آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
قاسم حسين
عن الكاتب :
كاتب بحريني

مطلوب تصريح لزيارة المآتم!


قاسم حسين ..

ما أعلنه القيادي في جمعية «وعد» يوسف الخاجة، عبر حسابه في «تويتر»، من أن «الجمعية تسلمت خطاباً من وزارة العدل بمخالفتها قانون الجمعيات بزيارة بعض قيادتها للمآتم في عاشوراء»، وأنَّ ذلك «ممارسة نشاط سياسي».

يبدو أنه من الآن فصاعداً، ونحن في العشر الأواخر من الشهر العاشر من العام 2016، محرم الحرام 1438هـ، مطلوبٌ لمن يريد أن يزور مأتماً أو حسينيةً في أية منطقة من البحرين، أن يستصدر ترخيصاً من الجهات المعنية، لكي لا يخالف القوانين.

القانون يقول إن على أهل كل مدينة أو قرية، أن يتجنبوا زيارة أهالي القرى والمدن الأخرى، سواءً في الأفراح أو الأتراح، والأفضل أن يبقى كل شخص في بيته وقريته، لا يزور ولا يُزار!

أنت مواطن، فالمطلوب منك ألا تتواصل مع أحد من البشر، أو مع مؤسسة مدنية، أو جمعية سياسية أو دينية أو تاريخية أو رياضية!

القانون واضح، ولا تتحجّجوا بحرية التنقل والقانون الدولي، أو زيارات بعض المسئولين أو محافظي العاصمة أو المحرق والشمالية للمآتم، وركوب سيارات الأوقاف الجديدة (الكيوت) وتجوالهم بها في الأحياء الشعبية في المنامة! فعضو أية جمعية سياسية يهدّد اللحمة الوطنية والوحدة القومية، بينما المحافظ يريد المحافظة على الأوضاع المحافِظة في المحافظات.

وبصفتنا بلداً مكوّناً من أجناس وأعراق ولغات وألوان شتى، فإنَّنا نريد أن نحافظ على خصوصية جميع المِلَل والنِّحَل، ونحفظ لها هويتها الكينونية، ولا يجوز بحالٍ من الأحوال أن نسمح بالاختلاط بين هذه الأعراق؛ لكي لا تحدث اختلاطات وتفاعلات كيماوية لا تُحمدُ عقباها!

القانون قانون، ونصوصه واضحة وضوح الشمس، وكما قلنا لا يجوز أن يذهب شخصٌ من مِلّةٍ معينةٍ ليزور أماكن عبادة ملة أخرى! فالمسألة مسألة قانون وهوية وخصوصية، وليست مسألة حريات شخصية وحقوق مدنية، والأفضل أن يبقى كل شخص في بيته، ولا تقولوا الناس أحرار في التنقل والذهاب إلى ما يريدون!

ثم إنَّ من يريد التواصل فعلاً مع الناس، حتى في حالة العزاء، يمكنه أن يرسل رسالة «واتس أب» لأصدقائه، أو يكتب تغريدة في «تويتر»، يكتب فيها ما يريد، ولا داعي أن يكلّف نفسه عناء الذهاب بسيارته، وخسارة بنزين، وإضاعة وقته في الزحمة، والحصول على موقف سيارات بعد ساعتين! وخصوصاً في المنامة أيام التحاريم. فمِن نعم الله علينا أن سخّر لنا الأميركان واليابانيين والكوريين، ليعملوا لنا هذه الأجهزة الذكية جدّاً، التي تمكّننا من إرسال رسائل التعزية إلى الأصدقاء من الملل والطوائف والأديان الأخرى، دون تعب أو التورط في مخالفة القوانين!

إنَّه القانون، ولمن يريد بعد اليوم أن يزور مأتماً، أو مسجداً أو كنيسة، أن يتقدّم بطلب رسمي لملء استمارة لاستخراج تصريح دخول، تماماً مثلما يحدث عند زيارة الدول الأخرى لاستخراج فيزا، فهذا النظام نظام متطور، يطبّق حتى في أميركا ودول الاتحاد الأوروبي، ألم تسمعوا عن اتفاقية «الشنغين»؟

وكما في الشنغين هناك شروط، فإن الزيارات الداخلية بين مدن وقرى ومساجد البحرين، سيكون من شروطها عدم الكلام في السياسة أو الاقتصاد أو قضايا المجتمع، أو انخفاض سعر النفط، فقط زيارة «سلام عليكم وعليكم السلام»، وتشرب شاي... ومع السلامة. مفهوم؟

صحيفة الوسط البحرينية

أضيف بتاريخ :2016/10/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد