آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
فراس عادل السالم
عن الكاتب :
كاتب كويتي

النفط الصخري يوازن السوق

 

فراس عادل السالم ..

تتذبذب أسعار النفط صعودا ونزولا طوال أيام الأسبوع، وينتظر منتجو النفط الصخري وصولها إلى مستوى سعر التعادل لكي تعاود حفاراتهم عملية الإنتاج. فكل أسبوع نرى المحللين يراقبون دخول الحفارات وخروجها من الخدمة لكي يعلنوا عن توقعاتهم المستقبلية لأسعار النفط، فكلما ازدادت تلك الحفارات ارتفع الإنتاج من النفط الصخري والمعروض منه في السوق العالمي، ضاغطا على المنتجين التقليديين الأقل تكلفة، ومنها دول عربية عدة، مقللا من أرباحهم لكل برميل نفط يبيعونه وينافسهم على حصصهم السوقية بالأسواق البعيدة عنهم، معتمدا على مواعيد التسليم المبكرة نظرا لعامل الوقت المطلوب لشحن نفوط هذه الدول من حقولها إلى قارة أخرى.

أصبح النفط الصخري يضبط أسعار النفط العالمية، ويشارك الدول المنتجة التأثير في الأسواق العالمية، مما حدّ من قوة مفاوضاتها مع زبائنها وجعلها تعرض نسب خصم أكبر على أسعار براميلها، وعرضت كذلك إنشاء مشاريع نفطية في بلادها، حاملة معها مليارات من الدولارات لتنفقها في إقتصادات تلك الدول لاستمرار تدفق نفطها وضمان المشترين لأجل طويل.

ازدياد نفوذ منتجي النفط الصخري أزعج الكثير من المنتجين التقليديين، أن لم يكن جميعهم، ولكنه أرضى المشترين كذلك، فدخل لاعبا جديدا بالسوق وكسر شبه الاحتكار للنفط التقليدي، وها هو اليوم يمنع صعود أسعار هذه السلعة كلما اقتربت من حاجز الخمسين دولاراً للبرميل، موفراً مبالغ طائلة على ميزانيات مستهلكي النفط ومشتقاته عالمياً، التي كانت يوماً من الأيام تشتريه بمئة وعشرين دولاراً للبرميل الواحد، وهنا ينطبق مثل مصائب قوم عند قوم فوائد. فعلى من ابتلي بمصيبة كالنفط الصخري أن يعمل جاهداً لتجاوزها بنجاح، ويكون صاحب الاستفادة الكبرى بالنهاية.

تقوم حالياً شركات النفط الأميركية المقتدرة بشراء أصول الشركات التي أعلنت إفلاسها لتستفيد من انخفاض أسعار الأصول النفطية. ومثال حي على الاستفادة القصوى من متغيرات السوق شركة Occidental OXY التي قامت بتسييل عدد كبير من أصولها بولاية كاليفورنيا عند بلوغ أسعار النفط مستوى 75 دولاراً، مستبقة وصولها إلى القاع عند مستوى 25 دولاراً، وعملت الشركة كذلك على تنويع محفظة الأصول وإعادة استثمار المبالغ المحصلة من تسييل أصول الشركة السابقة بالاستحواذ على حقوق وامتيازات جديدة للإنتاج النفطي وتعزيز الإنتاج بها بالاستثمار الإضافي بتكنولوجيا تحفيز الإنتاج، لزيادة إيرادات هذه الأصول. وركزت كذلك على تنويع محفظة الاستثمارات بقطاع النفط والغاز لتتضمن أسواقا شرق أوسطية وأميركية وبريطانية، وتعمل على استخراج النفط التقليدي والصخري وتتضمن كذلك أصول الشركة استثمارات بشبكات خطوط نقل النفط لتدني مخاطرها، ولضمان تدفق السيولة، مما يحصنها بشكل فعال من أي تقلبات مستقبلية لأسعار النفط والغاز.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/11/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد