آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد اللطيف الدعيج
عن الكاتب :
كاتب كويتي بصحيفة القبس

حرمتم آلافاً من حقهم في الانتخاب


عبداللطيف الدعيج ..

 أمس كتبت بحماسة أدعو مواطنينا إلى ممارسة حقهم ودورهم الطبيعي في الانتخاب، هذا كان بالأمس.. اليوم سأكون صريحاً، وأعلن أن حماسي تضاءل، أو بالأحرى خف بعض الشيء، لم يعد حماس وإصرار الأمس كما كان عليه. فقد فتّ في عضدنا الشطب الذي مورس على الكثير من المرشحين، و«سد نفسنا» التعسف، وربما التمييز الذي مورس بكثافة ضد الكثير من المرشحين أيضاً. مع تقديرنا لكل المرشحين المشطوبين، لكن أن يشطب مرشحون مميزون مثل عبدالحميد دشتي وبدر الداهوم وصفاء الهاشم فهذا كثير.

من اختلطت بهم بالأمس كانوا في الأغلب من الدوائر الثلاث الأولى، ولم يكن لهم حديث غير شطب صفاء الهاشم، أي أن المرشحة الهاشم كانت محل إجماع وإعجاب الكثير والكثير من ناخبي الكويت عموماً، وليس الدائرة الثالثة فقط، وهي على مستوى الدائرة حائزة على المرتبة الأولى وفقاً لبعض الاستفتاءات، يعني بالفعل هي مرشحة مميزة، وقد حازت، سواء شاء الشاطبون أم أبوا، على قبول الناس. لهذا فإن قرار شطبها كان صدمة ومفاجأة للكثيرين ممن توافقوا مع طرحها شكلاً ومضموناً. ولدي ثقة بأن المرشح الداهوم يتمتع بذات التأييد أو حتى أفضل في دائرته.

أنا عاهدت نفسي منذ أن تم إقرار حق المرأة في الترشيح والانتخاب، ألا أن انتخب إلاَّ امرأة. وفي هذه الانتخابات كنت أتمنى لو أن السيدة غدير أسيري عندنا في الدائرة الثالثة. أو السيدة عالية الخالد، فهي الأخرى لديها ما نعتقد أنه سيخدم الوطن والمواطنين. لكن لم يكن لنا في هاتين الطيبتين نصيب. فهنيئاً لناخبي الدائرتين الأولى والثانية بما حرمنا منه.

لهذا كان لزاماً علينا أن نقنع بصفاء الهاشم. لكن يبدو أن البعض أو ربما الحظ مستكثر علينا ــ مع الاعتذار ــ حتى صفاء الهاشم. يعني بالنسبة لي.. وبالنسبة للكثيرين من ناخبي الدائرة الثالثة، ممن حزموا أمرهم مبكرا واختاروا أن ينتخبوا السيدة الهاشم، فأن الحكومة حرمتنا من حقنا في الانتخاب بشطب المرشحة الوحيدة التي اعتقدنا أنها الأفضل لكسب صوتنا.

وأن تكون السيدة صفاء الهاشم مشطوبة بسبب قضية رأي. ورأيها كان ضد أحد السياسيين الذين سمحوا لأنفسهم بأن يتدخلوا في حياتنا، وان يتطفلوا على خصوصياتنا تشريعاً وتوجيهاً وتثقيفاً، فان هذا الشطب يصبح تعدياً حقيقياً على حريتنا في الاختيار، وفي الدفاع عن المعتقدات والمكاسب في وجه من يسعى إلى تقييدها أو الانتقاص منها.

شطب المرشح لا ينتهي عنده، فهو في النهاية يصادر حق الكثير من الناخبين في الاختيار، ويصادر أيضا حق كل من ينوي الترشيح في التعبير الحر عن رأيه. وهذه هي الدكتاتورية في أجلى صورها.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/11/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد