آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
موفق سعد النويصر
عن الكاتب :
نائب رئيس تحرير صحيفة مكة

تآمرون أم مقصرون أم عاجزون؟!

 

موفق سعد النويصر ..

السيناريو.

• شكاوى واحتجاجات متكررة في مكة وجدة خلال أشهر لعمالة لم تتسلم رواتبها لدى شركتين كبيرتين.

• مقاطع فيديو تنتشر بين الناس وتتابعها وكالات الأنباء ومحطات التلفزة العالمية.

• القنصلية الهندية تقدم وجبات غذائية لـ2500 عامل لم يتسلموا رواتبهم منذ 7 أشهر.

• وزارة العمل تتنبه أخيرا لوجود مشكلة عمالية في «شركة واحدة فقط».

• وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية يدعو إلى عدم تضخيم مشكلة عمالة بلاده في المملكة.

• تلفزيون الجديد اللبناني يعرض تسجيل فيديو لمسؤول حكومي مع عمال شركة سعودي أوجيه ينقل لهم توجيه الملك بحل مشاكلهم مع الشركة نهائيا.

 

هذا السيناريو المؤلم.. ألم يكن بالإمكان احتواؤه قبل أن يصبح مادة دسمة لوسائل الإعلام المحبة والمغرضة؟ لماذا إذن تجاهلت وزارة العمل ذلك؟ هل قضية عمالية تحتاج لصلاحيات تفوق الوزير؟ لماذا تتحول عادة مشاكلنا من أدناها إلى أعلاها دون أن يكبح جماحها أحد؟ هل الجهات الحكومية عاجزة عن التصرف أم إنها غافلة عما يحدث في محيطها؟

 

من حديث المسؤول الحكومي لعمال «سعودي أوجيه» يبدو أنهم ليسوا بغافلين، لقوله «المشاكل السابقة نحن نعرفها بالكامل.. ما في إقامة. ما في تأمين طبي. ما في سفر. ما في رواتب». لماذا إذن صمتم عنها؟ هل كنتم تراهنون على سكوت الموظفين عن المطالبة بحقوقهم؟ أم إنكم تنتظرون أن تحل المشكلة من تلقاء نفسها؟

 

للأسف الشديد في جميع القضايا التي انتقلت من فضائنا المحلي وأصبحت لاحقا حديث العالم، كان السبب الرئيس فيها تقاعس المسؤولين المباشرين عن اتخاذ خطوات سريعة وعاجلة لاحتوائها، ولو استعرضنا شيئا منها لما وسعتها المساحة المخصصة للمقال، ما يعزز فرضية عدم وجود خطة لإدارة الأزمات لدى معظم الجهات الحكومية، والتي تحول مشكلة صغيرة إلى كرة ثلج تجرف كل من أمامها، وبالتالي ينتقل حلها من يد المسؤول المباشر إلى أعلى سلطة في البلد لحسمها.

 

فإذا كانت القضايا ستحسم من خلاله، فما دور الوزراء والنواب ومدراء العموم؟ هل هم معنيون فقط بحل الأمور الروتينية أم أن جميع القضايا مناطة بهم؟ أليس خروج المشاكل من بين أيديهم دليلا على فشلهم؟

 

شخصيا لا أؤمن بنظرية المؤامرة ولست من أنصارها، ولكن قرارات بعض الجهات وتوقيت صدورها تجبرك على تبني مثل هذا الطرح. يرسخ ذلك تقاعس أصحاب العلاقة عن معالجة تداعياتها سريعا، الأمر الذي يثير التساؤل.. هل هم متآمرون أم مقصرون أم عاجزون؟!

 

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/08/08

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد