آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الوهاب جمال
عن الكاتب :
كاتب وناشط كويتي

إنسانيتكم طائفية !


عبدالوهاب جابر جمال ..

حدثني أحد الأصدقاء أنه يرغب بأن يشارك في الاعتصام الذي أقيم أمس أمام سفارة الجمهورية الروسية في منطقة السفارات في الكويت ، وكان يصر علي بأن أذهب بصحبته لأنتصر “للإنسان في حلب” كما هو معلن.

فتوقفت لوهلة وقلت له على الرغم من أن الاعتصام والتعبير عن الرأي حق مكفول للجميع يكفله الدستور والمعاهدات والمواثيق الدولية ، والدفاع عن الإنسان “أياً كان” أمر حميد ومطلوب لكن !

هل تضمن لي يا صديقي أن يكون هذا الاعتصام انتصاراً للإنسان بشكل عام دون انحياز لطرف دون طرف ؟!

وهل تضمن لي أن لا تكون الكلمات بهذا الاعتصام تصب في خانة الكسب السياسي والاقتتال الطائفي  ؟!

وهل تضمن لي أن لا يتعرض أحد المعتصمين لمذهبي ومعتقدي الديني لينسى الأطفال ويكفرني  ؟!

وهل تضمن لي أن هذا الاعتصام لا يخدم أجندات داعش و بقية الجماعات المسلحة التكفيرية ؟!

التفت عزيزي لأمر مهم وهو ؛ لماذا لا يتم شمل جميع أطفال سوريا (بضواحيها ومناطقها) والعراق واليمن وفلسطين ومصر وكل بقة من بقاع الأرض بدل حصرها بمدينة حلب ؟ ، ألا تعلم ويعلم المنظمون إن في كل هذه البقاع انتهاكات يومية وأطفال تقتل و نساء تسلب و شلالات دماء تسيل !؟

وقلت له يا صديقي : أنا لن أمنعك من المشاركة بالاعتصام ولن أُخَوِنك وأطعن بك وأتمنى ممن سيشارك أيضا. أن يقوم بنفس الأمر، فلا يخون أو يشكك بالطرف الآخر ويحترم خياره .

تركته ليذهب للاعتصام وبعد انتهاءه اتصل بي وأكد لي  بأن كل ما ذهبت إليه صحيح و أن الاعتصام لم يكن إنسانياً بل سياسياً وطائفياً بامتياز .

و قال لي أيضاً : لو عاد بي الزمن لما ذهب للاعتصام ، لأنني شاهدت أن من تصدر الاعتصام وخطب بالناس هم من مول وسلم وجهز الجماعات التكفيرية وأرسل المقاتلين ليشارك بقتل السوريين ! .

فأكدت له أنه يجب أن يعي الجميع أن الإنسانية لا تتجزأ ويجب أن لا يتم تفصيلها حسب الأهواء الطائفية والعنصرية، وإن أئمة النحر، القتل والتسليح بعيدين كل البعد عن “الإنسانية” وهمهم الوحيد الفتنة المذهبية .

أضيف بتاريخ :2016/12/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد