له طيف استقبال لا ينكر. وأنا أشهد أنه مع كل عمل إرهابي يظهر للإدانة والتجريم، ومع هذا سأكون معه هذا الصباح ناصحاً أميناً إن قلت له بوضوح: إن الاستدراك بـ(لكن) بعد كل إدانة لا يعطي سوى التبرير الذي لا يقصده بالفعل. هنا المثال: يقول فضيلة الشيخ الفاضل في آخر تغريدة (هجوم ميونيخ جريمة يحرمها الإسلام... لكن الغرب مطالب بميزان واحد للتعامل مع كل بريء يقتل سواء بألمانيا وفرنسا أو سورية والعراق وليبيا و... و....) انتهى.

ولو كنت مستشاراً في مكتبه التويتري لما حذفت من الجملة السابقة حرفاً واحداً ولكنني سأقسمها إلى جملتين في تغريدتين وبفارق إرسال بينهما لمدة يومين. هكذا تقول نظرية تحليل الخطاب لأن الاستدراك المباشر لا يشبه سوى الملح الذي تصبه على كوب الماء العذب. نظرية علم اللغة النفسي لا تفسر هذا الترادف المباشر من الإدانة إلى الاستدراك، إلا أن صاحب الفضيلة يريد بالفعل أن يدين ويستنكر، ولكنه أيضاً لا يريد أن يفقد جمهوره العريض، وهنا العتب لأنه قائد رأي يفترض أن يكون أمام الجمهور لا من خلفه، وهنا تضيع البوصلة فلا نعرف من هو التابع ومن هو المتبوع.
نحن يا (أبا عبدالرحمن) نعرف من هم القتلة وهؤلاء لم يظهروا كالذئاب من غابة مهجورة، بل جاؤوا إلينا من ثنايا الشحن الأيديولوجي المتطرف. نحن يا فضيلة الشيخ نريد أن نعمل سوياً، وكل في ثغره، لإنقاذ هذا الدين الإسلامي العظيم من براثن النسخة المشوهة، نحن نريد أن ننقذ حصار 90 مليون مسلم في مهاجر الغرب اليوم، وهو رقم يفوق عدد سكان أكبر دولة عربية مسلمة. نحن نعلم خلفية الضلال لمجرد شخصين فقط قتلا 184 نفساً بريئة في ظرف أسبوع واحد من نيس إلى كابل. نحن نعلم يا صاحب الفضيلة أن نصف مليون مهاجر عربي في ميونيخ وحدها عاشوا ليلة طويلة من الخوف قبل أن نتنفس الصعداء حين اتضح أن المجرم لا علاقة له ببعض خطابنا المريض وبعض فتاوانا المتطرفة التي لا علاقة لها بالإسلام ومنبعه الصافي النقي. ولنا من الخيال المدهش أننا بتنا نفرح حين نسمع القنبلة ثم نكتشف أننا لم نكن إصبعاً على الزناد. أتفق معك يا صاحب الفضيلة في كل ما قلته عن الغرب لكنني ضد الاستدراك وضد.... لكن.... عداد القنابل لم يصل للرقم العاشر في مدن الغرب طوال عام كامل، ولكنه يتجاوز هذا الرقم بالأضعاف على خريطتنا الإسلامية في اليوم الواحد، فمن هم إذاً هؤلاء القتلة؟ هم أولادنا وتربية وإنتاج بعض خطابنا، ومن أجل هذا الدين وأهله دعونا نواجه أنفسنا بكل وضوح وشجاعة.

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2016/07/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد