آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. فضل الصباحي
عن الكاتب :
كاتب يمني

المجلس السياسي في اليمن يقلب الموازين مباركة دولية غير معلنة فماذا ينتظر المنطقة


د. فضل الصباحي ..

الإعلان عن تشكيل مجلس سياسي أعلى في صنعاء يمثل ضربة قوية لكل القوى الدولية والإقليمية التي تتلاعب في الملف اليمني وفق مصالحها وإستراتيجياتها غير المعلنة ويظهر في الأفق وجود دعم خفي لهذا الإتفاق من قبل أمريكا وبعض دول الاتحاد الأوربي وغيرها من دول العالم .

ويرى المختصون في الشأن اليمني بأن الدولة العميقة التي كانت تتبع الرئيس السابق علي عبدالله صالح سوف تخرج للعمل في العلن وكذلك القيادات السابقة التي كانت تمسك بمفاصل الدولة اليمنيـــة في عهد صالح سوف تعود تلك العناصر لإدارة المرحلة القادمة لمواجهة كل الإحتمالات التي يمكن أن تحدث نتيجة اتخاذ مثل هذا القرار وتداعياته على مستوى الساحة اليمنية والإقليمية .

ربما ينظر البعض لهذا الإتفاق بأنه وسيلة ضغط على الدول الراعية لمشاورات السلام اليمنية في الكويت وهذا يعتبر أحد الأهداف وقد صرح بذلك الناطق باسم الحوثيين ورئيس وفدهم لمشاورات الكويت  محمد عبد السلام الذي قال بأن الإعلان عن تشكيل المجلس لا يؤثر على مواصلة المشاورات في الكويت ؛ ولكن الأهم من ذلك  في رأي المراقبين للشأن اليمني هوا قطع الطريق على أصحاب هادي من اتخاذ أي قرارات مصيرية تتعلق بالسيادة اليمنية .

كما أن ظهور أصحاب صالح الذين يمثلون القيادات السابقة سوف يخرجون من العمل السري غير المعلن خلال فترة حكم أنصار الله إلى العمل الرسمي والمعلن من خلال الشراكة في حكم البلاد وهذا في رأي خبراء السياسة سوف يحدث تغيير كبير في سير عمل الحكومة ويدفع بإتجاه السيطرة الكاملة على البلاد من خلال القيادات المتمرسة على إدارة الدولة لسنوات طويلة .

لا ينظر البعض بأهميــة للأسماء العشرة الأعضاء في المجلس السياسي المشكل من الطرفان لأن دورهم سوف يكون توافقي رغم التسريبات لبعض الأسماء من التي كانت مشاركة في عهد صالح وليست جميعها محل قبول من أغلب فئات المجتمع  لأن الشعب يتطلع إلى القيادات الجديدة التي لم تتورط بأي أعمال سابقة  ولها تاريخ نضيف وقدرة استثنائية لقيادة المرحلة الحرجة في تاريخ اليمن .

صحب يوم الإتفاق أمطار غزيرة على اليمن اعتبرها البعض مباركة السماء للإتفاق كما أنهالت على صالح  برقيات التأييد والاتصالات الهاتفية، من قيادات فروع المؤتمر الشعبي العام واحزب التحالف الوطني في المحافظات والمديريات والجامعات وفروع المؤتمر داخل و خارج اليمن ومن منظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات، باركت جميعها ” الإتفاق السياسي ” الذي تم بين المؤتمر الشعبي وأنصار الله والذي حير العض تلك المباركة الغير معلنة من أمريكا وبعض الدول العربية والغربية ودوّل آسيا وغيرها من دول العالم ، ومن المتوقع أن تشهد المدن اليمنيـــة مسيرات حاشدة مؤيدة لهذا القرار بينما أصحاب هادي وعلى لسان بن دغر يطالبون المجتمع الدولي التدخل وإدانة هذا القرار ويعتبرو تشكيل  المجلس  مخالف لإرادة الشعب اليمني ونسف لمشاورات الكويت ولا يمثل  أعضاء وكوادر المؤتمر ، وليذهب الإتفاق إلى مزبلة التاريخ كما قال بن دغر الَّذِي على ما يبدو أصبح غير مؤثر في حزب المؤتمر الذي يتزعمهُ صالح ، ولا يستطيع إخراج مئات الأشخاص في المدن اليمنية عكس صالح الذي يمكنهُ بخطاب واحد حشد الملايين في المدن والساحات اليمنية وهنا يمكن للمراقب العادي معرفة من يملك القرار والتأثير في الشارع اليمني  .

أخيراً نجح صالح في تغيير المشهد السياسي اليمني وخلط جميع الأوراق وربما تشهد الأيام القادمة تطورات كبيرة على مستوى الساحة اليمنية وفي جميع الملفات الخاصة بمناطق الشمال ، والجنوب  واستطاع صالح إعادة تفعيل دستور الجمهورية اليمنية  ليكون عصى موسى التي تغير اتجاه بعض المسارات مثل شرعية هادي المنتهية أصلاً وتم من خلال الإتفاق الجديـــــد إلغاء الإعلان الدستوري ولم يبقى إلى حزب الإصلاح ليختار المسار الذي يأخذه إلى بر الأمان قبل الذهاب إلى المحرقة المعدة لَهُ سلفاً  فهل يكون حضن صالح هو الأفضل في اللحظات الأخيرة  لكل من خرج عن الخط الوطني  مثلما عودهم خلال مسيرة حكمه الأيام القادمة سوف تشهد الكثير من المفاجئات على جميع المسارات اليمنيـــة والإقليميـــة نسأل الله الأمن والسلام لليمن والمنطقة …

كاتب يمني
صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2016/07/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد