قصة وحدث

قصة وحدث: الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي ’ثائر على أبواب بيت المقدس’


لم يكن ذاك القائد المطارد والمعتقل لأكثر من مرة مجرد ثائر عابر،ولم يكن قائدا عاديا كغيره من القادة،فـ "أبو إبراهيم"الذي عرفته الصحافة العربية بكتاباته الملتزمة والهادفة والداعمة إلى نشر الإسلام، واستنهاض الأمة العربية والإسلامية،هو نفسه ذاك المدرس الذي عمل في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم في مدرسة الأيتام، وهو الطبيب العامل بمستشفى فيكتوريا بالقدس وبعد ذلك عمل طبيبا للأطفال في قطاع غزة.


ولد الدكتور الشهيد فتحي إبراهيم عبد العزيز محمد أوحيدة الشقاقي عام 1951 في فلسطين، ونشأ في وسط عائلي محافظ وأسرة متدينة تلتزم بالمجال الديني والشعائري، وكان والده الابن الوحيد لإمام القرية،فقد أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره ليشب بعدها يتيما.

درس الشقاقي في جامعة بير زيت بالضفة وتخرج من دائرة الرياضيات، وعمل لاحقا في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم في مدرسة الأيتام، وفي أثناء عمله درس مرة أخرى الشهادة الثانوية لرغبته الشديدة في دراسة الطب، حيث التحق بكلية الطب- جامعة الزقازيق 1974،وبعد تخرجه عمل طبيبا بمستشفى فيكتوريا بالقدس وبعد ذلك عمل طبيبا للأطفال في قطاع غزة.

قاد الدكتور كفاحا مريرا ضد الاحتلال، اعتقل في فلسطين أكثر مـن مرة عام 1983 و 1986 ثم أبعد في أغسطس 1988 إلى لبنان بعد اندلاع الانتفاضة في فلسطين واتهامه بدورٍ رئيس فيها، وفي مصر تأثر بفكر الإخوان المسلمين، ثم تأثر بالثورة الإيرانية منذ بدايتها، وكان أبرز الفلسطينيين الذين دعوا إلى تبنيها كنموذج.

قام بالانخراط في سنة 1968م ،بالحركة الإسلامية إلا أنه اختلف مع الإخوان المسلمين، وبرز هذا الخلاف بعد سفره لدراسة الطب في مصر عام 1974 م فأسس ومجموعة من أصدقائه حركة الجهاد الإسلامي أواخر السبعينيات، اعتقل في مصر في 1979م،بسبب تأليفه كتاب "الخميني، الحل الإسلامي والبديل"، ثم أعيد اعتقاله في 20/7/1979 بسجن القلعة على خلفية نشاطه السياسي والإسلامي لمدة أربعة أشهر، غادر مصر إلى فلسطين في 1/11/1981 سراً بعد أن كان مطلوباً لقوى الأمن المصرية.

قاد بعدها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وسجن في غزة عام 1983 لمدة 11 شهراً، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى عام 1986 وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 4 سنوات و5 سنوات مع وقف التنفيذ: لإرتباطه بأنشطة عسكرية والتحريض ضد الاحتلال الإسرائيلي ونقل أسلحة إلى القطاع" وقبل أنقضاء فترة سجنه قامت السلطات العسكرية الإسرائيلية بإبعاده من السجن مباشرة إلى خارج فلسطين بتاريخ 1 أغسطس (آب) 1988 بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية.

تنقل بعدها الشقاقي بين العواصم العربية والإسلامية إلى أن اغتالته أجهزة الموساد الصهيوني ،غدرا في مالطا يوم الخميس 26/10/1995 وهو في طريق عودته من ليبيا إلى دمشق .

أربعة وأربعون عاماً فقط هي عمر الشهيد المجاهد، ولكنها كانت زاخرة بالعطاء في مختلف المجالات، فمجلة" المختار الإسلامي" عامرة بالدراسات والمقالات المؤسِسة لنهج جهادي صحيح يصوب البوصلة إلى عدو الأمة وكيانه المصطنع على أرض فلسطين ،و على مستوى الدراسة في جامعة الزقازيق في مصر، ليتخرج منها طبيباً جرَّاحاً في العام 1981، أو معتقلاً في سجون الاحتلال، ليخرج منها ومعه الميثاق التأسيسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وصولا لإبعاده إلى الأراضي اللبنانية في 1/8/1988.

لقد كان الشهيد الشقاقي مثالاً فذاً للمجاهد المؤمن بالكلمة والحجر والبندقية والطب، فسلام عليك وعلى روحك يوم ولدت على أرض فلسطين ،ورحلت ثائرا على أبواب بيت المقدس، بعيدا عن أرض فلسطين .

أضيف بتاريخ :2015/11/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد