آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
أمجد المنيف
عن الكاتب :
كاتب وصحفي سعودي

مستقبل شركات الاتصالات!


أمجد المنيف ..

في الأسبوع المنصرم، عقد معرض "جايتكس" الشهير في دبي، قبلة المعارض التقنية ومعقل التقنيين، في الشرق الأوسط على أقل تقدير، والذي يتكفل كل عام باستشراف مستقبل التكنولوجيا، ومواكبة التغيرات على كافة الأصعدة، وخلق الحلول التقنية المناسبة، التي تسيطر على معظم تفاصيل الحياة، وتقوم بالإحلال تدريجيا مكان الإنسان، والظواهر والشواهد والاستقراءات واضحة.. لذلك - وعاما بعد عام - يتم اندثار عدد من الوظائف، وتكون التقنية هي البديل.

عندما نتحدث عن "جايتكس"، فلا يمكن تجاوز ما تقدمه "وزارة الداخلية"، التي تثبت كل عام أنها رقم صعب في التقنية، من خلال المواكبة العصرية للمتغيرات، متقدمة في الوقت نفسه على جهات متخصصة، ما يجعلك تعتقد ولأول وهلة أنك تزور جناح "وزارة الاتصالات" أو "هيئة الاتصالات"، اللتين لم تستغلا يوما هذا المعرض، والتجمع البشري، الذي يتجاوز 120000 مهتم، لتقدما ما لديهما، بل يأتي كل عام وهما بلا أثر، وهنا يجب أن نسأل السؤال المؤجل: ماذا تفعل "وزارة الاتصالات"؟! وحتى لا أكون متحاملا، فقد جرى حديث على هامش المعرض حول دورها، تفاجأت بأن عددا من المناقشين لا يعلمون أن لدينا وزارة للاتصالات، والوزارة مسؤولة بالتأكيد، ومشكلة هيئة الاتصالات أكبر!

كل العالم ينتظر الفتوحات التقنية الحديثة، والتي تأتي في مرحلة ما بعد الاتصالات المسموعة، والانغماس في ما يعرف بـ"انترنت الأشياء"، حيث تتحول الحياة بشتى مناحيها، وتختلف ملامح الأعمال، وسيكون لدى شركات الاتصالات الفرصة الأكبر للتركيز على تقنية المعلومات، وخلق الخيارات "الحياتية" التي تنطلق من التقنية أرضا، ما يعني أن لدينا تغيرا في ماهية وأدوار وطبيعة الشركات، وهو الأمر الذي يعد تحديا لها، ويستوجب تفهماً من لدينا للمتغيرات، لذلك لا تستغرب لو استحوذت شركة اتصالات على شركة طيران، أو أي نشاط آخر، ووظفته تقنيا.

حقيقة، المنحنى القادم للاستثمار في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات يقوم بالكلية على الفكرة، وحتى أتحدث بلغة أبسط، التطبيقات (بكل أشكالها) هي أحد أفرع الاستثمار، والمحتوى كذلك، وغير ذلك.. لكن، كل هذا يحتاج تشريعات متطورة، تلاحق المرحلة، وتتفهم الاحتياج والتمدد والتطور، في وقت نرى فيه الوزارة والهيئة في سبات عميق، وجمود يسكننا في فضاء تقني أبعد ما يكون عما يفكر به العالم، ويفرضه الزمن.

الزمن لا ينتظر، هذا ليس جديدا، ولكن لو تباطأت "الوزارة" و"الهيئة" في فهم الاحتياج، فلن ينتظر الزمن وحسب، بل سيتوقف، ويعود بنا، ونحن بالتأكيد لن نقبل، وسنحارب من أجل المضي قدما.. ويبقى السؤال: هل لديهما استيعاب بمستقبل التقنية؟! لست متفائلا. والسلام

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/10/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد