قالت صحيفة الحياة في تقريرها إن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) تصدرت المشهد الإعلامي السعودي لسنوات، وكانت من أكثر الجهات الحكومية ظهوراً في الإعلام، خصوصاً في السنوات الأولى لتأسيسها. إلا أن الهيئة دخلت لاحقاً في «صمت عميق»، حجبها عن التعامل مع القضايا المطروحة إعلامياً، بيد أنها استفاقت منه أول من أمس (الأحد) بإصدارها بياناً عبر موقعها الرسمي.

وأضاف التقرير أن الهيئة أعلنت في البيان «رفعها بعد اتخاذ الإجراءات النظامية إلى الحكومة  نتائج تحرياتها وتحققها في شأن ما تم تداوله في وسائل الإعلام حول توظيف ابن أحد الوزراء بطريقة غير نظامية، وما اكتشفته الهيئة في شأن مخالفات تعاقد عدد من الوزارات مع مواطنين ‏برواتب عالية».

وتابع التقرير: ولم يعقب الوزير المعني، وأيضاً الوزارات الأخرى التي سماها بيان «نزاهة»، باستثناء وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التي أكدت في تعقيبها عليه أمس (الإثنين) «إلتزامها في الضوابط والشروط الخاصة في بند الكفاءات المتميزة، خصوصاً المقابل المالي».

وأشار التقرير  إلى أنه إلى ساعات نجحت «نزاهة» في تبديد صورة الهيئة «الصامتة» التي اتسمت بها خلال العام الأخير، حتى جاء حادث تسرب الأمطار داخل مركز «الملك عبد العزيز الثقافي» قبل ساعة من حفل تدشين مجموعة من المشاريع التابعة لشركة «أرامكو السعودية» في الظهران، لتغرق الهيئة مجدداً في موجة انتقادات لاذعة وسخط شعبي.

وتحدث التقرير عن ردة فعل المغردين عبر موقع التواصل الاجتماعي «توتير» الذين اعتبروا أن «المطر يكشف عورة الفساد»، وأنه «أفضل من يتفقد المشاريع»، مطلقين «وسوماً» (هاشتاغات) عدة، منها: مركز الملك عبد العزيز الثقافي، وإلغاء حفل أرامكو، وتسريب بمبنى أرامكو، ونزاهة. أشاروا فيها إلى الفساد الذي يكشفه المطر، وما يتكرر في كل موسم شتوي. وانتقدوا عدم قيام «نزاهة» بالكشف عن «الفاسدين» حتى الآن.

كما تداول المغردون مقاطع فيديو توضح حجم المياه التي تسربت إلى المركز الثقافي الذي فاقت كلفته الإجمالية 800 مليون ريال، ولكنه غرق قبل أن يفتتح.

ونقل التقرير بعض التغريدات منها: اقتراح الإعلامي مساعد الكثيري «تعيين المطر رئيساً لهيئة مكافحة الفساد». فيما سخر طارق الماضي من حادث «أرامكو»، بقوله: «يقوم السيد مطر بأعمال نزاهة خلال هذه الفترة من كل عام، ويتميز السيد مطر في مراجعة المشاريع والتقارير الفورية لها». وغردت خلود صالح الفهد: «المطر في السعودية يحل محل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.. شكراً للنزاهة الطبيعية».

كما نقل التقرير عن المتخصصة في أمن المعلومات السعودية منال الشريف حيث كتبت: «كلفة المشروع 1.6 بليون ريال، ومتأخر أربعة أعوام، ويُغلق في يوم افتتاحه.. فعلاً المطر هو أفضل رقيب على الفساد».

ووفقاً للتقرير فإن الهيئة جوبهت بموجة انتقادات مشابهة، لعدم إصدارها تقريرها السنوي أخيراً، إلا أن «نزاهة» بررت ذلك بـ«الحفاظ على سمعة بعض الأشخاص وحفظ كرامتهم، وأن التشهير ليس من اختصاصها»، الأمر الذي اعتبره البعض أنه «الفساد بعينه».